نفطالتقاريرتقارير النفطرئيسية

مخاوف أزمة الطاقة تدفع بنغلاديش إلى التسعير التلقائي للوقود

للتخلص من أعباء الدعم

إيمان محمود

في ظل المخاوف من تفاقم أزمة الطاقة في بنغلاديش، لجأت الحكومة إلى خطة جديدة تتمثل في إدخال نظام التسعير التلقائي للوقود، لتقليل العبء المالي عليها، الناتج عن الدعم.

فقبل بضعة أيام من الانتخابات العامة التي شهدتها البلاد يوم الأحد الماضي (7 يناير/كانون الثاني)، أعلن وزير الدولة للكهرباء والطاقة والثروة المعدنية، نصر الحميد، تطبيق نظام التسعير التلقائي للوقود خلال الشهرين المقبلين، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال الحميد في آخر أيام ولاية الحكومة السابقة: "حدّثنا سياسة التسعير للتخلّي عن دعم المشتقات النفطية، وبموجب هذا النظام عندما ترتفع أو تنخفض الأسعار في السوق العالمية، ستُضبَط الأسعار المحلية تلقائيًا مع السعر الجديد".

التسعير التلقائي للوقود

في نظام التسعير التلقائي للوقود، ليس للحكومة أيّ تدخّل في الأسعار، وهو ما أكده الوزير البنغالي في تصريحاته للصحفيين، قائلًا: "الحكومة ليس لديها سيطرة على أسعار الطاقة العالمية.. إذا حدثت أزمة طاقة في السوق العالمية، علينا مواجهتها بكفاءة"، مؤكدًا أن الحكومة تحاول دائمًا الاستعداد للمواجهة، بحسب صحيفة ذا بيزنس ستاندارد (The Business Standard) المحلية الناطقة باللغة الإنجليزية.

ويعمل نظام التسعير التلقائي للوقود على مواءمة الأسعار المحلية مع الأسعار العالمية، مما يقلل من الحاجة إلى تدخّل حكومي مستمر في تحديد الأسعار، وهو ما يسمح باستجابة الأسعار للظروف السوقية، ويقلل الضغط على ميزانيات الحكومة التي تتحمل أعباء الدعم.

أزمة الطاقة في بنغلاديش
عامل يزوّد دراجة بخارية بالوقود (الصورة من The Statesman)

ورغم أن هذا النظام يبدو إيجابيًا بالنسبة للحكومة، فإنه سيلقي بظلاله على الأزمة المعيشية المتفاقمة التي يعاني منها الشعب البنغالي.

ويُعدّ هذا القرار عبئًا إضافيًا على المواطنين الذين يعانون من ارتفاع أسعار الوقود، وما يترتب عليه من زيادة أسعار السلع الغذائية، كما أنه سيعني تحمّل المواطن فاتورة أيّ أزمات أو حروب عالمية تؤثّر في الأسعار.

الدولار يعرقل انخفاض الأسعار

رغم ما شهده العام الماضي 2023 من انقطاع متكرر للكهرباء وغلاء أسعارها واندلاع العديد من المظاهرات والاحتجاجات على إثر الأزمة، فإن الوزير نصر الحميد لم يُلقِ أيّ رسائل تطمئن المواطنين.

وحين سُئل عن احتمال خفض رسوم الكهرباء خلال المدة القادمة بعد تشغيل عدد من المحطات الأساسية الكبيرة، أجاب: "لن يكون هناك فائدة كبيرة من ذلك بسبب ارتفاع سعر الدولار"، بحسب ذا بيزنس ستاندارد.

وأوضح أنه حتى لو انخفضت أسعار المواد الخام المُنتجة للوقود، ستظل التكلفة الإجمالية لتوليد الكهرباء مرتفعة، بسبب ارتفاع أسعار الدولار.

في بداية الألفية الجديدة، واجهت بنغلاديش زيادة في انقطاعات التيار الكهربائي بسبب عدم كفاية القدرة التوليدية.

وفي محاولة لمواجهة هذه المشكلة، أضافت الحكومة محطات توليد كهرباء تعمل بالوقود الأحفوري، ومع ذلك تحولت المشكلة من نقص في القدرة التوليدية إلى نقص في الطاقة الأولية.

ومع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، زادت أزمة الوقود ونقص النقد الأجنبي، ما فاقم أزمة الكهرباء خلال الصيف الماضي، وفي هذا السياق حذّر الوزير نصر الحميد أيضًا من تدهور الأوضاع في حال اندلاع أيّ حرب على إثر أزمات الشرق الأوسط، قائلًا: "إذا تدهورت الأوضاع، قد تسوء حالة إمدادات الطاقة والكهرباء.. نحن نستعد، لكن القلق يظل حول مستوى أزمة الطاقة".

أزمة الطاقة في بنغلاديش
محطة كهرباء بيبيانا - المصدر (Summit Power International)

انخفاض مُرتقب في إنتاج الغاز

كشف نصر الحميد توقعات بانخفاض إنتاج الغاز بحلول 2025-2026، لكنه أكد تعويض هذه الفجوة في عام 2027 بمحطة استيراد جديدة.

وتمتلك بنغلاديش عدّة حقول غاز رئيسة، من بينها حقل بيبيانا -أحد أكبر حقول بنغلاديش- الذي تديره شركة شيفرون (Chevron)، ولديه احتياطي غاز يمكن أن يتجاوز 1 تريليون قدم مكعبة من الغاز في المنطقة الجديدة التي تجري فيها أعمال الحفر، بحسب الوزير البنغالي.

حاليًا، تنتج شيفرون بنغلاديش الغاز من ثلاثة مربعات: حقل غاز بيبيانا في المربع-12، وحقل غاز جلال آباد في المربع-13، وحقل غاز مولفيبازار في المربع-14، بحسب ما ذكرته "ذا بيزنس ستاندارد".

وتنتج الحقول الثلاثة نحو 44.3% من إجمالي إنتاج الغاز، الذي يبلغ قرابة 2200 مليون قدم مكعبة يوميًا في بنغلاديش.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق