مشروع الغاز المسال في تنزانيا يحرز تقدمًا مهمًا نحو الانطلاق
دينا قدري
تقدم مشروع الغاز المسال في تنزانيا خطوة جديدة، بعد أن أنهت شركات إكوينور وشل وإكسون موبيل مفاوضاتها مع الحكومة لتطوير محطة تصدير في جنوب البلاد.
تمهّد هذه الصفقة، التي جرى التوصل إليها، الطريق لتوقيع الاتفاقيات النهائية خلال الأسابيع المقبلة، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعَد الصفقة علامة فارقة للمشروع الذي طال تأجيله لإطلاق موارد الغاز البحرية الشاسعة والنائية في تنزانيا؛ إذ قالت الشركات المعنية إنه من المتوقع أن يتكلف عشرات المليارات من الدولارات، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
يُذكر أن شل وإكوينور هما مشغلتان مشتركتان في تطوير مشروع الغاز المسال في تنزانيا، بينما تُعد إكسون موبيل وميدكو إنرجي وبافيليون إنرجي وشركة النفط الوطنية التنزانية شركاء في المشروع.
خطة مشروع الغاز المسال في تنزانيا
تتضمن خطة مشروع الغاز المسال في تنزانيا إنشاء محطة إسالة برية في ليندي بجنوب شرق البلاد، بقدرة تصل إلى 10 ملايين طن سنويًا على الأقل.
وقدّرت تنزانيا تكلفة المشروع بـ42 مليار دولار، مع تحديد هدف الوصول إلى قرار الاستثمار النهائي في عام 2025، لكي تتمكن من تشغيل المنشأة بشكل كامل في عام 2030.
ويقول محللون إنه مع احتياطيات الغاز الطبيعي القابلة للاستخراج والتي تقدر بأكثر من 57 تريليون قدم مكعّبة، يُمكن أن تظهر تنزانيا بوصفها مركزًا جديدًا للغاز المسال في أفريقيا، إلى جانب موزمبيق المجاورة.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- موقع قارة أفريقيا من حيث واردات الغاز المسال وصادراته:
وتمتلك إكوينور حصة 65% في المربع 2، بينما تمتلك إكسون موبيل 35%، وشركة تطوير النفط التنزانية لديها خيار الحصول على حصة 10% في الترخيص.
وتتولى شل مسؤولية تشغيل المربعين 1 و4 بحصة 60%، بينما تمتلك ميدكو 20% وبافيليون 20%، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "إنرجي فويس" (Energy Voice).
وذكرت شركة إكوينور أن مربعها يحتوي على أكثر من 20 تريليون قدم مكعّبة، بينما يحتوي مربع شل على 15 تريليون قدم مكعّبة.
إنجاز مهم.. وفرصة كبيرة
قال نائب رئيس شل، رئيس مجلس إدارة الشركة في تنزانيا، جاريد كيل، إن الشركات أنهت مفاوضات مهمة مع الحكومة بشأن مشروع الغاز المسال في تنزانيا.
وأضاف أن اتفاقية الحكومة المضيفة، التي تغطي الوحدات البرية للمشروع، واتفاقية مشاركة الإنتاج، التي تشرف على عنصر الاستكشاف والإنتاج، قد تُوقَّعان خلال الأسابيع المقبلة.
وتابع أن الخطوات التالية بعد ذلك ستكون تصميمًا هندسيًا مفصلًا، بحسب التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة.
كما أشارت مديرة إكوينور في تنزانيا، أوني فيار، إلى "الإنجاز المهم" في التحرك نحو مشروع الغاز المسال في تنزانيا.
وقالت فيار: "إن المشروع يمهّد الطريق لسلسلة الإنجازات التي يجب أن تُتبع لتحقيق فرصة الغاز المسال الرائعة للبلاد والعالم".
كانت رئيسة إكوينور في أفريقيا، نينا بيرغيت كوخ، قد توجهت إلى زيارة لتنزانيا قبل أسبوعين، وأجرت محادثات مع وزير الطاقة التنزاني جانيوري ماكامبا.
وفي حديثها في ذلك الوقت، قالت: "كان هناك تقدم كبير في الأشهر والأسابيع الأخيرة، وأنا متفائلة بشأن المستقبل وما يمكننا تحقيقه معًا".
وتابعت أن جميع الأطراف "تعمل بروح طيبة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقات".
المشروع في انتظار موافقات رسمية
من جانبه، قال كبير مفاوضي الحكومة التنزانية في محادثات الغاز المسال، تشارلز سانغويني، إن اتفاقية الحكومة المضيفة المقترحة يجب أن يوافق عليها مجلس الوزراء والبرلمان في تنزانيا، قبل أن تدخل حيز التنفيذ.
وأشار إلى أن إجمالي استثمارات المشروع قد يرتفع إلى 42 مليار دولار، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.
وأضاف سانغويني أن الصفقات التي جرى التوصل إليها بعد 18 شهرًا من المحادثات، تشمل عقد إيجار بحري وإيجار أرض واتفاقًا أمنيًا، بينما سيتولى الجيش التنزاني مسؤولية أمن المشروع.
كما قال: "نحن سعداء لأنها خطوة كبيرة نحو تنفيذ المشروع رغم أن لدينا الكثير لنفعله.. إذا سارت الأمور على ما يُرام كما هو مخطط له؛ فإنني على ثقة بأنه سيجري التوصل إلى قرار الاستثمار النهائي في عام 2025".
وتابع سانغويني: "أتمنى أن يجري التوقيع على اتفاقية الحكومة المضيفة في غضون شهر أو شهرين".
موضوعات متعلقة..
- مشروع الغاز المسال في تنزانيا يدخل مرحلة صياغة العقود
- مشروع الغاز المسال في تنزانيا يمضي باتجاه التنفيذ
- مشروع الغاز المسال في تنزانيا يشهد تطورات جديدة
اقرأ أيضًا..
- أمين عام أوبك يحذر من نقص استثمارات النفط: "يُعرض النمو العالمي للخطر"
- قازاخستان تنقل الغاز الروسي إلى الصين عبر خط أنابيب جديد
- سلطنة عمان تستهدف تصدير مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول 2030 (صور)
- أنس الحجي: السيارات الكهربائية لم تمنع ارتفاع استهلاك البنزين عالميًا (صوت)