دراسة قد تقلب الموازين.. تسرب الهيدروجين يفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري
أقوى 12 مرة من ثاني أكسيد الكربون
دينا قدري
أثار تسرب الهيدروجين شكوكًا حول دور الوقود بوصفه بديلًا صديقًا للبيئة يُمكن أن يحل محل الوقود الأحفوري؛ فقد سلّطت دراسة جديدة الضوء على الحاجة إلى فهم دقيق لتأثير الهيدروجين في الغلاف الجوي؛ لتكشف عن أن التسرّبات يمكن أن تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، على عكس الدراسات السابقة.
وأوضحت الدراسة -التي أجراها المركز الدولي لأبحاث المناخ في النرويج "سيسيرو"- أن تسرب الهيدروجين يمكن أن يؤثر بشكل كبير في تركيزات الميثان والأوزون والمركبات الأخرى، رغم أنه ليس غازًا من غازات الدفيئة؛ ما يؤثر في النهاية في تغير المناخ بمعدل 11.6 مرة أقوى من ثاني أكسيد الكربون.
والميثان -أحد غازات الدفيئة القوية- والأوزون -مكون رئيس لتلوث الهواء- يتأثران بشكل خاص بعمليات تسرب الهيدروجين.
وظهرت النتائج -التي نقلتها منصة "فيز دوت أورغ" (Phys.org) واطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- من تحليل شامل لـ5 نماذج لكيمياء الغلاف الجوي.
التعرف على إمكانات الهيدروجين
كان استعمال الهيدروجين في مختلف القطاعات -بما في ذلك النقل والصناعة- قد اكتسب قوة دفع بوصفه وسيلة للحد من انبعاثات الكربون ومكافحة تغير المناخ.
ومع ذلك، تؤكد هذه الدراسة الجديدة الحاجةَ إلى فهم أكثر دقة لتأثير الهيدروجين في الغلاف الجوي، بحسب ما نقلته منصة "إنرجي نيوز" (Energy News).
الدراسة هي التقييم الأكثر شمولًا للتأثير المناخي للهيدروجين حتى الآن، وذلك بفضل الاستعمال المتقدم والجديد للنماذج المناخية الحالية.
وتكمن أهمية هذه الدراسة في قدرتها على إعادة تشكيل الطريقة التي نتعامل بها مع الهيدروجين بوصفه مصدرًا بديلًا للطاقة؛ كما يؤكد أهمية التخفيف من تسرب الهيدروجين لتعظيم فوائده البيئية حقًا.
وتسلّط الدراسة الضوء على أهمية التعرف على إمكانات الهيدروجين بوصفه مساهمًا كبيرًا في تغير المناخ، ويدعو إلى زيادة مراقبة ومنع عمليات تسرب الهيدروجين من قِبل الشركات.
ومع ذلك، يكمن التحدي الحالي في القدرات التكنولوجية المحدودة للعديد من الحكومات لمعالجة هذه المشكلة بشكل فعال.
رصد تسرب الهيدروجين ومنعه
تعتمد الفائدة المحتملة للتحول إلى اقتصاد الهيدروجين على حجم تسرب الهيدروجين، وإلى أي مدى يحل الهيدروجين محل الوقود الأحفوري.
وعندما يجري إنتاج الهيدروجين ونقله وتخزينه واستعماله، سيتسرب جزء من الغاز إلى الغلاف الجوي.
في سلسلة القيمة الحالية، هناك القليل جدًا من البيانات حول حجم هذه التسريبات، وكيف سيتطور ذلك في اقتصاد الهيدروجين المتنامي في المستقبل.
ولذلك، فإن دعوة الشركات إلى العمل لرصد تسرب الهيدروجين ومنعه، أمر بالغ الأهمية لضمان الانتقال المستدام إلى التقنيات القائمة على الهيدروجين.
ومع ذلك، فإن تنفيذ تدابير الرصد والوقاية الفعّالة يمثل تحديات؛ إذ تفتقر العديد من الحكومات والصناعات إلى البنية التحتية التكنولوجية اللازمة لاكتشاف ومعالجة عمليات تسرب الهيدروجين.
وستتطلب معالجة هذه الفجوة جهودًا تعاونية بين الباحثين وواضعي السياسات وأصحاب المصلحة في الصناعة، لتطوير حلول مبتكرة تمكن من المراقبة الدقيقة والتخفيف من تسرب الهيدروجين في الوقت المناسب.
ونظرًا إلى أن الحكومات والصناعات تركز بشكل متزايد على إزالة الكربون والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة؛ فإن فهم التأثير الشامل للهيدروجين على البيئة أمر بالغ الأهمية.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- استهلاك الهيدروجين حسب القطاع:
عوامل تحدد تأثيرات الهيدروجين
قادت الدراسة الدكتورة ماريا ساند، عالمة بارزة في مركز "سيسيرو"، وزملاؤها، مع متعاونين من المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة، وجرى تمويلها من قبل مجلس البحوث النرويجي بمساهمات من 5 شركاء في صناعة الهيدروجين.
وقالت ساند: "كانت التأثيرات المناخية للهيدروجين موضوعًا قيد البحث. ومع ذلك، هناك عدد قليل من الأوراق المستندة إلى دراسات نموذجية واحدة تؤكد إمكانات الاحترار العالمي المقدرة البالغة 11.6".
وأضافت: "لقد استعملنا 5 نماذج مختلفة من كيمياء الغلاف الجوي، وبحثنا في التغيرات في غاز الميثان والأوزون وبخار الماء في الغلاف الجوي".
وتابعت: "يتفاعل الهيدروجين مع مختلف العمليات البيوجيوكيميائية. في تقديراتنا، قمنا بتضمين امتصاص التربة، والإنتاج الكيميائي الضوئي للهيدروجين، وأعمار الهيدروجين والميثان، والتفاعلات بين الهيدروجين والميثان".
وأشارت إلى أنها قيّمت مع فريقها أوجه عدم اليقين، وأكّدت أن دراستهم تشكل أساسًا قويًا لصنع القرار السياسي بشأن الهيدروجين"، بحسب التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وشددت على أن "إمكان الاحترار العالمي البالغ 11.6 يُعَد مهمًا، وتظهر دراستنا -بوضوح- أهمية تقليل تسرب الهيدروجين. نحن نفتقر إلى التكنولوجيا لرصد واكتشاف تسرب الهيدروجين على النطاق المطلوب، ولكن يجري تطوير تقنية جديدة مع تكيف الصناعة".
موضوعات متعلقة..
- تسرب الهيدروجين أخطر على المناخ من ثاني أكسيد الكربون بمعدل 33 مرة (دراسة)
- الكشف عن أول منشأة في العالم لتخزين الهيدروجين تحت الأرض
- قيمة سوق تخزين الهيدروجين عالميًا قد ترتفع إلى 6.3 مليار دولار (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- تطورات صفقة إعادة ملء احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي
- إنتاج الغاز المسال في أفريقيا يترقب طفرة ضخمة بقيادة الكونغو والغابون
- أكبر 10 شركات طاقة نووية في العالم.. الولايات المتحدة تتصدّر
- تويوتا تتوسع في إنتاج سيارات كهربائية هجينة من طراز تاكوما بمصنعها بالمكسيك