مكافحة تغير المناخ في البرازيل تتجه إلى قواعد أكثر صرامة
أسماء السعداوي
تمثّل مكافحة تغير المناخ في البرازيل ضرورة لا غنى عنها، للحماية من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري التي تمثّل أخطر تهديد يواجه كوكب الأرض حاليًا.
ولذلك، يعتزم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، تشديد أهداف مكافحة التغيرات المناخية في البلاد، حسبما كشفت مصادر لوكالة أنباء رويترز، في تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتولى لولا دا سيلفا منصبه في الأول من يناير/كانون الثاني من العام الجاري (2023)، وتعهّد -حينها- باستعادة البرازيل مكانتها بوصفها رائدة في جهود مكافحة تغير المناخ عالميًا.
بولسونارو وتغير المناخ
طالت انتقادات لاذعة الرئيس السابق جايير بولسونارو الذي قلّل من أخطار تغير المناخ في البرازيل، مدعيًا أنه "مجرد لعبة تجارية"، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
واختار بولسونارو شخصيات مشككة في خطر تغير المناخ، لشغل مناصب قيادية، وسُجلت في عهده أعلى معدلات لاجتثاث أشجار غابات الأمازون، أكثر المناطق تلويثًا للبيئة في البرازيل.
وسعيًا لاحتواء تلك العاصفة، تعهّدت حكومته بخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 50% بحلول عام 2030، ارتفاعًا عن الالتزام السابق بنسبة 43%.
إلا أن حكومة بولسونارو استعملت عام 2005 كأساس، وهو ما سهّل تنفيذ تعهدات مكافحة تغير المناخ في البرازيل السابقة، والمتمثلة في خفض الانبعاثات بنسبة 43%، ما أثار انتقادات المدافعين عن البيئة.
وتقول جماعة كلايمت أوبزرفاتوري المدافعة عن البيئة، إن الهدف الذي وضعه بولسونارو سيسمح بإطلاق 400 مليون طن من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
إجراءات جديدة
تعتزم حكومة الرئيس الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، مكافحة تغير المناخ في البرازيل، عبر الإبقاء على هدف خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 50%، ولكن مع تعديل عام 2005 بوصفها نقطة أساس، حسبما كشف مصدران مطلعان.
ومن المتوقع أن تشمل الإجراءات الجديدة وضع هدف معدل، والمعروف بـ"الإسهامات المحددة وطنيًا"، بموجب اتفاقية باريس للمناخ، وذلك في وقت لاحق من العام الجاري (2023).
وتعرِّف الأمم المتحدة "الإسهامات المحددة وطنيًا" بأنها خطة عمل لخفض الانبعاثات والتكيف مع تأثيرات تغير المناخ، مع تحديثها كل 5 سنوات.
ومن المقرر أن يكون الهدف الجديد "أكثر طموحًا"، بحسب أحد المصادر الذي اطلعت منصة الطاقة المتخصصة على تصريحاته.
وحاليًا، تستكشف الحكومة سبل تبسيط الهدف، ومنها تحديد عدد معين من غازات الاحتباس الحراري المقدرة بالغيغا طن، التي تسعى البلاد لخفضها.
الحياد الكربوني في البرازيل
سلّط البنك الدولي -في تقرير صادر في 4 مايو/أيار الجاري- الضوء على مخاطر تغير المناخ في البرازيل، قائلًا إنه يضر بالبلاد وأميركا الجنوبية والعالم أجمع.
وأكد التقرير أنه يمكن أن تصبح البرازيل في موقع ريادي عالميًا في مجال الطاقة النظيفة ومكافحة تهديد تغير المناخ وإنقاذ غابات الأمازون.
كما تمتلك البلاد مصادر هائلة للطاقة المتجددة، يأتي أكثر من 80% من الكهرباء من مصادر نظيفة، مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يتراوح بين 15 و27%.
وحذّر البنك الدولي من الخطر الذي يداهم غابات الأمازون، بما يضاف إلى تداعيات تغير المناخ في البرازيل، التي تقترب من نقطة تحول قد تؤدي إلى عواقب وخيمة تؤثر في حياة المواطنين مثل الزراعة وإمدادات المياه بالحضر وتخفيف حدة الفيضانات والطاقة الكهرومائية.
ودعا البنك في الوقت ذاته إلى وضع خطة تنمية للتنسيق على نحو أفضل بين احتياجات الزراعة والحفاظ على الغابات، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ولفت في هذا الصدد إلى خطة تنمية توازن بين كلا هدفي نمو الاقتصاد وحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ في البرازيل، وترتكز على زراعة المزيد من الحاصلات الزراعية على مساحات أقل، من أجل تلبية الاحتياجات الزراعية وتوفير حماية أفضل للغابات، وإقامة استثمارات زراعية لتعزيز الإنتاجية بصورة أكثر مرونة واستدامة.
وقدّر البنك إجمالي التكاليف الاقتصادية للحياد الكربوني في البرازيل بنحو 0.5% فقط من إجمالي الناتج المحلي، مشيرًا إلى أنه سيجلب منافع محلية وعالمية هائلة تتمثّل في تجنب آثار تغير المناخ المدمر ومكاسب اقتصادية وغير اقتصادية ستتحقق نتيجة الحفاظ على التنوع البيئي والمنظومة البيئية في غابات الأمازون.
موضوعات متعلقة..
- البرازيل تلجأ إلى الطاقة النووية لمكافحة آثار الجفاف وحل أزمة الكهرباء
- قمة المناخ.. شركات برازيلية تعرض حلولًا مبتكرة لأزمة الطاقة والمناخ
- قمة المناخ كوب 26.. هل تصبح فرصة ذهبية لتحول الطاقة في البرازيل؟
اقرأ أيضًا..
- افتتاح أكبر مصفاة نفط في أفريقيا.. هل تنقذ نيجيريا من شح الوقود؟
- السعودية تحقق خطوة مهمة في أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر عالميًا
- فاتح بيرول يكشف عن 3 تحديات تواجه سوق الطاقة في أوروبا خلال 2023