تعزيز كفاءة الطاقة يحتاج إلى 1.8 تريليون دولار بحلول 2030 لتحقيق الأهداف المناخية (تقرير)
زيادة 3 مرات عن المستوى الحالي
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
تراهن وكالة الطاقة الدولية على كفاءة الطاقة بوصفها مفتاحًا أساسيًا لإنجاح أهداف خفض الانبعاثات طويلة الأجل، إلى جانب مفاتيح أخرى متصلة بتقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري والتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، فضلًا عن كونها مهمة للغاية في تعزيز أمن الإمدادات، خاصة خلال الأزمات، كما هو حال الدول مع الحرب الروسية الأوكرانية.
وتقدر الوكالة الدولية، في تقرير حديث، ضرورة مضاعفة حجم الاستثمارات العالمية في رفع كفاءة استهلاك الطاقة 3 مرات على الأقل من 600 مليار دولار في الوقت الحالي، إلى 1.8 تريليون دولار بحلول 2030، حتى تسهم في تحقيق التعهدات المناخية المعلنة.
ودعت الوكالة الدولية إلى رفع معدل تحسين كفاءة الطاقة من 2.2% سنويًا في الوقت الحالي إلى 4% سنويًا بحلول 2030، من أجل تحقيق خفض كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وفي الوقت نفسه، توفير مزيد من فرص العمل إلى جانب تعزيزها لخطط الوصول إلى الطاقة وخفض فواتيرها وتخفيف الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري، وفق التقرير، الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.
رفع الكفاءة يوفّر الكهرباء لـ800 مليون شخص
يوظّف قطاع كفاءة الطاقة عشرات الملايين من البشر في جميع أنحاء العالم في الوقت الحالي، ومن المتوقع أن يوفر 12 مليون وظيفة أخرى بحلول 2030، إلى جانب توفير الكهرباء لأكثر من 800 مليون شخص إضافي بحلول نهاية العقد.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية وصول حجم الاستثمار في كفاءة الطاقة عام 2023، إلى مستويات قياسية تتجاوز 600 مليار دولار، رغم تباطؤ النمو على أساس سنوي، إذ تؤثر التكلفة العالية لرأس المال في المشروعات الجديدة المحتملة.
ويرجح تحليل الوكالة، أنه وفقًا للسياسات الحالية المعلنة فإن الاستثمار المرتبط بكفاءة الطاقة سيرتفع بنسبة 50% أخرى، لكن ذلك لن يكون كافيًا لإحداث الطفرة المطلوبة لتحقيق أهداف الحياد الكربوني.
كما رصدت الوكالة نمو مبيعات تقنيات كفاءة الطاقة بصورة سريعة خلال السنوات الماضية، لا سيما المضخات الحرارية التي زادت مبيعاتها العالمية بنسبة 10% خلال العام الماضي، كما زادت بنسبة 40% في أوروبا وحدها.
ويرصد الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- دور كفاءة الطاقة في تحقيق الحياد الكربوني:
المؤتمر السنوي الـ8
عقدت وكالة الطاقة الدولية مؤتمرًا سنويًا متخصصًا لمناقشة تطورات ملف كفاءة الطاقة حول العالم في مدينة فرساي شمال فرنسا (6 - 9 يونيو/حزيران 2023)، وهو المؤتمر السنوي الثامن للوكالة بحضور 700 شخص من 80 دولة، بينهم 30 وزيرًا و50 مديرًا تنفيذيًا.
وقال المدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول، إن جهود رفع كفاءة الطاقة تشهد زخمًا قويًا في أغلب البلدان، لا سيما بعد أزمة الطاقة العالمية المشتعلة منذ العام الماضي، إذ نجحت الدول، التي تمثل أكثر من 70% من استهلاك الطاقة في العالم في إقرار سياسات كفاءة جديدة.
وأشار بيرول إلى أن العالم أصبح بحاجة إلى مضاعفة جهود رفع كفاءة استهلاك الطاقة بحلول نهاية العقد، لتسريع جهود خفض الانبعاثات وتعزيز فرص الوصول إلى الطاقة بسهولة.
ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أوجه الاستفادة من رفع كفاءة الطاقة:
كما أكدت وزيرة الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشيه، رئيس مجلس إدارة شركة شنايدر إلكتريك جان باسكال تريكواير، أهمية التسارع نحو رفع كفاءة الطاقة ونشر التقنيات الرقمية المساعدة على ذلك.
45 حكومة تؤيد هدف رفع كفاءة الطاقة
أيدت 45 حكومة من جميع أنحاء العام هدف مضاعفة المعدل العالمي لتحسين كفاءة الطاقة بحلول 2030، لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام ووضع العالم على المسار الآمن لتحقيق الحياد الكربوني، وفقًا للبيان الختامي الصادر عن المؤتمر الثامن (9 يونيو/حزيران 2023).
ورحّب الوزراء الموقعون على البيان الختامي بالخطة التي وضعتها وكالة الطاقة الدولية لدعم الحكومات في تسريع معدلات تنفيذ كفاءة استهلاك الطاقة، بما في ذلك تنشيط القطاع العام وتشجيع القطاع الخاص على الابتكار والاستثمار في تطوير الحلول الرقمية.
ومن المقرر أن تعقد وكالة الطاقة الدولية المؤتمر المقبل في العاصمة الكينية نيروبي عام 2024، مع وضع كفاءة الطاقة في الاقتصادات الناشئة والنامية على جدول الأعمال.
وتراهن الوكالة على أن تؤدي السياسات دورًا حاسمًا في تحديد خطط رفع كفاءة الطاقة على المدى القصير والمتوسط والطويل، لا سيما بعد إقرار خطة الصفقة الخضراء الصناعية في أوروبا، وقانون خفض التضخم في الولايات المتحدة، ومبادرة التحول الأخضر في اليابان.
وتبدو السياسات الداعمة لرفع كفاءة الطاقة على رأس أولويات الدول الكبرى المتجهة بسرعة نحو الطاقة المتجددة، كما اتخذت الاقتصادات الناشئة والنامية -بما في ذلك الهند وتشيلي وجنوب أفريقيا- تدابير تدريجية لرفع كفاءة استهلاك الطاقة وتعظيم منافعها الاقتصادية.
وأطلقت أكثر من 25 دولة، بعد الحرب الأوكرانية، حملة توعية واسعة لترشيد استهلاك الطاقة، كما بلغ حجم الدعم المقدم إلى المستهلكين قرابة 900 مليار دولار، لحمايتهم من ارتفاع فواتير الطاقة منذ عام 2020.
موضوعات متعلقة..
- تحسين كفاءة الطاقة في باكستان يوفّر 1.15 مليار دولار سنويًا
- كفاءة الطاقة الحل الأبرز لمواجهة أزمة الطاقة العالمية.. أميركا اللاتينية نموذجًا (تقرير)
- وكالة الطاقة الدولية: استثمارات الطاقة الشمسية قد تتجاوز النفط للمرة الأولى في 2023
اقرأ أيضًا..
- قائمة مصدري الغاز المسال الروسي إلى إسبانيا.. 5 شركات تمد أوروبا بوقود موسكو
- انقطاع الكهرباء في بنغلاديش يهدد بكارثة.. الحكومة في ورطة وإجازات بالمدارس
- تطورات حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ منذ جائحة فيروس كورونا (تقرير)