قطاع الكهرباء في بنغلاديش يواجه خطر الإظلام التام خلال أيام

مع توقف إنتاج الوحدات الرئيسة

أسماء السعداوي

2023-05-29

0 906

أصبح انقطاع الكهرباء في بنغلاديش خبرًا متكررًا لا يُثير الاهتمام بقدر ما يبعث على الحنق بين المواطنين الذين يعانون ظلامًا دامسًا، بل تفاقم الوضع أكثر مع وصول الأزمة إلى مستوى جديد، إذ تقترب ثاني وحدات محطة بايرا لتوليد الطاقة الحرارية من الإغلاق، حسبما يقول المدير العام لشركة الكهرباء البنغلاديشية-الصينية المحدودة المهندس إيه إم خورشيد العالم.

وأغلقت الوحدة الأولى أبوابها يوم 25 مايو/أيار 2023؛ بسبب نقص الفحم، بينما تستعد الوحدة الثانية للمصير نفسه في 2 يونيو/حزيران المقبل، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا بيزنس إنسايدر" (tbsnews).

وتُعَد هذه المرة الأولى التي تغلق فيها محطة بايرا لإنتاج الكهرباء في بنغلاديش أبوابها بالكامل منذ دخولها حيز التشغيل قبل 3 أعوام، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

إغلاق محطة بايرا

يقول مسؤولون إن عمل الوحدة الثانية بمحطة بايرا لتوليد الكهرباء في بنغلاديش مستمر حتى 2 يونيو/حزيران المقبل، وبعد ذلك سيتوقف إنتاج الكهرباء لمدة شهر بدءًا من 3 يونيو/حزيران.

وحاليًا، تنتج الوحدة الثانية بطاقة 660 ميغاواط، 450 ميغاواط من الكهرباء يوميًا، بينما تصل الطاقة الإنتاجية للوحدتين معًا إلى نحو 1320 ميغاواط من الكهرباء، وتوفران 1200 ميغاواط من الكهرباء يوميًا.

يقول خورشيد العالم: "لم نتمكن من تصفية فواتير إمدادات الفحم بسبب الاعتمادات المستندية التي ظهرت بسبب أزمة توفير الدولار.. توقف إنتاج الوحدة الأولى في 25 مايو/أيار، وسيتوقف إنتاج الوحدة الثانية بعد 2 يونيو/حزيران. نعمل على حل الأمر".

وتابع: "سيستغرق الأمر 25 يومًا ليصل الفحم إلى المحطة بعد فتح الاعتمادات المستندية. إذا نجحنا في فتح الاعتمادات المستندية لفواتير الفحم، حينها قد نأمل في استئناف الإنتاج بالوحدة الأولى بدءًا من 25 يونيو/حزيران".

وتعد الاعتمادات المستندية إحدى الأدوات المالية المستخدمة عبر البنوك لتمويل عمليات التصدير والاستيراد، وتقوم على سداد المستورد اعتمادًا بكامل قيمة الشحنة قبل وصولها.

وفي وقت سابق، تعرضت أيضًا محطة رامبال لتوليد الكهرباء في بنغلاديش للإغلاق مرتين بسبب نقص الوقود اللازم للتشغيل، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

محطات جديدة تدخل الخدمة

في سياق متصل، تستعد 3 محطات كهرباء جديدة تعمل بالغاز على أطراف العاصمة دكا، إلى دخول حيز الخدمة خلال الأشهر القليلة الماضية.

وتبلغ القدرة الإنتاجية للمحطات الـ3 قيد الإنشاء نحو 1917 ميغاواط، ومن المتوقع أن تدخل حيز التشغيل التجاري في أكتوبر/تشرين الأول (2023).

وأقيمت المحطات الـ3 العاملة بالغاز، باستثمارات محلية وأجنبية تقدر بنحو مليوني دولار أميركي، ويستلزم لتشغيلها بكامل طاقتها نحو 322 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا.

يأتي ذلك على الرغم من أن محطات الكهرباء العاملة بالغاز، تعمل بقدرة مخفضة بسبب قلة وعدم كفاية إمدادات الغاز، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويستلزم لتشغيل المحطات العاملة بالغاز حاليًا نحو 1500 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا، بينما يتراوح حجم الإمدادات بين 950 و1000 قدم مكعبة، حسبما قالت مصادر مطلعة من داخل قطاع الكهرباء في بنغلاديش.

واضطر مجلس تنمية الكهرباء في بنغلاديش للاعتماد على محطات توليد الكهرباء التي تستخدم الوقود المسال المكلف، كما ستضطر الحكومة لدفع "رسوم السعة" بقيمة 2.600 تاكا بنغلاديشيًا (24.2 دولارًا أميركيًا) سنويًا للمحطات المتوقفة.

ورسوم السعة هي مبلغ أساسي تدفعه الحكومة لمحطة توليد، سواء تم أو لا إنتاج الكهرباء.

ولن تعمل المحطات الثلاث الجديدة إذا لم يتغير مشهد إمدادات الغاز حاليًا، وفق ما ذكرته المصادر لصحيفة "ذا بيزنس إنسايدر".

يُشار إلى أن بنغلاديش تعتمد بإفراط على واردات الوقود من روسيا لتشغيل محطات الكهرباء، غير أن ارتفاع الأسعار بعد غزو أوكرانيا دفع البلاد إلى وقف شراء الغاز من الخارج، وخاصة في ظل عدم توافر الدولار اللازم للاستيراد.

وسعيًا لحل الأزمة المتفاقمة، قررت إغلاق محطات الكهرباء العاملة بالديزل، وكذلك العاملة بالغاز الذي يشكل نسبة 50.84% في مزيج الكهرباء في بنغلاديش.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..