عاودت صادرات النفط الروسي التدفق إلى كوريا الشمالية بعد توقف لمدة عامين، في إطار بحث موسكو عن أسواق بديلة، بعدما أدارت أسواقها التقليدية في أوروبا ظهرها إليها بسبب غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وفرض عقوبات على صادرات الخام والمشتقات النفطية القادمة من موسكو.
وتخضع بيونغ يانغ لظروف مشابهة منذ سنوات، إذ لم تفلح محاولات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لإجراء اتفاقية تضمن توقفها عن تصنيع الصواريخ الباليستية طويلة المدى.
ونشرت لجنة متابعة الامتثال للعقوبات التابعة لمجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء 13 يونيو/حزيران 2023، بيانات تفيد بأن صادرات النفط الروسي إلى كوريا الشمالية اُستؤنفت في ديسمبر/كانون الأول 2022، حسبما ذكر موقع "إن كيه نيوز".
عودة الصادرات الروسية
أظهرت بيانات الأمم المتحدة، أن صادرات النفط الروسي إلى كوريا الشمالية بلغت 67.3 ألف برميل من المنتجات المكررة، في المدة بين ديسمبر/كانون الأول 2022 وأبريل/نيسان 2023.
وتأتي عودة الصادرات بعد توقفها منذ شهر سبتمبر/أيلول من عام 2020، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
كما أظهرت البيانات تصدير الصين 35.399 ألف برميل من مشتقات النفط إلى كوريا الشمالية في أول شهرين من 2023، ما رفع إجمالي ما استقبلته بيونغ يانغ إلى 99 ألفًا و473 برميلًا.
وتمثل تلك الكمية 20% من الـ500 ألف برميل من مشتقات النفط المسموح لكوريا الشمالية باستيرادها سنويًا، دون الخضوع لعقوبات الأمم المتحدة المفروضة منذ عام 2017.
وشهدت عمليات التبادل التجاري لكوريا الشمالية مع الدول الخارجية تباطؤًا منذ إغلاق حدودها وقت انتشار وباء كوفيد-19 في 2020.
تراجع 2020
تراجعت صادرات النفط الروسي المكرر إلى بيونغ يانغ إلى 225 برميلًا فقط في شهر أغسطس/آب 2020، وفق محللي "إن كيه برو"، وإحصاءات الأمم المتحدة، غير أن الصين حافظت على استقرار معدلات تصدير المشتقات النفطية إلى كوريا الشمالية خلال عامي 2021 و2022.
وتراجع لجنة مراقبة الامتثال للعقوبات التابعة للأمم المتحدة تقارير واردات النفط في كوريا الشمالية كل 3 أشهر.
ورغم انخفاض الواردات في البيانات الرسمية، ترجح اللجنة أن بيونغ يانغ تمارس عمليات غير مشروعة لجلب كميات أكبر من النفط، عبر سرقة هويات سفن النقل الرسمية ونقل النفط من سفينة إلى أخرى.
وتصدر الصين النفط إلى كوريا الشمالية عبر خطوط أنابيب -أيضًا-، لذلك بلغ إجمالي تلك الصادرات 4 ملايين برميل منذ فرض العقوبات على بيونغ يانغ في 2017.
يُشار إلى أن القرار رقم 2371 لسنة 2017، الذي اعتمده مجلس الأمن بالإجماع في 5 أغسطس/آب 2017، يشدد العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على كوريا الشمالية، ردًا على تجربتي صواريخ باليستية عابرة للقارات في 3 من الشهر ذاته.
دعم كوري لروسيا
يأتي استئناف صادرات النفط الروسي إلى كوريا الشمالية في إطار البحث عن أسواق بديلة عن أسواق العرب التي فقدتها موسكو، عقب غزوها أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الكوري تشوي صن هوي، اليوم الثلاثاء 13 يونيو/حزيران 2023: "إن العلاقات بين البلدين لم تكن قوية في أي وقت مثلما شهدته مؤخرًا".
وكررت كوريا الشمالية دعمها لروسيا منذ غزو أوكرانيا، في حين اتهمت أميركا بيونغ يانغ بتهريب أسلحة ثقيلة إلى موسكو لدعمها في الحرب على كييف.
موضوعات متعلقة..
- واردات نفط كوريا الشمالية تتجاوز السقف المحدد بالعقوبات
-
حظر بيانات النفط الروسي و"أزمة الشفافية".. هل ينفد صبر السعودية؟
اقرأ أيضًا..
- 5 دول خليجية تدعم رئاسة الإمارات قمة المناخ.. وتوجه 7 رسائل
-
الطلب على منصات الحفر البحرية مرشح للانتعاش بعد عقد من الركود (تقرير)