انقطاع الكهرباء في مصر يبلغ ذروته خلال أغسطس (خاص)
ياسر نصر
انتهت المدة التي حددتها الحكومة لإنهاء انقطاع الكهرباء في مصر، دون أن تنتهي الأزمة، إذ ما تزال المحافظات كافة تشهد عمليات واسعة لفصل التيار وفق الخطة المعروفة باسم "تخفيف الأحمال".
وكشفت مصادر في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة أن أزمة انقطاع الكهرباء مرشحة للزيادة خلال شهر أغسطس/آب المقبل، إذا ما شهدت البلاد ارتفاعًا في درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية.
كان رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي قد تعهد خلال الأسبوع الماضي بانفراجة في أزمة انقطاع الكهرباء في مصر بحلول منتصف الأسبوع الحالي، ومع انتهاء المدة لم تشهد عمليات فصل التيار أيّ تحسُّن، حتى الضوابط التي أعلنتها شركة الكهرباء لم يُلتَزَم بها، حسب تأكيدات العديد من المواطنين.
في المقابل، أكدت مصادر من داخل وزارة الكهرباء أنه لم يُحَدَّد موعد انتهاء خطة تخفيف الأحمال، إذ إنها مرتبطة بعودة درجات الحرارة إلى طبيعتها وانخفاض الضغط علي الشبكة، ومن ثم تراجع كميات الوقود المستعملة في إنتاج الكهرباء.
تخفيف الأحمال في مصر
قالت مصادر مطّلعة إلى منصة الطاقة، إن انقطاع الكهرباء في مصر سيستمر حتى سبتمبر/أيلول، مع بحث الحكومة عن بدائل لتأمين الوقود اللازم لتشغيل المحطات.
وأضافت المصادر: "قد نضطر لزيادة ساعات تخفيف الأحمال في أغسطس/آب إذا ارتفعت درجات الحرارة عن المعدلات الحالية".
وشددت المصادر على أنه بدءًا من أول سبتمبر/أيلول سيكون هناك تقليل لعدد ساعات انقطاع الكهرباء في مصر، لكنها في كل الأحوال لن تقلّ عن ساعتين يوميًا عن أغلب المناطق، وصولًا إلى 15 من الشهر نفسه، إذ "من المتوقع حينها أن تتحسن درجات الحرارة بشكل كبير، قد يسمح بالنزول التدريجي لأوقات تخفيف الأحمال".
وتوقعت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة أن يبلغ الحمل الأقصى اليوم الخميس 27 يوليو/تموز (2023) نحو 35 ألف ميغاواط، بزيادة 300 ميغاواط عن أمس الأربعاء، والذي سجل، 34.7 ألف ميغاواط.
بدائل وقود محطات الكهرباء
أكدت المصادر التي تحدثت إليها منصة الطاقة المتخصصة أن "الحكومة تحركت منذ أسبوعين في سبيل البحث عن حلول سريعة لهذه الأزمة، ومنها زيادة واردات النفط الخام والفحم من روسيا، إلى جانب تدبير العملة اللازمة لسرعة التوريد".
وصعدت مصر مؤخرًا إلى قائمة أكبر 5 مستوردين لإمدادات النفط والفحم الروسيين، إلى جانب الصين والهند، وكان النفط الخام المنقول بحرًا هو صاحب النسبة الأكبر من واردات القاهرة من الوقود الأحفوري الروسي، يليه الفحم.
وتعمل وزارة البترول على توفير كميات من الوقود اللازمة لتوريد محطات التوليد والإنتاج الخاصة بوزارة الكهرباء، إذ يتطلب القضاء على انقطاع الكهرباء في مصر توفير نحو 135 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا، و10 آلاف طن من المازوت.
وتوفر الإمدادات التي تصل لمحطات الكهرباء من وزارة البترول المصرية ما يكفي لإنتاج 32 ألف ميغاواط فقط، في وقت تجاوز فيه الاستهلاك المحلي حاجز الـ35 ألف ميغاواط، فضلًا عن التزامات خاصة بالتصدير إلى الأردن والسودان، ما أدى إلى التوسع في عمليات تخفيف الأحمال.
وكان نائب رئيس الهيئة العامة للبترول سابقًا الدكتور صلاح حافظ قد أكد في تصريحات إلى منصة الطاقة أن مشكلة انقطاع الكهرباء في مصر تعود إلى العجز في الوقود، سواء الغاز أو المازوت، موضحًا أنه كان بالإمكان تعويض نقص إنتاج حقل ظهر من الغاز باستيراد المازوت من الخارج، إلّا أنه يصعب تحقيق ذلك في ظل نقص العملة الدولارية وعجز ميزانية الدولة.
ويستعرض الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- قائمة كبار مستوردي النفط والفحم والغاز من روسيا، ومن بينهم مصر:
حفر 13 بئرًا
تواصل مصر جهودها من أجل تعزيز احتياطيات النفط والغاز، واستغلال كل مواردها الطبيعية، بما يلبي احتياجاتها من الوقود، وزيادة التصدير إلى الخارج من أجل توفير العملة الصعبة.
وفي هذا الإطار، وافق مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي خلال اجتماعه اليوم الخميس على 3 مشروعات اتفاقيات نفطية للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، والهيئة المصرية العامة للبترول، وعدد من الشركات العالمية، بإجمالي حدّ أدنى حفر 13 بئرًا، واستثمارات 319.5 مليون دولار.
وشمل ذلك مشروعي اتفاقيتي التزام للتنقيب عن النفط والغاز واستغلالهما، بمنطقتي "كايرو" و"مصري" في البحر المتوسط، بين مصر، والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، وشركة إكسون موبيل إيجبت (أبستريم) ليمتد، ومشروع اتفاقية التزام للبحث عن النفط وتنميته واستغلاله، في منطقة جيسوم وطويلة غرب خليج السويس، بين مصر، والهيئة المصرية العامة للبترول، وشركتي بيكو جي أو سي للنفط المحدودة، وكوفبك (مصر) المحدودة.
موضوعات متعلقة..
- لمواجهة انقطاع الكهرباء في مصر.. ما تكلفة تركيب المحطات الشمسية؟
- أرقام عن الغاز والكهرباء في مصر وسط تفاقم انقطاع التيار (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع استمرار الطلب القياسي على الفحم في 2023
- الكويت تعلن بدء تطوير حقل الدرة المشترك مع السعودية
- الجزائر تبحث الاستفادة من خبرات آيرينا في مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين