حرائق الطاقة الشمسية تُسبِّب 79 حادثة في السويد.. والسبب مجهول
خلال 5 سنوات
هبة مصطفى
رغم ما يُشاع عنها بوصفها أكثر مصادر الكهرباء نظافةً وأمانًا؛ تمتلك مشروعات الطاقة المتجددة وجهًا آخر في ظل انتشار حرائق الطاقة الشمسية، ويبدو أن السويد كانت لها تجارب غير متفائلة في هذا الإطار.
ورصدت هيئة سويدية عددًا هائلًا من الحوادث التي تسبّبت فيها تركيبات للخلايا الشمسية خلال السنوات الأخيرة، بينما لم تتمكن الهيئة من رصد سبب اندلاع هذه الحرائق حتى الآن، حسب تقرير نشره الموقع الإلكتروني للتلفزيون السويدي (SVT).
وتوصّلت الهيئة إلى أدلة "محدودة" حول أسباب اندلاع الحرائق الشمسية، غير أن دراسة أعدّها باحثون بريطانيون فسّرت هذه الظاهرة، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
حوادث الحرائق الشمسية
بلغ عدد حوادث حرائق الطاقة الشمسية في السويد 79 حادثًا، خلال 5 سنوات من عام 2018 حتى العام الماضي (2022)، وكان لخلايا التركيبات دور كبير في غالبية هذه الحوادث، استنادًا إلى نتائج مراجعة أجرتها هيئة السلامة المجتمعية والتأهب.
وقدرت الهيئة نشوب حريق واحد شهريًا ذي صلة مباشرة بتركيبات الخلايا الشمسية (بما يعادل 62 حادثًا طوال السنوات الـ5)، بينما تسبّبت "المصابيح الشمسية" في 7 حوادث إضافية، ووقفت صناديق القمامة المزودة بألواح وخلايا شمسية وراء 10 حوادث.
وتدرّجت تداعيات الحوادث من طفيفة إلى كبيرة، وتنوّعت تداعياتها بين إطلاق الأدخنة في أعقاب إطفاء الحرائق أو وقوع تداعيات أكثر تأثيرًا.
ورغم أن هيئة السلامة المجتمعية والتأهب السويدية لم ترصد طوال السنوات الـ5 أدلة تكشف عن أسباب اندلاع حرائق الطاقة الشمسية؛ فإن الأسباب تسير باتجاه عمليات التركيب غير الصحيحة أو أخطاء كان يمكن تلافيها بحسب ما خلصت إليه دراسة بريطانية استندت إليها هيئة سلامة الكهرباء.
وذكرت الدراسة أن تركيبات الخلايا والأنظمة داخل المنشآت الشمسية والمرافق، بطريقة غير ملائمة للمعايير والمواصفات، قد تؤدي إلى وقوع حوادث ونشوب حرائق.
نماذج سويدية
انتشرت، خلال السنوات القليلة الماضية، حوادث لحرائق الطاقة الشمسية في السويد، وكانت غالبيتها تتعلق بتطبيقات وتركيبات الخلايا.
ولعل أحدث هذه الحرائق نشوب حريق قبل أيام في مصنع "وول باور" لتصنيع الملابس في مدينة أوتسرسوند شمال السويد، وأشارت أصابع الاتهام في الحادث الذي لحق بالمصنع إلى الخلايا الشمسية المثبتة على السطح.
ولم ترصد الجهات المعنية كون الخلايا الشمسية منبعًا للحريق، غير أن مواصلتها إنتاج الكهرباء شكّلت مخاطرة ضخمة للجهد، بالإضافة إلى إعاقتها أعمال الإطفاء.
وسبق حريق مصنع الملابس الذي اندلع يوم الإثنين الماضي حريق آخر نشب -في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي 2022- بسقف منزل بمدينة فانرسبورغ، وكشفت التحقيقات عن أن جزءًا من تكوين الخلايا الشمسية مثبّت في وضع خاطئ كان منبع ظهور الحريق.
وقبل ذلك بما يقرب من عام، في أغسطس/آب 2021، واجه فندق ملحق بمزرعة في مدينة لاهولم حريقًا ضخمًا تسبب به العاكس والمحول المثبت على الواجهة، ويُعَد هذا الجزء متصلًا بأنظمة الخلايا الشمسية المثبتة على سطح الفندق.
تحذير مسبق
سبق أن حذّرت السلطات السويدية من مخاطر حرائق الطاقة الشمسية ونشر وحداتها بتقنيات غير صحيحة، خاصة في الأجزاء المتصلة بشبكات الكهرباء، عبر نداء بثّته الهيئة المعنية بالسلامة الكهربائية في البلاد مطلع العام الجاري في يناير/كانون الثاني 2023.
وأوضحت هيئة السلامة الكهربائية أنه قد ينجم عن مثل هذه الحرائق تعرض المواطنين للصعق كهربائيًا أو التأثر بالحريق، وخصت بالذكر التركيبات الشمسية المتصلة بشبكات الكهرباء الصغيرة التي قد تؤدي إلى توصيل غير جيد للألواح.
وبالإضافة إلى ذلك، طالبت الهيئة العاملين في مجال تركيبات التطبيقات النظيفة بتوعية الفنيين العاملين في هذا المجال من احتمال وجود مولّدات كهربية متضررة متصلة بالشبكة، بحسب ما نقلته مجلة بي في مغازين (PV Magazine) عن الهيئة.
وتابعت أن مخاطر تعرض الفنيين إلى "الصعق الكهربائي" قائمة، حال تشغيل مولّدات تقوم بعملية تغذية الشبكة المتصلة بالتركيبات الشمسية بصورة غير صحيحة.
وفسّرت تحذيرها بأن الألواح المتصلة بشبكة الكهرباء قد تتعرّض للاحتراق؛ نظرًا إلى ارتفاع التيار الصادر عنها بما يفوق قدرة أنظمة الكهرباء؛ ما يزيد معدل حرائق الطاقة الشمسية سواء للتركيبات المنزلية أو غيرها.
اقرأ أيضًا..
- رئيس قمة المناخ كوب 28 يدعو جميع الدول إلى الانضمام لتعهد التبريد العالمي
- غزو أوكرانيا يُبرز أهمية الجزائر في تزويد أوروبا بالطاقة (تقرير)
- التخلص من الوقود الأحفوري.. ما بين الحرب النفسية والانتقال الوهمي للطاقة (تقرير)
- ما علاقة العقوبات على إيران بصفقة زيت الوقود العراقي؟ أنس الحجي يجيب