إطلاق أكبر سفينة للتزود بالغاز المسال في أوروبا.. تعمل بتقنيات البطاريات
شركة "شل" تتولى أعمال الخدمات
هبة مصطفى
يومًا بعد يوم تخطو الشركات خطوة جديدة حيال تخلص عمليات الشحن من الكربون، وانطلقت مؤخرًا أكبر سفينة للتزود بالغاز المسال في أوروبا، لتعكس رغبة دول القارة العجوز في نشر التقنيات النظيفة.
وتعود ملكية السفينة إلى ائتلاف مشروع مشترك بين شركتين، إحداهما بلجيكية تعمل لصالح شركة أميركية، والأخرى فرنسية، غير أنه من المقرر أن تتولى شركة "ِشل" أعمال الخدمات، وفق بيان مشترك صادر عن الشركتين نُشر بموقع شركة فيكترول (VICTROL) الإلكتروني.
وتركّز السفينة الجديدة على تزويد السفن بمنطقة إيه آر إيه الأوروبية (والتي تضم مناطق من أمستردام وروتردام وأنتويرب)، إذ تعدّ واحدة من مراكز النفط الرئيسة عالميًا، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
معلومات عن السفينة
بُنيت أكبر سفينة للتزود بالغاز المسال في أوروبا في حوض بناء السفن التركي "آر إم كيه مارين"، وأُطلق عليها "إنرجي ستوكهولم" في حين تبلغ سعتها نحو 8 آلاف متر مكعب.
ويملك السفينة مشروع "إل إن جي للشحن البحري"، المشترك بين كل من: مجموعة "سوغستران" الفرنسية و"فيكترول" البلجيكية التي تعمل لصالح شركة "إم أند إم" الأميركية للشحن.
وأُسند إلى شركة "شل ويسترن إل إن جي"، التابعة لشركة شل، مهمة توفير الخدمات للسفينة، حتى تتمكن من القيام بعمليات تزويد السفن بوقود الغاز المسال في مواني المنطقة الصناعية البلجيكية-الهولندية.
وتتميز السفينة "إنرجي ستوكهولم" بأن تقنية عملها تلائم أهداف القارة العجوز المناخية، إذ تعتمد على تقنيات تطوير كفاءة الوقود المزدوج خلال عمليات الدفع والتسيير.
وتعمل أكبر سفينة للتزود بالغاز المسال في أوروبا بتقنيات البطاريات للمرة الأولى عبر توفير إمدادات الكهرباء على الشاطئ للتشغيل، ما يُخفّض حجم الانبعاثات التي تنطلق في الغلاف الجوي خلال عمليات الشحن وتزوّد السفن بالوقود، طبقًا لما أورده موقع إل إن جي برايم (LNG Prime).
دور شركة شل
رغم أن تدشين عمل أكبر سفينة للتزود بالغاز المسال في أوروبا يعدّ علامة فارقة في حدّ ذاته، فإنه يشكّل أيضًا إضافة جديدة إلى أسطول وخطط شركة "شل" التي ستتولى توفير الخدمات للسفينة.
وبدوره، أكد رئيس الغاز المسال بقطاع المصب لدى شركة شل، طاهر فاروقي، أن سفينة "إنرجي ستوكهولم" ستعزز من قدرة شل على تزويد سفن منطقة "إيه آر إيه" بالوقود.
ويوضح الفيديو أدناه مراحل تصنيع السفينة حتى حفل إطلاقها، بحسب ما نشرته مجموعة سوغستران الفرنسية في قناتها بموقع يوتيوب:
وأشار طاهر فاروقي إلى أن شركته تبذل جهودًا لتوسعة أصولها بما يضمن توافر تدفقات الغاز المسال، للتوسع في استعماله ضمن خطط تخلّص قطاع الشحن البحري من الكربون.
وأوضح أن أكبر سفينة للتزود بالغاز المسال في أوروبا ستكون أحدث المنضمين إلى شبكة سفن التزود بالوقود لدى شركة شل، مشيرًا إلى أن هذه الشبكة -التي تضم 12 سفينة- تعدّ الأكبر عالميًا، إذ تنتشر في 19 موقعًا.
وتعدّ سفينة "إنرجي ستوكهولم" ثاني مشروعات التعاون مع ائتلاف "إل إن جي للشحن" في مجال سفن التزود بوقود الغاز المسال، إذ سبق أن تعاونتا عام 2019 في تشغيل وخدمة سفينة "إل إن جي لندن" التي تتسع لنحو 3 آلاف متر مكعب من الغاز المسال.
الشحن ووقود الغاز المسال
بدأ مشروع إل إن جي للشحن البحري المشترك بين الشركتين الفرنسية والبلجيكية عام 2018، وتتعاون معهما شركة "شل" مؤخرًا عبر استئجارها أكبر سفينة للتزود بالغاز المسال في أوروبا.
وتركّز جهود المشروع المشترك في تلبية طلب السفن الصغيرة والناقلات الضخمة على وقود الغاز المسال، خاصة في ميناء روتردام الهولندي ومنطقة "إيه آر إيه".
وتطرَّق مدير تسويق النفط والغاز والكيماويات لدى مجموعة "سوغستران" الفرنسية، ديفيد باترون، إلى أن سفينة "إنرجي ستوكهولم" تأتي في مقدمة السفن ذات التقنيات الحديثة المخفضة لاستهلاك الطاقة والانبعاثات.
وانطلقت السفينة من حوض التصنيع التركي في 7 يوليو/تموز 2023، ومن المقرر أن تسهم شركة "غاز أند هيت" الإيطالية في عملية إعادة ملء خزانات السفينة ومتابعة سير عمل عمليات نقل الشحنات.
اقرأ أيضًا..
- وقود الهيدروجين.. مستقبل الطاقة العالمية أم زوبعة في فنجان؟
- رئيس سورفيرت الجزائرية: نسعى لإنتاج الهيدروجين الأخضر لدعم الاقتصاد (حوار)
- طاقة الرياح.. كيف طوّرها الإنسان خلال 7 آلاف عام؟