هل يخفّض النفط الروسي حصة السعودية في أسواق الهند؟ أنس الحجي يجيب (صوت)
أحمد بدر
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن النفط الروسي كان محور تركيز الإعلام الغربي خلال المدة الماضية، لا سيما فيما يتعلق بالاستيلاء على حصة السعودية بأسواق النفط في الهند.
وأوضح الحجي -خلال حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها على موقع "تويتر" تحت عنوان "مفاجآت أسواق النفط.. لا تتوقف!"- أن هناك رسومًا بيانية وأرقامًا منشورة منذ عدة أشهر توضح أن دول الخليج بوجه عام والمملكة بوجه خاص، تصدّر الكميات نفسها إلى هذه الدول في المتوسط.
وأضاف: "ولكن الإعلام لسبب ما لا يفهم الفرق بين الأرقام والنسب، ومثال على ذلك أن الطلب على النفط في الهند والصين يرتفع، فإذا كانت السعودية ترسل إلى نيودلهي -مثلًا- مليون برميل يوميًا منذ عامين، فلا يوجد تغيير في حصتها رغم أن الهند تستورد النفط الروسي".
ولفت إلى أن روسيا لم تأخذ من حصة السعودية، ولكن الطلب على النفط يزيد في الهند، فقررت الأخيرة أن تعوّض هذه الزيادة من النفط الروسي، وهناك زادت حصة موسكو؛ "حصة ورقمًا"، فإذا جُمع المجموع وحُسبت حصة المملكة بصفتها نسبة، نجد أنها تنخفض بصفتها حصة، ولكن الرقم نفسه لن يتغيّر. وأي تخفيض في الحصص مستقبلا سيكون بسبب تخفيض الإنتاج الطوعي، وليس بسبب المنافسة مع روسيا.
السعودية مصدِّر رئيس للهند
قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الإعلام الغربي يركز على موضوع الخلاف السعودي الروسي، فيقول بعضهم إن النفط السعودي خسر حصته لصالح الخام الروسي، وذلك لأنهم يركزون على النسب وليس الأرقام.
وأضاف: "صرّح رئيس شركة أرامكو السعودية أمين الناصر -رسميًا- بأن صادرات الشركة إلى الهند لم تتأثر بزيادة استيراد النفط من روسيا، وهو الكلام نفسه الذي نؤكده منذ 5 أشهر".
وأكد الحجي، أن كل البيانات التي تؤكد هذه المعلومات نُشرت بالفعل، والنتيجة أن الإعلام الغربي أصبح يلعب لعبة الأرقام والنسب، فيركز على النسب ويتجاهل الأرقام، التي إذا سلّط الضوء عليها سيجد أن صادرات السعودية لكل من الهند والصين شبه ثابتة ولم تخسر أي حصص سوقية لصالح روسيا.
وأشار إلى المباحثات بين نيودلهي وموسكو التي تحاول حكومة الهند من خلالها إقناع بوتين وحكومته بدفع ثمن النفط الروسي بالروبية، وهو ما يرفضه الروس بصورة حاسمة، لتتوقف المباحثات بعدها، مع وصولها إلى طريق مسدود.
وأوضح أن هناك تصريحًا من مسؤول روسي، روّجت له بعض وسائل الإعلام الهندية بقوة، مع أن المصدر غير معروف، قال إن المباحثات في هذا الجانب لم تتوقف، ولكن هناك مشكلات، ومن ثم فإن الأمور لم تتغيّر حتى الآن.
وتابع: "موسكو لا تريد الحصول على شيء من الروبية الهندية، ولا الباكستانية، إذ إن الباكستانيين يشترون النفط الروسي باليوان الصيني أو الدرهم الإماراتي، وفي الوقت نفسه قال الروس للهنود إن حكومتهم تملك المليارات من الروبية ولا تدري ماذا تفعل بها".
النفط مقابل اليوان الصيني
قال الدكتور أنس الحجي، إن إحدى الشركات العالمية العملاقة -وهي شركة برازيلية- تصدّر للصين مواد مختلفة، قالت إنها ستقبل الحصول على اليوان، وهو ما أثار مؤيدي فكرة إنهاء الدولرة.
وأضاف: "الحقيقة لو نظرنا إلى تفاصيل الشركة، نجد أن كل ما تقوم به هو أنها أعطت الخيار لعملاءها في الصين وقالت بأنها ستقبل منهم اليوان. هنا يحصلون منهم على اليوان، ويحولونه إلى العملة الأميركية، أي أن الاختلاف فقط هو من سيحوّل العملة، وليس التخلي عن الدولرة".
وأوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، أن الهنود يدفعون الآن ثمن النفط الروسي والخليجي بالدولار الأميركي والدرهم الإماراتي، والأخير مربوط بالعملة الأميركية.
موضوعات متعلقة..
- النفط الروسي يزيح السعودية من صدارة موردي الخام إلى الصين
- 4 بدائل عربية لتعويض المشتقات النفطية الروسية في أوروبا.. السعودية والجزائر بالقائمة
- الصين تكثف وارداتها من النفط الروسي.. والسعودية تحافظ على الصدارة
اقرأ أيضًا..
- طاقة الرياح في بريطانيا تتجاوز الغاز في توليد الكهرباء.. لأول مرة تاريخيًا
- إعلان ثاني اكتشاف ليثيوم في الهند خلال 3 أشهر.. احتياطيات ضخمة
- 3 مسارات للتخلص من انبعاثات قطاع النقل.. "الكهربة" وحدها لا تكفي