من المتوقع أن تبرم شركة أرامكو السعودية صفقة جديدة لمشروع ضخم بقيمة 10 مليارات دولار، ضمن استثماراتها الخارجية، والتي تهدف إلى تعظيم إيراداتها من جهة، ودعم قطاع الطاقة لدى بعض الدول من جهة أخرى.
وتستعد الشركة السعودية لتنفيذ الاستثمار المعلَن قبل سنوات، في مصفاة نفط في ميناء جوادر بمدينة بلوشستان الباكستانية، والتي يبلغ حجم الاستثمارات فيها نحو 10 مليارات دولار، ومن المقرر أن تبلغ طاقتها الإنتاج 300 ألف برميل يوميًا، وفق ما نشرت صحيفة "داون" (Dawn) الباكستانية.
ومن المقرر أن تصبح مصفاة جوادر -في حالة إتمام الصفقة المنتظرة بين الحكومة وشركة أرامكو السعودية- أكبر مصفاة نفط في باكستان، والأولى منذ نحو عقد في الدولة الآسيوية، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
يشار إلى أن المعلومات المتوفرة بشأن الصفقة حتى الآن مصدرها الرئيس هو الصحيفة الباكستانية، بينما لم يصدر عن أرامكو أيّ معلومات أو بيانات رسمية تتعلق بالصفقة حتى الآن.
أكبر مصفاة نفط في باكستان
في الوقت الذي نشرت فيه وسائل إعلام باكستانية توقيع 4 شركات في إسلام أباد مذكرات تفاهم لتسهيل الاستثمارات مع الجانب السعودي، أشارت وسائل إعلامية أخرى إلى أن المفاوضات المتعلقة بإنشاء أكبر مصفاة نفط في باكستان بالتعاون مع أرامكو السعودية بلغت مراحل متقدمة.
وأشار تقرير الصحيفة إلى توقيع شركة تطوير النفط والغاز المملوكة للدولة، وشركة النفط الحكومية الباكستانية، وشركة النفط المحدودة، والشركة الحكومية القابضة، مذكرة تفاهم للانضمام إلى أرامكو، لتسهيل أعمالها، وذلك من خلال المشاركة في الأسهم، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ونقلت الصحيفة عن الوزير مصدق مالك، خلال حفل توقيع مذكرة التفاهم، قوله، إن شركة أرامكو السعودية أظهرت استعدادًا لضخ الأسهم بالكامل بمشروع أكبر مصفاة نفط في باكستان، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ قرار بشأن المشروع المشترك مع الشركات الحكومية الرئيسة.
ويضم مشروع أكبر مصفاة نفط في باكستان مجمعًا متكاملًا للبتروكيماويات، بقدرة معالجة 300 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، بالإضافة إلى مرفق للبتروكيماويات، ويتألف المجمع المتكامل من مكونات مختلفة، تضم بنية تحتية بحرية، ومخازن للنفط ومرافق للتكرير، وخطوط أنابيب وخطوط ربط.
ولم تشهد باكستان أيّ مشروعات مصافٍ نفطية جديدة منذ أكثر من عقد كامل، على الرغم من أن هذه القطاع يمثّل أولوية ومصدرًا مهمًا من مصادر تنمية اقتصاد البلاد، إذ أضيفت مصفاتان فقط خلال الـ40 عامًا الماضية، ما أدى لخفض طاقة التكرير الإجمالية في البلاد من 20 مليونًا إلى 11 مليون طن فقط.
ويرجع ذلك إلى انخفاض الطلب على زيت الوقود نتيجة لتغير مزيج الطاقة وقائمة الإنتاج الثابتة لمصافي التكرير، التي لا تستطيع إنتاج البنزين والديزل فقط، وتنتج جميع المنتجات في وقت واحد، ما يجعل هناك حاجة إلى خفض إنتاج المصافي الإجمالي.
تسهيل الاستثمارات السعودية في التكرير
أقرّت الحكومة الباكستانية -مؤخرًا- سياسة جديدة تستهدف تسهيل الاستثمارات السعودية في قطاع التكرير، وبموجبها تحصل مصفاة النفط الجديدة على دعم مالي، يتمثل في رسوم جمركية لمدة 25 عامًا على البنزين والديزل من جميع الدرجات المنتجة، بدءًا من تاريخ تشغيل المصفاة.
وبموجب السياسة الجديدة، تحصل المصفاة على إعفاء ضريبي لمدة 20 عامًا، كما يحقّ لها الإعفاء من ضريبة الرسوم الجمركية، والرسوم الإضافية أو ضريبة الاقتطاع أو ضريبة المبيعات العامة، أو أيّ ضريبة قيمة أخرى، أو أيّ رسوم على استيراد أيّ معدّات يتعين تركيبها، أو أيّ مواد ستستعمل في مشروعاتها دون أيّ شرط مسبق، للحصول على شهادة من مجلس التطوير الهندسي.
ومن المفترض تسجيل هذه الحوافز الضريبية وغيرها من وسائل التيسير، بموجب اتفاقات المشروع المبرمة بين شركة أرامكو السعودية، والشركات الباكستانية الراعية، والمستثمرين والحكومة، وستجري حمايتها كذلك من خلال تقديم منحة لقانون المناطق الاقتصادية الخاصة.
وكان وزير الطاقة السعودي السابق خالد الفالح، قد أعلن في يناير/كانون الثاني 2019، عزم بلاده إنشاء أكبر مصفاة نفط في باكستان، بقيمة 10 مليارات دولار، إذ عُهد بإنشاء المشروع الجديد إلى شركة أرامكو السعودية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتحددت منطقة ميناء جوادر المطلة على المحيط الهندي مقرًا للمشروع، إذ قال الفالح، إن المملكة تسعى لدعم النمو الاقتصادي في باكستان، مع خلال تأسيس المصفاة بالتعاون مع الصين، ومن خلال شراكات أخرى، ضمن مشروعات "الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان"، الذي خصصت له الصين 60 مليار دولار.
موضوعات متعلقة..
- أرامكو السعودية تختتم عام 2022 بسلسلة اتفاقيات لمشروعات ضخمة
- أرامكو السعودية تكمل صفقة استحواذ ضخمة في الصين بقيمة 3.4 مليار دولار
- إغلاق أكبر مصفاة نفط في باكستان.. والصناعة على وشك الانهيار
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: السيارات الكهربائية مكلفة في الصيانة والتأمين.. وهدف أنصارها المال فقط (صوت)
- التغيرات المناخية في الهند ترفع أسعار الطماطم 400%.. وتتجاوز الغاز
- تنقية المياه بالطاقة الشمسية.. أداة جديدة تضع حلولًا لأزمة العجز المائي