مسؤول: الوقود الأحفوري بريء من التغيرات المناخية في أفريقيا لهذا السبب
محمد عبد السند
- الوقود الأحفوري ليس التهديد الأكبر للتغيرات المناخية في أفريقيا
- توقعات بألا يحقق العالم أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2025
- الفقر هو التهديد الأكبر للتغيرات المناخية في أفريقيا
- قرابة 70% من الأشخاص الريفيين لا يمكنهم تحمل نفقات خدمات الطاقة الجديدة مثل المصادر المتجددة
- أفريقيا تحتاج إلى الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري
يرى رئيس شركة النفط الوطنية الكينية كيرايتو مورونغي، أن الوقود الأحفوري قد أصبح كلمة "قذرة" في قاموس مصطلحات ناشطي المناخ، نافيًا أن يكون هذا الوقود التقليدي هو التهديد الأكبر للتغيرات المناخية في أفريقيا.
وتوقع مورونغي ألا يصل العالم إلى أهداف الحياد الكربوني في أي وقت قريب، وهو ما يفسح الطريق أمام استمرار النفط والغاز ليكونا مصدرين مهمين للطاقة خلال العقدين المقبلين.
وقال كيرايتو مورونغي، الذي كان يشغل في السابق منصب وزير الطاقة في كينيا، إن أفريقيا لا تقع تحت وطأة التهديدات الخطيرة بسبب الوقود الأحفوري؛ نظرًا إلى أنها لم تصبح صناعة بعد في القارة السمراء، في مقال نشرته صحيفة "ذا نيشن" الكينية، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح مورونغي: "ناشطو المناخ يستعجلوننا بتسريع تحول الطاقة؛ نظرًا إلى أن الطاقة النظيفة يصدر عنها -أو حتى لا يصدر عنها على الإطلاق- القليل من غازات الدفيئة، كما أنها تقلل غاز ثاني أكسيد الكربون، وتخفف تداعيات التغيرات المناخية".
خطأ سياسي
أوضح مورونغي: "بات خطأ سياسيًا الحديث عن النفط والغاز بوصفهما مرتبطين بانبعاثات غازات الدفيئة والاحترار العالمي".
وأضاف: "نحن نشهد تحولًا مهمًا في الاستثمارات من الوقود الأحفوري إلى مشروعات الطاقة المتجددة، وبناءً عليه فإن مستقبل آفاق الطاقة النظيفة في أفريقيا يبدو مشرقًا".
وذكر رئيس شركة النفط الوطنية الكينية كيرايتو مورونغي: "نحن على علم بالتهديد الوجودي للتغيرات المناخية، والحاجة إلى التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة".
وأردف: "لكن وفي ضوء الواقع الاقتصادي والاجتماعي الراهن، هل بوسعنا التحول جذريّا عن الوقود الأحفوري؟".
ورد مورونغي على سؤاله بقوله: "كلا؛ سنحتاج إلى مصدري الطاقة هذين في المستقبل القريب".
على صعيد متصل، شدد وزير الطاقة الكيني السابق مجددًا على أن التغيرات المناخية في أفريقيا لا تقع تحت وطأة التهديدات من قبل مصادر الوقود الأحفوري.
وواصل مورونغي: "إسهاماتنا في انبعاثات غازات الدفيئة العالمية يمكن غض الطرف عنها -3% فقط من إجمالي الانبعاثات العالمية".
ولفت إلى أن أفريقيا ما زالت موطنًا للغابات الكثيفة التي تُعَد بمثابة أحواض كربون تمتص الانبعاثات الكربونية، التي تنطلق في الغلاف الجوي من عمليات حرق الوقود الأحفوري.
الفقر كلمة السر
قال مورونغي: "تهديد التغيرات المناخية في أفريقيا لا يتمثل -أبدًا- في الوقود الأحفوري، وإنما في الفقر".
وأوضح: "قرابة 70% من سكان المناطق الريفية لا يمكنهم تحمل نفقات خدمات الطاقة الجديدة مثل المصادر المتجددة".
وأردف وزير الطاقة الكيني السابق كيرايتو مورونغي: "خيارهم الوحيد في أغراض الطهي والإضاءة هو الخشب وفحم الكوك، والمخلفات الزراعية، وهو ما لا تنتج عنه انبعاثات كربونية فحسب، بل يدمر -أيضًا- الأشجار والغابات التي تؤدي دور الأحواض الكربونية".
مكافحة الفقر
تتفاقم التغيرات المناخية بفعل إزالة الغابات والتصحر الناتجين عن الممارسات الزراعية البدائية مثل الرعي الجائر والإفراط في الزراعة إضافة إلى الأنشطة التجارية مثل قطع الأشجار وحرق الفحم.
وفي هذا الصدد، قال مورونغي: "بينما نقبل وجود الطاقة المتجددة في أجندة المناخ، لا يمكننا استبعاد قضية مكافحة الفقر وتقليل استعمال مصادر الوقود الأحفوري من الأجندة ذاتها".
وأكد أنه لتخفيف وطأة التغيرات المناخية، يتعين على قادة الدول الأفريقية تخليص شعوبهم من براثن الفقر.
النفط والغاز باقيان
لفت مورونغي إلى أن النفط والغاز هما الموردان الطبيعيان الأكثر ربحًا في أفريقيا.
وفي هذا الصدد، قال: "ينبغي أن تُستخرج الموارد كي تُستغل في سداد ديوننا الخارجية، وانتشال الناس من مستنقع الفقر، والاستثمار في الطاقة المتجددة، وتخفيف التغيرات المناخية في أفريقيا".
وتابع: "ينبغي أن نولي اهتمامًا خاصًا بتطوير موارد الغاز الطبيعي، علمًا بأن الغاز الطبيعي المسال تنبعث عنه كميات أقل من غازات الدفيئة".
غانا مثال حي
تحول كاتب المقال إلى الحديث عن إنتاج النفط من قبل شركة توللو أويل (Tullow Oil) البريطانية للنفط، قائلًا إن الأخيرة تزود غانا بمورد جديد من الإيرادات الأجنبية، وهو ما عزّز قدرتها على دفع ديونها الخارجية.
ولفت إلى أن غانا نجحت كذلك في تعزيز تصنيفها الائتماني في أسواق المال العالمية؛ ما يمكنها من الاقتراض بشروط أكثر ملاءمة بالنسبة لها.
وقال مورونغي، إن كل دولة تعد حالة فريدة، مشيرًا إلى أن تحول الطاقة ينبغي أن يأخذ في الحسبان مستوى التنمية الاجتماعية، والواقع الخاص بكل دولة على حدة.
وفي هذا الصدد، أفاد المسؤول الكيني السابق: "ينبغي أن نستغل كل الموارد الطبيعية المتاحة لدينا؛ من بينها مصادر الوقود الأحفوري، لمصلحة شعوبنا".
النموذج الكيني
ذكر مورونغي: "في كينيا؛ فإننا بالإضافة إلى توسيع موارد الطاقة المتجددة لدينا، ينبغي أن نعمل مع توللو أويل في منطقة توركانا لاستخراج النفط وسداد الديون الأجنبية، ومكافحة الفقر".
ولفت إلى أن جزءًا من تلك الإيرادات يمكن استثماره في مشروعات الطاقة المتجددة، وتنفيذ أجندة الرئيس الخاصة بزراعة 15 مليار شجرة؛ ما سيخلق حوض كربون ضخمًا، ويخفف بدوره آثار التغيرات المناخية".
وأردف رئيس شركة النفط الوطنية الكينية كيرايتو مورونغي: "ينبغي أن نستغل موارد النفط والغاز لدينا على النحو الأكثر استدامة والأكثر صداقة للبيئة".
واختتم مورونغي مقالته قائلًا: "ينبغي أن تعي شركات النفط والغاز مخاوف التغيرات المناخية، ودعم الجهود المسؤولة الرامية لتخفيف الاحترار العالمي".
موضوعات متعلقة..
- 30 منظمة ترفض زيادة استثمارات الوقود الأحفوري في أفريقيا.. والجزائر وليبيا ضمن أبرز الدول
- انتقال الطاقة في أفريقيا مرهون بـ5 تحديات.. معضلة الوقود الأحفوري أبرزها
- وزراء: خفض استثمارات الوقود الأحفوري في أفريقيا يهدد التنمية
اقرأ أيضًا..
- النرويج العمود الفقري لأمن الطاقة في أوروبا (مقال)
- واردات آسيا من النفط تقفز إلى 27.9 مليون برميل يوميًا في يوليو
- أكبر 10 دول منتجة للمعادن الأرضية النادرة في عام 2022 (إنفوغرافيك)