التقاريرتقارير الغازتقارير الكهرباءرئيسيةغازكهرباء

الغاز الطبيعي في المكسيك يثير الجدل.. مصدر للكهرباء النظيفة أم وقود انتقالي؟

هبة مصطفى

دخل الغاز الطبيعي في المكسيك دائرة مفرغة من الجدل والانتقادات، بين هيئة تنظيم الطاقة في البلاد من جهة ونشطاء البيئة والمناخ من جهة أخرى.

وتنظر الهيئة المنظمة إلى الكهرباء المولدة اعتمادًا على الغاز الطبيعي باعتبارها "كهرباء نظيفة" حال انطباق اشتراطات ومعايير محددة على المحطات، وفق ما نشرته رويترز، اليوم السبت 27 مايو/أيار 2023.

ويخشى نشطاء البيئة من اعتماد الحكومة على تغير وصف الغاز الطبيعي في المكسيك وإرجاء مستهدفات الطاقة المتجددة، دون مراعاة لتداعيات توسعة نطاق استعمالاته صحيًا وبيئيًا، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

كهرباء نظيفة أم أحفورية؟

عادة ما يصنّف المحللون الغاز الطبيعي باعتباره وقودًا انتقاليًا نحو مصادر الطاقة المتجددة دون أن يمتد التصنيف ذاته إلى الكهرباء المولّدة منه، لكن في نهاية الأمر يعد الغاز أنظف مصادر الوقود الأحفوري مقارنة بحرق الفحم أو زيت الوقود.

مرافق لنقل الغاز الطبيعي في المكسيك
مرافق لنقل الغاز الطبيعي في المكسيك - الصورة من بلومبرغ

وتسعى الهيئة المنظمة للطاقة بالدولة الواقعة في أميركا الشمالية إلى تصنيف الكهرباء المولدة عبر الغاز الطبيعي في المكسيك بوصفها "كهرباء نظيفة"، ضمن تغييرات تعتزم تطبيقها حول معايير قياس كفاءة محطات الكهرباء.

ورغم أن المعايير العالمية تعد الغاز وقودًا أحفوريًا؛ فإن وثائق رسمية للحكومة المكسيكية أوردت أنه حال تطبيق محطات الكهرباء المعتمدة على الغاز "اشتراطات مُحددة"؛ فإن الإمدادات المولدة تُدرج على أنها "كهرباء نظيفة".

ويبدو أن اتجاه الحكومة المكسيكية كان متسقًا مع هذا المسار؛ إذ عزز الرئيس أندريس مانويل لوبيز أبرادور من تراجع الاستثمارات الخاصة للطاقة المتجددة، مقابل دعم اعتماد مرفق الكهرباء المركزي للبلاد على مصادر أحفورية لتوليد الكهرباء.

رفض بيئي

تعد الحكومة المكسيكية ملتزمة بتوليد 35% من الكهرباء من مصادر طاقة نظيفة بحلول العام المقبل (2024)، بموجب قانون تغير المناخ.

وأثارت إعادة تصنيف الغاز الطبيعي في المكسيك باعتباره مصدرًا لتوليد الكهرباء النظيفة حفيظة نشطاء البيئة والمناخ، مستندين إلى أن نقل الغاز من قائمة مصادر الوقود الأحفوري إلى قائمة مصادر الإمدادات النظيفة يعرقل مسيرة تغير المناخ.

وقالت مجموعة بيئية إن إعادة التصنيف من شأنها تعطيل أهداف الطاقة النظيفة للبلاد، موضحين أن إقرار هيئة تنظيم الطاقة باعتبار أحد مصادر الوقود الأحفوري مصدرًا للكهرباء النظيفة يضر بالصحة ويزيد معدلات التلوث.

وحذرت المنظمات من وقوف إعادة التصنيف الحكومة للغاز الطبيعي وراء "خديعة" الهيئات العالمية المهنية بالأهداف المناخية؛ إذ إن ضمه لمصادر إنتاج الكهرباء النظيفة يوحي بزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء بخلاف الواقع، طبقًا لما ورد في بيان مشترك لنحو 4 منظمات من ضمنها "غرينبيس".

حرق الغاز والتغير المناخي

شهد الربع الأخير من عام 2022 جدلًا حول مواصلة شركة النفط الحكومية "بيمكس" لعمليات حرق الغاز الطبيعي في المكسيك داخل حقول النفط.

وفي منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تعهدت بيمكس بإنهاء عمليات الحرق في حقل رئيس لها، بحلول منتصف يناير/كانون الثاني 2023.

ونُظر إلى التعهد حينها باعتباره اختبارًا لمصداقية الشركة والتزامها بالتعهدات، ولا سيما أنه يتسبب في إهدار المليارات من خزينة الدولة.

ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تدرُّج حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يطلقها قطاع الطاقة المكسيكي، من عام 1965 حتى عام 2021:

انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطاقة في المكسيك

وتضغط أميركا على الحكومة المكسيكية بهدف إحراز خطوات جادة تجاه خفض معدلات حرق الغاز وانبعاثات الميثان الناجمة عنه، ولا سيما أن المكسيك تعد ثاني أكبر الدول المسببة لانبعاثات عمليات الحرق عالميًا.

ومع تزايد تهالك حقول النفط والغاز الطبيعي في المكسيك، قد تزداد معدلات الانبعاثات إلى مستويات غير مسبوقة؛ ما أثار حفيظة نشطاء البيئة والمناخ والمنظمات المحلية والعالمية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق