هبوط حاد في حجم اكتشافات النفط والغاز خلال النصف الأول من 2023 (تقرير)
رغم زيادة الإنفاق لأعلى مستوياته منذ 2019
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- انخفاض حاد في حجم اكتشافات النفط والغاز خلال النصف الأول
- الرهان على استثمارات الشركات الكبرى وشركات النفط الوطنية
- أغلب الاستثمارات تتجه إلى النشاط البحري والمناطق الحدودية
- غايانا وتركيا ونيجيريا وناميبيا الأكثر استحواذًا على الاكتشافات في 2023
انخفضت أحجام اكتشافات النفط والغاز التقليديين خلال النصف الأول من العام الجاري (2023)، رغم نمو نشاط الاستكشاف والإنتاج واتجاه الاستثمارات إلى تسجيل أعلى مستوياتها في 4 سنوات هذا العام.
ويتجه الإنفاق على نشاط التنقيب التقليدي إلى ما يتجاوز 50 مليار دولار هذا العام، وهو أعلى مستوياته منذ عام 2019، وفقًا لتقرير صادر اليوم الأربعاء (2 أغسطس/آب 2023) عن شركة أبحاث الطاقة "ريستاد إنرجي".
ورغم زيادة استثمارات التنقيب فإن أحجام اكتشافات النفط والغاز قد تراجعت بنسبة 42% خلال النصف الأول من 2023، لتسجل قرابة 2.6 مليار برميل نفط مكافئ، مقابل 4.5 مليار برميل نفط مكافئ خلال المدّة نفسها من 2022.
كما انخفض عدد اكتشافات النفط والغاز التقليديين بنسبة 31% إلى 55 اكتشافًا خلال النصف الأول من 2023، مقارنة بـ80 اكتشافًا خلال المدة نفسها من 2022.
وتشير هذه البيانات من زاوية تحليلية أخرى إلى انخفاض متوسط حجم الاكتشاف التقليدي الواحد في عام 2023 إلى 47 مليون برميل نفط مكافئ، مقارنة بمتوسط 56 مليون برميل نفط مكافئ لكل اكتشاف خلال المدة نفسها من 2022، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
لماذا انخفض حجم اكتشافات النفط والغاز؟
تمر صناعة الاستكشاف والإنتاج بمرحلة انتقالية، مع زيادة حذرة في الشركات وتحول إستراتيجياتها إلى استهداف المناطق الأكثر ربحًا، وأفضل معرفة من الناحية الجيولوجية.
وأسهم تحول الإستراتيجيات وفشل عدد من الآبار الحيوية ذات الإمكانات العالية، في هبوط أحجام اكتشافات النفط والغاز بصورة حادة حتى النصف الأول من عام 2023.
وتميل شركات التنقيب إلى إعطاء أولوية للاستكشافات البحرية على أمل استخراج موارد جديدة خاصة من المناطق الحدودية أو غير المستكشفة، وذلك عبر عمليات تطوير بحرية عالية المخاطر وذات تكلفة مرتفعة.
واستحوذت مناطق النفط والغاز البحرية على 95% من الإنفاق العالمي على الاستكشاف خلال النصف الأول من 2023، لكنها سجلت ثلثي الأحجام المكتشفة خلال المدّة نفسها.
وتواجه شركات المنبع (الاستكشاف والإنتاج) حالة من عدم اليقين، مع حرصها على الاستفادة من الطلب المتزايد على الوقود الأحفوري والبحث عن موارد إضافية، لكن النتائج الأخيرة كانت باهتة، وأقل من التوقعات.
وإذا استمرت الصناعة على النتائج الضعيفة نفسها في أحجام اكتشافات النفط والغاز خلال الأشهر المتبقية من 2023، فربما تسجل رقمًا قياسيًا في التراجع، وفقًا لتقرير ريستاد إنرجي.
غايانا وتركيا في مقدمة اكتشافات النفط والغاز 2023
تقدر ريستاد إنرجي تصدر الكتلة البحرية "ستاربروك" في دولة غايانا الأحجام التقليدية المكتشفة عالميًا بـ603 ملايين برميل نفط مكافئ في عام 2023 حتى الآن.
بينما تحتل تركيا المرتبة الثانية في أحجام اكتشافات النفط والغاز بـ380 مليون برميل نفط مكافئ، تليها نيجيريا بـ296 برميل نفط مكافئ، ثم ناميبيا بـ287 برميل نفط مكافئ.
وغالبًا ما تتركز الاكتشافات البحرية في مناطق المياه العميقة والأكثر عمقًا، إلى جانب مناطق الجرف القاري، بصورة متساوية نسبيًا، مع توقعات استمرار نمو النشاط بنسبة 27% هذا العام، مقارنة مع 2022، وفقًا للتقرير، الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.
وتتوقع شركة الأبحاث حفر 31 بئرًا عالية التأثير في المناطق البحرية خلال عام 2023، لم يكتمل منها حتى الآن سوى 13 بئرًا، في حين ما تزال 6 آبار على وشك الاكتمال، و12 بئرًا قيد الإعداد.
وفشلت 6 آبار من الـ13 المحفورة حتى الآن في العثور على أي احتياطيات، في حين نجحت 4 آبار فقط في اكتشاف الموارد الهيدروكربونية، ولكن بنسبة متواضعة لم تتجاوز 31%، أما الآبار الـ3 الأخيرة فلم تكشف عن نتائجها حتى الآن، وفقًا لرصد ريستاد إنرجي.
الرهان على 6 شركات كبرى
ما زالت شركة الأبحاث ريستاد إنرجي تعوّل على انتعاش محتمل لنشاط التنقيب عن النفط والغاز التقليديين خلال النصف الثاني من 2023، مترقبة الخطط المعلنة من أكبر للشركات لحفر آبار مهمة.
ومن المتوقع أن تسهم الشركات الكبرى بنسبة 14% من الإنفاق العالمي على الاستكشاف خلال الأشهر المقبلة، خاصة في القطاع البحري والمناطق الحدودية، التي ينظر إليها بوصفها مناطق مليئة بالموارد غير المستكشفة.
يوضح الرسم التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- خريطة الإنفاق العالمي على استكشافات النفط والغاز حتى 2030:
وتركز ريستاد إنرجي على الشركات الـ6 الكبرى في قطاع التنقيب عن النفط والغاز، وهي: إكسون موبيل الأميركية، وشركة النفط البريطانية "بي بي"، وشركة شل، وتوتال إنرجي الفرنسية، وإيني الإيطالية، وشيفرون الأميركية.
ومن المتوقع استحواذ الشركات الـ6 على حصة بارزة في الإنفاق على استكشافات النفط والغاز عالميًا خلال عام 2023، بعد أن رفعت إنفاقها الإجمالي بنسبة 10% إلى 7 مليارات دولار هذا العام.
ورغم زيادة الإنفاق في الشركات الكبرى فإن شركات النفط الوطنية ما زالت الرقم الأكبر في المعادلة، بالنظر إلى ما تمتلكه من قاعدة موارد ضخمة تحت تصرفها.
ومن المتوقع استحواذ شركات النفط الوطنية على أكثر من نصف الإنفاق المتوقع على نشاط التنقيب عن النفط والغاز التقليديين خلال عام 2023، أي ما يقارب 25 مليار دولار.
الفرق بين النفط التقليدي وغير التقليدي
يطلق النفط أو الغاز التقليدي على الموارد المستخرجة بطرق الحفر المعروفة للآبار، إذ يندفع منها النفط إلى الأعلى أو يُجرى سحبه إلى سطح الأرض، وهذا النوع هو السائد في أغلب أنحاء العالم، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
بينما يطلق النفط أو الغاز "غير التقليدي" على الموارد المستخرجة بطرق غير تقليدية مثل النفط والغاز الصخريين في الولايات المتحدة المستخرجين بطريقة الحفر الأفقي والتكسير المائي (الهيدروليكي).
كما يندرج إنتاج النفط من الرمال النفطية في هذا التصنيف، إذ تُستخرج الرمال وتُسخّن من خلال عمليات معقدة لتصفية النفط الثقيل منها، ثم مزجه بأنواع أخرى من النفط الخفيف لتحسين جودته، وفقًا لخبير اقتصادات الطاقة، مستشار تحرير منصة الطاقة، الدكتور أنس الحجي.
وينعكس الفرق بين النفط التقليدي وغير التقليدي على بيانات احتياطيات النفط العالمية وترتيب الدول المنتجة، مع احتساب بعض الهيئات للنفط غير التقليدي، واستبعاده في حسابات هيئات أخرى.
وتفسّر هذه الفروقات وجود كندا في المركز الثالث من حيث احتياطيات النفط بعد السعودية والعراق في أغلب البيانات، كما يفسر وجودها في المركز الثاني قبل العراق في بيانات أخرى، وفقًا للدكتور أنس الحجي.
موضوعات متعلقة..
- كيفية التنقيب عن النفط.. من البحث والاستكشاف إلى الإنتاج (تقرير)
- حجم اكتشافات النفط والغاز العالمية يهبط إلى أقل مستوى في عامين
- 3 دول عربية بقائمة أبرز اكتشافات النفط والغاز عالميًا في النصف الأول من 2023
اقرأ أيضًا..
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب يستقطب مشروعًا تجريبيًا
- أبرز أرقام الطلب على الذهب عالميًا في الربع الثاني من 2023 (إنفوغرافيك)
- الانقلاب يهدد إنتاج النفط في النيجر.. ومخاوف من تكرار هذا السيناريو