صناعة الهيدروجين في الهند تنطلق إلى العالمية بدعم ألماني
من خلال التمويل والتقنيات
حياة حسين
تشهد صناعة الهيدروجين في الهند تطورات جديدة، مع دخول ألمانيا على خط الدعم خلال المرحلة المقبلة، وفق ما أكده مسؤولون من البلدين.
وتدعم ألمانيا صناعة الوقود الأكثر نظافة في الهند من خلال طرق عديدة؛ منها التمويل وتعزيز تقنيات تحول الطاقة، وفق تصريحات لمسؤولين في مؤتمر أقامته سفارة نيودلهي في برلين، حسبما ذكر موقع "بي في ماغازين".
وفي فبراير/شباط (2023)، ذكر المفوض الألماني السابق للهيدروجين في ألمانيا مستشار مجموعة "تيسين كروب" لصناعة الصلب ستيفن كوفمان، خلال مشاركته في قمة "إيكونوميك تايمز" العالمية للأعمال، أن بلاده ستستعين بالهند لنقل وقود الهيدروجين النظيف من أستراليا إلى أوروبا.
وتُعَد ألمانيا أكبر اقتصاد في القارة، وتعول مع باقي دول الاتحاد على مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف في تحقيق تحول الطاقة والحياد الكربوني بحلول 2050، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
الهيدروجين الرمادي
في مؤتمر عقدته السفارة الهندية في ألمانيا، ركّزت كل من مجموعة "تيسين كروب" ومجلس الطاقة العالمي على كون نيودلهي ثالث أكبر منتج عالمي للهيدروجين الرمادي، بعد روسيا والصين، كما أنها أكبر مستورد للأمونيا.
وقال سفير الهند في ألمانيا بارفاثانني هاريش: "إن بلادي تمتلك أكبر شبكة كهرباء في العالم"، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف: "بعد وباء كورونا، ومرور عام على الحرب الروسية الأوكرانية، ظهرت الحاجة إلى إعادة هيكلة الصناعة في القارة، لكن الأسواق بحاجة إلى أن تظل مفتوحة".
وتابع أن البلدين سيتعاونان في مجال صناعة الهيدروجين في الهند، ليس في مجال التمويل فقط، بل في التقنيات أيضًا؛ ما يمنح الشركات الألمانية -متضمنة الكبريات منها- مكاسب عديدة.
وتضخ الدولة الآسيوية العملاقة استثمارات في مشروعات الطاقة المتجددة وتحديث الشبكة؛ ما يوفر الضمانات اللازمة للمستثمرين لتمويل مشروعات الهيدروجين طويلة الأجل.
ويستهدف توفير منصات لتمويل مشروعات الهيدروجين بالعملات الأجنبية من الدولار واليورو لخفض المخاطر والتكلفة، خاصة في مشروعات التصدير، التي تمثل أهم محاور إستراتيجية صناعة الهيدروجين في الهند.
ووفق قول السفير الهندي: "سيؤدي الشركاء الألمان دورًا مهمًا في خفض تكلفة الاستثمار وإطلاق مشروعات جديدة، بينما توفر حكومة نيودلهي الضمانات الضرورية للمشروعات طويلة الأجل".
تيسين كروب
تُعَد شركة "تيسين كروب" الألمانية مثالًا للتكامل والتعاون مع الهند؛ فالشركة تحتاج إلى الهيدروجين وتستطيع إنتاجه من خلال تابعتها (نيوسيرا) للتحليل الكهربائي، وهي العملية الرئيسة في صناعة الهيدروجين.
كما تعمل في البنية التحتية لصناعة الهيدروجين في الهند من خلال تابعتها "أهدي"، التي قال رئيسها التنفيذي في مؤتمر سفارة نيودلهي في برلين، إنها بصدد تدشين مشروع لتكسير الهيدروجين قريبًا جدًا.
وحضر المؤتمر عدد من الشركات الألمانية والهندية المعروفة مثل: "مان إنرجي آند سليوشن" و"آر دبليو إي سبلاي آند ترادينغ" من الأولى، وغرينكو غروب وأفادا غروب من الثانية؛ حيث ناقش الرؤساء التنفيذيون ومسؤولون من الإدارة العليا التعاون بين البلدين.
وتخطط شركة غرينكو غروب الهندية بالتعاون مع نظيرتها البلجيكية جون كوكريل لمضاعفة إنتاج الهيدروجين بالتحليل الكهربائي خلال الأشهر المقبلة، وفق مؤسس الشركة الهندية.
وقال مؤسس غرينكو ماهيش كولي: "تكلفة صناعة الهيدروجين في الهند منخفضة؛ فهي تبلغ 3 دولارات للكيلوغرام، دون دعم؛ لذلك لا نحتاج للدعم".
مستهدفات الهند وألمانيا
ترغب الهند وألمانيا في تنويع الاستثمارات ووضع إستراتيجية صادرات وواردات للهيدروجين؛ بينما تستثمر الشركات الهندية في صناعة الهيدروجين في بلدان عديدة مثل مصر وسلطنة عمان العربيتين.
وتطور ألمانيا -حاليًا- إستراتيجية الهيدروجين الخاصة بها، وتركز على العطاءات والمناقصات، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وترى برلين في دول مثل جنوب أفريقيا وأستراليا وكندا ونامبيا وموريتانيا شركاء مثاليين في صناعة الهيدروجين في الوقت الراهن.
وقال رئيس لجنة الابتكارات للهيدروجين الأخضر في وزارة التعليم الألمانية تيل مانسمان: "إنني متأكد من أن الهند ستكون جزءًا رئيسًا من إستراتيجية ألمانيا القادمة للهيدروجين".
وأضاف أن بلاده ستستورد نحو 70% من احتياجاتها من الهيدروجين في 2030، لكن الموقف سيتغير في 2045.
وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2021، قررت ألمانيا دعم جهود نيودلهي في تحقيق الأهداف المناخية والتوسع في الطاقة المتجددة من خلال تعهّد مالي كبير بلغ 1.2 مليار يورو (1.31 مليار دولار)، بالتزامن مع إعلان الهند خطة جديدة لإنتاج الطاقة الهيدروجينية.
موضوعات متعلقة..
- الهند وسيطًا لنقل الهيدروجين الأخضر بين ألمانيا وأستراليا.. هل تتجه للتصدير؟
- الهند تعلن موقفها من شراء النفط الروسي بأعلى من السقف السعري
- الهند تستعد لتصدير الهيدروجين الأخضر وتواجه تخمة في الغاز المسال
اقرأ أيضًا..
- هل يخفّض النفط الروسي حصة السعودية في أسواق الهند؟ أنس الحجي يجيب
- معضلة قياس انبعاثات غاز الميثان قد تُحَل عبر أقمار صناعية متخصصة قريبًا (تقرير)
- حفارات النفط في أميركا تهبط للأسبوع الثاني على التوالي