الغاز المسال العماني والقطري ينقذ قطاع الكهرباء في بنغلاديش
مع محاولات للبحث عن شحنات من دول أخرى
أسماء السعداوي
يبدو أن أزمة الكهرباء في بنغلاديش في طريقها إلى الحل أخيرًا، وذلك في ضوء استئناف واردات الغاز المسال، وإبرام عقود جديدة مع سلطنة عمان وقطر ودول أخرى، بعد معاناة المواطنين من الظلام جراء الانقطاع المتكرر للتيار، الناجم عن شُحّ إمدادات الغاز اللازمة لتشغيل محطات توليد الكهرباء.
وفي هذا السياق، دافعت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد عن إبرام اتفاقيات لاستيراد الغاز المسال من الخارج، من أجل تخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين الذين يعانون بسبب عمليات تخفيف الأحمال، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ذات بيزنس ستاندرد" المحلية (The Business Standard)، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتضطر الحكومة لتخفيف الأحمال يوميًا تجنبًا للانهيار التامّ لشبكة الكهرباء، بسبب نفاد مخزون الوقود، وصعوبة الاستيراد نتيجة شح الدولار اللازم للشراء من الخارج في ظل وجود مشكلات اقتصادية أخرى.
وقبل أيام، أعلنت السلطات قرب إغلاق محطة بايرا لتوليد الكهرباء من الطاقة الحرارية بسبب نقص الفحم، للمرة الأولى منذ تشغيل المحطة قبل 3 سنوات.
أزمة واردات الغاز في بنغلاديش
كانت بنغلاديش تعتمد بقوة على واردات الغاز الروسي لتشغيل محطات الكهرباء، إلّا أن ارتفاع الأسعار بعد غزو موسكو لأوكرانيا كان أكبر من قدرةِ تحمُّل خزينة البلاد.
وبناءً على ذلك، قررت الحكومة تعليق شراء الغاز المسال من السوق الفورية بسبب التقلبات وارتفاع الأسعار في يوليو/تموز من العام الماضي (2022).
عقب ذلك، تراجعت بنغلاديش -التي تعتمد على واردات الغاز المسال لتوليد 3 أرباع احتياجاتها من الكهرباء- عن القرار في شهر فبراير/شباط من هذا العام (2023).
يُشار إلى أن حصة الغاز في توليد الكهرباء في بنغلاديش تبلغ 50.84%، وزيت الوقود 27.69%، والفحم 7.89%، والديزل 6%، والمصادر الأخرى 7.58%.
سلطنة عمان وقطر
تستورد الدولة الواقعة في جنوب آسيا حاليًا نحو 300 إلى 400 مليون قدم مكعبة من الغاز المسال يوميًا، بموجب اتفاق مدته 15 عامًا مع قطر ينتهي في عام 2032، وصفقة استيراد مدّتها 10 سنوات مع سلطنة عُمان تنتهي في عام 2029، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
كما أبرمت شركة قطر للطاقة في الأول من يونيو/حزيران الجاري عقدًا مدّته 15 عامًا لتصدير الغاز المسال إلى بنغلاديش.
بموجب العقد، تُسلّم قطر للطاقة 1.8 مليون طنًا من الغاز المسال سنويًا إلى "بتروبانغلا"، بدءًا من عام 2026.
وتستورد بنغلاديش -حاليًا- الغاز المسال عبر أول منشآتها لاستيراد الغاز المسال "موهيشخلي فلوتينغ" التي تديرها شركة النفط والغاز البنغلاديشية المملوكة للدولة "بتروبانغلا "، وأيضًا عبر المحطة العائمة للتخزين وإعادة التغويز المملوكة لشركة "ساميت غروب".
تعليقًا على العقود مع سلطنة عمان وقطر، قالت رئيسة الوزراء خلال إحدى الفعاليات اليوم (4 يونيو/حزيران) بالعاصمة دكا: "من الجيد لنا إبرام اتفاقيات مع قطر وعمان، نعمل على الأمر ذاته مع دول أخرى، لنتمكن من شراء الغاز لتخفيف وطأة المعاناة عن كاهل المواطنين".
الحكومة تبرر استيراد الغاز
قالت الشيخة حسينة، إنهم نجحوا في توصيل الكهرباء لكل المنازل، لكن المواطنين يعانون بسبب تخفيف الأحمال الناجم عن ارتفاع أسعار النفط والغاز، وشحّ الفحم.
كان قسم الكهرباء التابع لوزارة الكهرباء والطاقة والثروة المعدنية في بنغلاديش قد قال، إن جميع السكان البالغ عددهم 180 مليونًا متصلون بالشبكة، لكن البنية التحتية لنقل الكهرباء وتوزيعها غير كافية، ما يؤدي إلى انقطاع التيار.
وقالت رئيسة الوزراء: "علينا استيراد تلك الموارد"، مشيرةً إلى وجود صعوبات واجهتها الحكومة لاستيراد الوقود اللازم لإنتاج الكهرباء.
وأوضحت أن العالم يواجه انهيارًا اقتصاديًا وارتفاع معدلات التضخم، بسبب تفشّي وباء كوفيد-19، والحرب الروسية الأوكرانية، والعقوبات الغربية على موسكو والعقوبات المضادّة.
وأضافت رئيسة الوزراء أن المواطنين لم يكونوا ليعانوا من انقطاع الكهرباء، لولا تلك العوامل التي دفعت نحو الركود الاقتصادي وارتفاع الأسعار عالميًا.
وقالت أيضًا، إنها تعلم أنه من الصعب على المواطنين تحمُّل خفض أحمال الكهرباء، ولذلك نجحت حكومتها في إنهاء ذلك الوضع، مؤكدة أن الوضع العالمي اضطرها لذلك، وذلك في إشارة لاستئناف صادرات الغاز المسال.
موضوعات متعلقة..
- قطاع الكهرباء في بنغلاديش يواجه خطر الإظلام التام خلال أيام
- انقطاع الكهرباء في بنغلاديش يتفاقم.. ومخاوف من إعصار "موكا"
- الطاقة المتجددة بارقة أمل لوقف نزيف الإنفاق الزائد على الكهرباء في بنغلاديش
- الرياح البحرية في بنغلاديش سبيل جديد لخفض أسعار الكهرباء
اقرأ أيضًا..
- أكبر 10 مجمعات بتروكيماوية في الشرق الأوسط.. نصيب الأسد للسعودية (تقرير)
- إنتاج اليورانيوم.. هذه قائمة أهم الموردين وأكبر 10 مناجم في العالم
- أبرز 4 سيناريوهات قبل اجتماع أوبك+ اليوم