ما هو النفط الأسود؟.. سؤال بدأ يتردد في الآونة الأخيرة على منصات التواصل والمواقع البحثية، سعيًا للوصول إلى إجابة دقيقة عنه تُظهر الاختلاف بينه وبين النفط الخام أو المشتقات النفطية الأخرى.
وعلى الرغم من عدم وجود تعريف دقيق للنفط الأسود، فإن المصطلح عادةً ما يُستَعمَل في بعض الدول محليًا -العراق مثالًا-، دون أن يشقّ طريقه إلى المعاجم والكتب العلمية.
في هذا التقرير تجيب منصة الطاقة المتخصصة عن سؤال: (ما هو النفط الأسود؟)، إذ اتضح لنا أن العراق يكاد يكون البلد الوحيد الذي يستعمل المصطلح، ويُنشر بكثرة في الإعلام المحلي، والعربي أيضًا.
صفقات النفط الأسود
ذاع صيت النفط الأسود خلال الأيام الأخيرة في أعقاب صفقة المقايضة التي عقدها العراق مع إيران، والتي بموجبها ستحصل طهران على الوقود العراقي مقابل تسوية مديونيات بغداد من الغاز والكهرباء الإيرانية.
ووفقًا للاتفاق، ستجري مقايضة الغاز الإيراني المستورد والمشغّل لمحطات إنتاج الطاقة الكهربائية بالنفط الخام العراقي والنفط الأسود، إذ تمّ التوصل إلى الاتفاق بعد مفاوضات استمرت أيامًا عدّة، شاركت فيها وفود ولجان فنية وتقنية من الجانبين.
ويأتي الاتفاق في إطار مساعي الحكومة العراقية لمعالجة أزمة توريد الغاز المشغّل لمحطات الكهرباء، وتفادي مشكلات التمويل وتعقيدات العقوبات الأميركية التي حالت دون استمرار تسديد متطلبات الاستيراد، وسيُسهم الاتفاق في توفير مرونة أكثر لعملية توريد الغاز وتشغيل المحطات واستقرار إنتاج الطاقة الكهربائية.
وبموجب الصفقة كان من المقرر أن يزوّد العراقُ طهران بمليوني طن من زيت الوقود عالي الكبريت، و30 ألف برميل يوميًا من الخام، بدءًا من أغسطس/آب ولمدة 6 أشهر مقابل الغاز الإيراني، إلا أن الاتفاق لم يُنفذّ حتى الآن، مع رغبة الجانب الإيراني بتأجيله إلى بداية 2024.
وخلال العامين الماضيين، ذُكر النفط الأسود ضمن اتفاق العراق ولبنان، الذي وقّعه العراق، في يوليو/تموز 2021، ومُدِّد، ويتضمن مدّ بيروت بمليون طن من النفط الأسود، على أن يوفر لبنان بما يعادل قيمة الصفقة احتياجات بغداد من الخدمات والسلع المتوفرة في بيروت، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.
مشتقات النفط الأسود
بحسب منصة الطاقة المتخصصة، فإن التفاصيل التي جاء فيها ذكر لفظ "النفط الأسود"، تختلف عن النفط الخام، إذ عادةً ما يُشار إليه إلى بوصفه مادة مختلفة عن الخام، وهو ما اتضح من صفقة المقايضة مع إيران، إذ ستُزَوَّد طهران بـ"نفط أسود"، ونفط خام عراقي، وكذلك الحال مع لبنان، الذي جرى تجديد عقده مع العراق، وزيادة الكميات لتصل إلى 1.5 مليون طن سنويًا من النفط الأسود، وإبرام عقد جديد للنفط الخام بمليوني طن سنويًا.
وتُظهر المعالجات للإجابة عن سؤال (ما هو النفط الأسود؟) أن المقصود به زيت الوقود عالي الكبريت، الذي عادةً ما يُستعمَل وقودًا في محطات الكهرباء.
ولهذا الغرض كانت الحكومة اللبنانية تُجري مناقصات شبه شهرية لإحلال مشتقات أخرى من الوقود، من بينها زيت الوقود الثقيل فئة "ب"، والديزل الأحمر، وهي المشتقات النفطية المتوافقة مع محطات الكهرباء لديها، محل النفط الأسود العراقي -زيت الوقود عالي الكبريت-.
ويعدّ الديزل الأحمر نوعًا رديئًا من الديزل يُستعمَل في محطات الكهرباء وبعض المعدّات في المزارع والمناجم، وتمنع العديد من الدول استعماله في السيارات والشاحنات على الطرق العامة.
الفرق بين النفط الخام والنفط الأسود
يُعدّ النفط الأسود (زيت الوقود عالي الكبريت) أحد المشتقات النفطية كالديزل والبنزين التي تُستعمَل في توليد الكهرباء.
ولا يُعدّ لفظ "النفط الأسود" بديلًا لـ"النفط الخام"، بل إنه أحد مشتقاته، وأحيانًا كان يُطلق على النفط الخام "الزيت الأسود"، عندما يُراد التمييز بينه وبين الزيوت الأخرى، خاصة الوقود الحيوي.
أمّا النفط الخام فهو النفط بحالته الطبيعية عندما يُستخرج قبل تكريره، وحسب أكثر النظريات شيوعًا، يُعدّ النفط مادة عضوية أساسها نباتات بكتيرية غمرتها المياه والتربة، وتعرضت لضغط وحرارة عاليين على مدار ملايين السنين، حتى تحوّلت إلى نفط.
وكان مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، قد أكد خلال إحدى حلقات برنامجه "أنسيّات الطاقة"، أن للنفط الخام أنواعًا كثيرة قد تصل إلى أكثر من 160 نوعًا.
وأضاف الحجي، أن أهم الاختلافات بين أنواع النفط الخام هو مقدار لزوجة هذا النفط وكثافته، فكلّما كان كثيفًا ولزجًا كان ثقيلًا، وكلما كان أشبه بالماء مائعًا يُعدّ خفيفًا.
تنبيه.. حُدِّثَ هذا التقرير في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر.. أبرز التقنيات والقطاعات المستفيدة (تقرير)
- هل تفضل إسبانيا هيدروجين المغرب على حساب الجزائر؟ (خاص)
اللي كانت المقال حافظ مش فاهم او ناقل مش فاهم ، الديزل الاحمر يؤخذ مع الزيت الثقيل لتسخين الزيت الثقيل بالدزل قبل ادخاله الى المحارق وبالتالي الديزل وظيفته لتسخين الزيت الثقيل ، بالنسبة العراق لا يعطي لبنان زيت ثقيل بل يعطيه نفط خام حيث يقوم لبنان بمناقصة واستيداله بزيت ثقيل قليل الكبريت وديزل
عادة المصافي تستطيع تكسير الزيت الثقيل وترقيته للوصول به الى الديزل وبالتالي تصدير النفط ارخص للعراق من تصدير الزيت الثقيل ، نفس الشيء بالنسبة للبنزين فال 98 هو خلط البنزين العادي بالنافثا وبالتالي ترقيته او خلطه بالغاز للاستزادة بسرعة احتراقه