الطاقة النووية في الإمارات تحقق إنجازًا كبيرًا بفضل محطات براكة (تقرير)
توليد الكهرباء من الطاقة النووية قفز بنسبة 1156% خلال 3 سنوات
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- توفير 80% من احتياجات أبوظبي للكهرباء من الطاقة الشمسية والنووية.
- محطة براكة ستوفر 25% من احتياجات الإمارات للكهرباء عند اكتمالها.
- الطاقة النووية تُسهِم في توفير الغاز والتزام الإمارات بتعهداتها المناخية.
- المفاعل الرابع يقترب من التشغيل بعد بدء الثالث العمل تجاريًا مطلع 2023.
شهد توليد الكهرباء من الطاقة النووية في الإمارات إنجازًا كبيرًا على مدار 3 سنوات متتالية؛ إذ نجح في تحقيق قفزة وصلت نسبتها إلى 1156% منذ عام 2020.
وتُعَد الإمارات هي الدولة العربية الوحيدة حتى الآن، التي تستعمل الطاقة النووية في توليد الكهرباء بعد نجاحها في تشغيل محطة براكة النووية التي تتضمن 4 مفاعلات بشكل تدريجي منذ عام 2020، مع اقتراب المحطة من تشغيل جميع مفاعلاتها بصورة كاملة.
ونجحت الإمارات مع التشغيل التجاري لثالث مفاعلات محطة براكة النووية، في توفير نحو 80% من إجمالي الطلب على الكهرباء في إمارة أبوظبي من خلال الطاقة النظيفة؛ تشمل الطاقة الشمسية والنووية، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
الطاقة النووية في الإمارات تحقق إنجازًا كبيرًا
رصدت بيانات حديثة صادرة عن معهد الطاقة البريطاني، قفزة في توليد الكهرباء من الطاقة النووية في الإمارات منذ عام 2020، بمقدار 18.5 تيراواط/ساعة، بنهاية العام الماضي (2022).
وارتفع توليد الكهرباء عبر الطاقة النووية في البلاد، خلال العام الماضي، إلى 20.1 تيراواط/ساعة، مقابل 10.5 تيراواط/ساعة في 2021، و1.6 تيراواط/ساعة فقط عام 2020.
ومن المتوقع استمرار قفزة توليد الكهرباء من الطاقة النووية في الإمارات، خلال العام الجاري، مع اقتراب تشغيل محطات البراكة النووية بصورة كاملة.
وخلال مشاركته في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة" -الذي يُقدمه خبير اقتصادات الطاقة مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي- قال الخبير الباحث الدولي في أسواق الطاقة وتقنياتها الدكتور عدنان شهاب الدين، إن الطاقة النووية في المنطقة العربية حظيت باهتمام من جانب بعض الدول منذ خمسينيات القرن الماضي.
وأضاف شهاب الدين أن الإمارات هي أول دولة عربية تحقق حلم الاعتماد على الطاقة النووية في العالم العربي، خاصة في ضوء ارتفاع أسعار النفط مطلع القرن الحالي.
وعلى الصعيد العالمي، انخفض توليد الكهرباء من الطاقة النووية بنسبة 4.4%، ليصل إلى 2679 تيراواط/ساعة في العام الماضي، مسجلًا أقل مستوى منذ عام 2017.
محطات براكة النووية
من المقرر أن توفر محطات براكة النووية عند تشغيلها بصورة كاملة نحو 25% من احتياجات الإمارات من الكهرباء، وهو ما يعادل 40 تيراواط/ساعة سنويًا.
ومحطات براكة تُعَد مساهمًا مهمًا ورئيسًا في خطة الإمارات لمواجهة الانبعاثات الضارة؛ إذ ستعمل بعد تشغيلها بشكل كامل على منع انبعاث نحو 22.4 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
ويعني ذلك أن المحطة النووية ستُسهِم في الوفاء بنسبة 25% من التزامات دولة الإمارات على المستوى العالمي بخفض الانبعاثات الكربونية.
ولا يتوقف دورها على ذلك، بل يُسهِم توليد الكهرباء من الطاقة النووية في الإمارات في تحقيق حلم البلاد بالوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول عام 2030، مع التأكيد على أن مفاعلات براكة الـ4 ستعمل على توفير مليارات الدولارات من الغاز الطبيعي مع تخصيص الكمية الموفرة إلى التصدير.
وشهد مطلع العام الجاري (2023) بدء التشغيل التجاري للمفاعل النووي الثالث، ليصل الإنتاج السنوي الحالي لمحطة براكة إلى 30 تيراواط/ساعة من الكهرباء، بحسب بيانات مؤسسة الإمارات للطاقة النووية.
وتوضّح المؤسسة أن محطات براكة النووية وفّرت، خلال فصل الشتاء الماضي، 48% من احتياجات الكهرباء لإمارة أبوظبي، وذلك دون انبعاثات كربونية.
وكانت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية قد أعلنت، في شهر يونيو/حزيران 2023، تسليم آخر المحطات الـ4 للطاقة النووية في براكة، لفرق التشغيل، وهو ما يشير إلى بدء الاستعدادات التشغيلية والاختبارات الخاصة بها، لتصبح مؤهلة للحصول على رخصة التشغيل من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية.
وتُعَد الهيئة الاتحادية للرقابة النووية هي الجهة الرقابية المستقلة المسؤولة عن الأنشطة النووية داخل الإمارات.
وتُظهِر بيانات مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أن المفاعل الرابع يقترب من التشغيل التجاري مع وصول المرحلة النهائية للإنجاز إلى نسبة 94%.
خلفية تاريخية عن الطاقة النووية في الإمارات
كانت وحدة أبحاث الطاقة قد أعدّت تقريرًا استعرض أولى خطوات الطاقة النووية في الإمارات عبر تنفيذ محطات براكة النووية حتى دخول الخدمة بشكل تدريجي.
وجاء في التقرير أن الإمارات أصدرت، في عام 2008، وثيقة تتضمّن سياسة البلاد نحو إمكان تطوير برنامج للطاقة النووية السلمية، وانطلاقًا منها أصدر عام 2009 قانون الطاقة النووية، وتقرر تأسيس مؤسسة الإمارات للطاقة النووية للإشراف على تنفيذ برنامج البلاد النووي السلمي.
وبعد ذلك، كُلِّفَت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بتطبيق البرنامج النووي السلمي للإمارات، الذي يتضمّن توليد الكهرباء عبر الطاقة النووية.
وفي عام 2009، اختارت الإمارات الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو)، وهي شركة للطاقة النووية مقرها كوريا الجنوبية، لتكون المقاول الرئيس لمحطات براكة.
ويوضّح الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة، أبرز محطات رحلة الطاقة النووية في الإمارات:
وفي العام نفسه، وقّعت البلاد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ميثاقًا إضافيًا لاتفاقية تتضمن الالتزام السلمي للطاقة النووية.
وبناءً على دراسات شاملة، تقرر اختيار موقع براكة الواقع في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، لإقامة محطات الطاقة النووية في الإمارات.
وشهد شهر يوليو/تموز 2010، إصدار الهيئة الاتحادية للرقابة النووية رخصتين لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية للبدء بالأعمال الأولية في محطات براكة.
ومع حلول شهر يوليو/تموز 2012، بدأت الإمارات في تنفيذ أعمال إنشاء أولى محطات برنامجها النووي السلمي لإنتاج الكهرباء، بعد الحصول على رخصة الإنشاء من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وشهادة عدم الممانعة من الهيئة التنظيمية البيئية في أبوظبي.
وفي عام 2013، بدأت الأعمال الإنشائية في المحطة الثانية، وفي المحطتين الثالثة والرابعة عام 2014 و2015 على التوالي، ليكون موقع براكة أول مكان في العالم يشهد إنشاء 4 مفاعلات نووية.
ويُشار إلى أنه في عام 2016، تقرر تأسيس شركة براكة الأولى من خلال الائتلاف المكوّن من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو)، لكي تتولى إدارة محطات براكة للطاقة النووية السلمية.
وفي أبريل/نيسان 2021، بدأت الإمارات التشغيل التجاري للمفاعل النووي الأول في براكة بصورة كاملة، لتنتج البلاد أكثر من 10.5 تيراواط/ساعة من الكهرباء النظيفة.
بينما بدأ المفاعل الثاني التشغيل التجاري في 24 مارس/آذار 2022، ومع مطلع العام الجاري، بدأ التشغيل التجاري للمفاعل الثالث.
مواصفات مفاعلات براكة
تتكوّن محطات براكة من 4 مفاعلات نووية تنتمي إلى الجيل الثالث من مفاعلات الطاقة النووية ومن نوع مفاعلات الطاقة المتقدمة (APR1400)، الذي يصنّف بأنه من طراز مفاعلات الماء المضغوط، بقدرة إنتاجية 1400 ميغاواط من الكهرباء للمفاعل الواحد.
وبحسب البيانات الحكومية، يبلغ العمر التشغيلي 60 عامًا للمفاعل الواحد، ومن أهم ما يميز هذه المفاعلات -أيضًا- أنها مصممة لتقاوم الحوادث الخطيرة والتخفيف من آثارها.
كما تعمل من خلال نظام سلامة يوقف تشغيل المفاعل ويخفض الحرارة في حالات الطوارئ، فضلًا عن منع الانبعاثات الإشعاعية.
وأجرت الإمارات تعديلات وبعض التحسينات على مفاعل (APR1400) ليتناسب مع ظروفها المناخية.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة النووية في الإمارات.. 9 معلومات عن رحلة بدأت عام 2008
- محطات براكة النووية في الإمارات تقترب من التشغيل الكامل
- الطاقة النظيفة تؤمن 80% من الطلب على الكهرباء في أبوظبي بالإمارات
- قطاع الطاقة النووية في الإمارات يستفيد من خبرات الصين
اقرأ أيضًا..
- إيرادات صادرات الغاز المصرية تنهار للشهر الثالث.. ما السبب؟
- هل ضغطت السعودية على روسيا لخفض الإنتاج والصادرات؟.. وزير الطاقة يجيب