احتجاز الكربون وتخزينه في الصين يشهد مشروعين ضخمين
طورتهما شركتا "تشاينا إنرجي" و"سينوك"
أحمد أيوب
يبدو أن التوسع في مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في الصين أصبح يحتل أولوية كبرى لدى كل من الحكومة وشركات النفط والغاز العملاقة، مع إعلان شركتي "تشاينا إنرجي" و"سينوك" مشروعيْن ضخميْن في هذا المجال المهم، وهو ما يتماشى مع توجه الصين نحو الوصول إلى مستهدفات الحياد الكربوني.
وأعلنت "تشاينا إنرجي" الصينية عن بدء عملياتها في أكبر محطة لاحتجاز الكربون وتخزينه، ليس في الصين فقط، وإنما هي الأكبر على مستوى القارة الآسيوية، وبدأ تشغيل المحطة، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز، الجمعة 2 يونيو/حزيران، نقلًا عن تقرير لموقع سي سي تي في الحكومي.
في الوقت نفسه، أعلنت شركة "سينوك" تشغيل أول مشروع بحري في مجال احتجاز الكربون وتخزينه في الصين، بحسب ما نشره موقع إنرجي فويس (Energy Voice)، الجمعة 2 يونيو/حزيران 2023.
وتمضي سينوك قدمًا -كذلك- في تطوير مشروعاتها النفطية خارج الحدود، إذ أعلنت أن أحد مشروعاتها الذي تُسهم فيه في البرازيل -وهو مشروع بوزيوس 5- قد بدأ الإنتاج الفعلي مطلع يونيو/حزيران الجاري، بحسب المعلومات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
مشروعان ضخمان
قالت "تشاينا إنرجي" إن المنشأة، المُلحقة بمحطة تايتشو لتوليد الكهرباء العاملة بالفحم، من المقرر أن تلتقط 500 ألف طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون، ما يجعلها أكبر مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في الصين.
وكشف رئيس فرع جيانغسو في الشركة جي مينغبين، عن إمكان استعمال الكميات المنتجة والمحتجزة من ثاني أكسيد الكريون، وأن الشركة قد أبرمت عقودًا مع 8 شركات لهذا الغرض، بحسب ما نشره موقع المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني.
والمشروع الثاني هو أول مشروع بحري في مجال احتجاز الكربون وتخزينه في الصين، الذي نجحت في تشغيله شركة "سينوك" في منصة ذي إنبينغ 15-1 النفطية التابعة لها.
ويقع المشروع الجديد في حوض مصب نهر اللؤلؤ في بحر الصين الجنوبي، على بُعد 190 كيلومترًا جنوب غرب هونغ كونغ، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المقرر أن يضطلع هذا المشروع باحتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه ومعالجته، الناتج عن النفط، إذ يُضخ ثاني أكسيد الكربون في منطقة مالحة تقع على عمق نحو 800 متر تحت قاع البحر. ويُمكن للمشروع تخزين أكثر من 1.5 مليون طن من الكربون.
وقالت سينوك، إن هذا "يملأ الفجوة في تقنية تخزين ثاني أكسيد الكربون في الحقول البحرية في الصين".
وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة، تشو شينوا، أن "التشغيل الناجح لمشروع احتجاز الكربون وتخزينه في منصة إنبينغ 15-1 يدعم بقوة جهود التنمية الخضراء منخفضة الكربون".
سينوك مستمرة في أنشطتها النفطية
يبدو أن اتجاه عملاقة صناعة النفط الصيني إلى العمل على الحد من الانبعاثات الكربونية لن يمنعها من التوسع في أنشطتها النفطية.
وقالت سينوك، إن مشروع بوزيوس 5 -الذي تُسهم في تطويره مع شركات أخرى في البرازيل- بدأ الإنتاج مطلع يونيو/حزيران الجاري 2023.
وينتج الحقل 150 ألف برميل يوميًا من النفط، بالإضافة إلى 6 ملايين متر مكعب يوميًا من الغاز، كما أنه قادر على ضخ 220 ألف برميل يوميًا من المياه.
ومشروع "بوزيوس 5" جزء من مشروع أكبر هو "بوزيوس" ينتج نحو 600 ألف برميل يوميًا حاليًا.
ويضم المشروع 5 منصات عائمة للإنتاج والتخزين، وانضمت آخر هذه المنصات العائمة -من إنتاج شركة مودك اليابانية- إلى المشروع في فبراير/شباط الماضي.
وتُعرف هذه المنصة باسم "ألميراند باروسو إم في 32"، وهي قادرة على استيعاب 1.4 مليون برميل من النفط.
وقال رئيس الشركة، شيا شينلونغ: "يُعد بوزيوس 5 أول مشروع يبدأ الإنتاج بعد انضمام سينوك إلى مشروع بوزيوس، الذي من المتوقع أن يمثل زخمًا جديدًا في نمو إنتاجنا خارج الحدود".
وتمتلك "سينوك بتروليوم برازيل" 7.34% من مشروع بوزيوس، في حين تحوز شركة "بتروباس" 88.99%، وتمتلك "سنودك برازيل بتروليو" 3.67%.
وتتوقع سينوك -أيضًا- بدء الإنتاج من مشروع ميرو 2 خلال العام الجاري، قبالة سواحل البرازيل، وكان مشروع ميرو 1 قد بدأ عملياته الإنتاجية العام الماضي 2022.
الصين والحياد الكربوني
تركز الحكومة الصينية جهودها على زيادة الاستثمارات التي من شأنها دعم الوصول لمستهدفاتها الخاصة بالحياد الكربوني، وتشمل هذه الاستثمارات مشروعات الطاقة المتجددة، واحتجاز الكربون وتخزينه، إلى جانب مشروعات الهيدروجين.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- خطة الصين لتحقيق الحياد الكربوني:
وتصدّرت الصين استثمارات الطاقة منخفضة الكربون عالميًا خلال العام الماضي 2022، بنحو 546 مليار دولار، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتوقع تقرير لشركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي نمو سعة الطاقة المتجددة في الصين إلى ما يقرب من 6 آلاف غيغاواط بحلول عام 2050.
وأصبح احتجاز الكربون وتخزينه في الصين أحد أهم المجالات التي يُرَكّز عليها خاصة في محطات توليد الكهرباء الرئيسة في البلاد، إذ تنتهج الصين خطة للوصول إلى ذروتها من انبعاثات الكربون بحلول عام 2030.
ولدى الصين نحو 40 مشروعًا تجريبيًا في مجال احتجاز الكربون وتخزينه، إمّا قيد الإنشاء وإما في انتظار التشغيل الفعلي، وتبلغ قدرة التقاط الكربون السنوية لهذه المشروعات مجتمعة قرابة 3 ملايين طن سنويًا.
وخلال العام الماضي 2022، أطلقت شركة سينوك مشروعًا بطاقة 712 ألف طن سنويًا، بغرض احتجاز الكربون وتخزينه في الصين، وبالتحديد في إحدى مصافي تكرير النفط التابعة للشركة الحكومية في مقاطعة شاندونغ.
موضوعات متعلقة..
-
إلى أين تتجه مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في 2023؟ (تقرير)
-
مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا ترتفع 44% خلال عام
-
كيف تتحدد تكلفة مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه؟ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
-
تجارب تخزين الهيدروجين في مناجم الفحم تبشر بنتائج ملهمة (تقرير)
-
الإنفاق الحكومي على الطاقة النظيفة عالميًا يتجاوز 1.3 تريليون دولار (تقرير)
-
مصر تمنح شركة بنينسولا ثاني رخصة لتموين السفن بالوقود