الهيدروجين الأخضر ونقل خلايا الوقود يتصدران اتفاقًا بين ألمانيا وكولومبيا
نورا صبيح
تدفع ألمانيا بقوة نحو تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر في كولومبيا، وتحويلها إلى مركز مهم لإنتاج ذلك الوقود المتجدد الذي يُنظر إليه على أنه مستقبل الطاقة النظيفة.
ويأتي هذا في إطار توجه قوي في البلد الكائن في أميركا الجنوبية صوب تحول الطاقة، ضمن خطة أوسع لتحقيق أهداف الحياد الكربوني؛ بما يتسق مع أهداف بوغوتا المناخية.
ووقّعت الحكومة الكولومبية ومعهد الأبحاث في ألمانيا "جمعية فراونهوفر"، أمس الجمعة 16 يونيو/حزيران، مذكرة تفاهم تهدف إلى تقييم إنتاج الهيدروجين وسلاسل نقل خلايا الوقود والأسمدة، وكذلك تحويل كولومبيا إلى مركز رئيس لتصدير الهيدروجين الأخضر، وفق ما نشره موقع بزنس نيوز أميركاز (bnamericas) في 17 يونيو/حزيران الجاري.
تعاون ألماني كولومبي
أعلن المكتب الرئاسي الكولومبي، في بيان، توجه البلاد نحو استغلال قدرات الهيدروجين في ألمانيا؛ إذ قال إن "إقليم الكاريبي في كولومبيا يمكن أن يصبح منطقة صناعية مهمة لإنتاج الهيدروجين ويوفر كميات كبيرة للأسواق المحلية والدولية بأسعار تنافسية".
وأضاف أن الحكومة اختارت مدينة قرطاجنة مركزًا محتملًا لتطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع بسبب مينائها عالمي المستوى والمستويات العالية من سطوع الشمس وسرعة الرياح القوية، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقال وزير التجارة والصناعة والسياحة الكولومبي جيرمان أوماناميندوزا، إن الشراكة ستمهد الطريق لنماذج عمل جديدة تعتمد على تطوير شركات الزراعة والأسمدة الحيوية، بحسب بزنس نيوز أميركاز.
وأضاف: "منذ بداية عمل هذه الحكومة أكّدنا ضرورة الحاجة إلى إعادة التفكير في نموذج سياسة التنمية المستدامة من خلال إعادة تصنيع اقتصادنا".
وجاءت الاتفاقية في إطار زيارة رسمية لكولومبيا للعاصمة الألمانية، تضمنت لقاءً بين رئيس كولومبيا غوستافوبيترو، والمستشار الألماني أولاف شولتس.
وصرّح بيترو، في وقت سابق من الأسبوع، بأن الهيدروجين الأخضر سيكون على رأس جدول الأعمال الدبلوماسي.
أزمة المناخ
أكد بيترو ضرورة معالجة أزمة المناخ العالمية والحاجة إلى إنتاج الطاقة النظيفة وإزالة الكربون، بحسب ما نشره موقع إنرجي نيوز (energynews).
وأشار إلى أن أمريكا اللاتينية، ولا سيما كولومبيا، تؤدي دورًا أساسيًا في قيادة التغيير نحو الممارسات المستدامة والطاقة النظيفة، ملمحًا إلى الظروف الاستثنائية لدى كولومبيا لإنتاج الطاقة النظيفة؛ بما في ذلك موارد المياه الوفيرة والشمس والرياح.
وسلّط بيترو الضوء على أهمية التفاوض على اتفاقية مع الحكومة الألمانية لإنتاج الهيدروجين الأخضر في كولومبيا وتصديره إلى دول أخرى؛ الأمر الذي يتطلّب استثمارات تتراوح بين 5 مليارات و6 مليارات دولار.
اقتصاد الهيدروجين
نشرت وزارة المناجم والطاقة خطتها طويلة الأجل للهيدروجين النظيف في عام 2021؛ حيث حددت خططًا تصل إلى 3 غيغاواط من قدرة التحليل الكهربائي بحلول عام 2030، وتتوخى اعتمادًا واسع النطاق للمركبات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين.
بالإضافة إلى الاعتماد على الإمكانات الهائلة لإنتاج الهيدروجين الأخضر من مصادر الطاقة المتجددة -عبر التحليل الكهربائي للمياه- تحدد الخطة التفصيلية هدفًا قدره 50 ألف طن من سعة الهيدروجين الأزرق المستمدة من الغاز الطبيعي خلال المدة نفسها.
ومن المرتقب أن تتراوح الاستثمارات في هذا القطاع من 2.5 مليارًا إلى 5.5 مليار دولار أميركي، بينما من المتوقع إنشاء ما يتراوح من 10 آلاف إلى 15 ألف وظيفة، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
في أواخر مايو/أيار (2023)، أعطى المشرعون الكولومبيون موافقة مبدئية على مشروع قانون اقتصاد الهيدروجين الذي يخلق حوافز عبر سلسلة القيمة الكاملة للقطاع؛ بما في ذلك المنتجات المشتقة مثل المواد الأولية للأسمدة.
موضوعات متعلقة..
- صادرات الغاز الإيطالي إلى ألمانيا قد تتراجع خلال الشتاء المقبل
- توقعات بارتفاع الطلب على أنظمة الطاقة الشمسية في ألمانيا خلال 2023
- أول محطة لتزويد المركبات الثقيلة بوقود الهيدروجين الأخضر في ألمانيا.. مشروع جديد
اقرأ أيضًا..
- إنترنت الأشياء والطاقة المتجددة.. حلول خضراء لتشغيل الأجهزة الرقمية
- مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري يضم 4 دول أفريقية جديدة (صور)
- صادرات النفط النيجيري إلى الولايات المتحدة تنتعش في 2023