طاقة المد والجزر تدعم مزيج الطاقة وسلاسل التوريد في المملكة المتحدة وفرنسا (تقرير)
نوار صبح
- ستستكشف الدراسة استعمال الهيدروجين والأكسجين في قطاعات النقل والتدفئة المنزلية والصناعة
- يُستعمل الأكسجين حاليًا في تربية الأحياء المائية بجزر شتلاند
- شركة نوفا إنوفيشن الإسكتلندية تدير حاليًا أول مصفوفة لتوربينات المد والجزر في العالم
- الهيدروجين الأخضر سيحوّل صناعة الطاقة وسيحقق فوائد كبيرة لسكان شتلاند
- كان مشروع تايغر مؤثرًا بصورة كبيرة في إظهار فوائد طاقة تيار المد والجزر
- يمكن أن تصبح طاقة تيار المد والجزر الطاقة المتجددة المفضلة في المواقع الساحلية
تشهد مشروعات طاقة المد والجزر في المملكة المتحدة وفرنسا تطورات متتالية ومشروعات جديدة، بهدف إنتاج الهيدروجين الأخضر وتوليد الكهرباء للمنازل ودعم مزيج الطاقة.
وترأس شركة نوفا إنوفيشن الإسكتلندية تحالفًا للنظر في إمكان إنتاج الهيدروجين الأخضر والأكسجين من المشروعات القائمة على استغلال المد والجزر في توليد الكهرباء بمنطقة شتلاند، حسبما نشرته منصة أوفشور إنرجي (Offshore Energy) في 11 مايو/أيار.
وسيموّل صندوق تقنيات الطاقة الناشئة "خطة ابتكار الهيدروجين" -التابع للحكومة الإسكتلندية- مشروع "غوست GHOST"، الذي يشير إلى إمدادات الهيدروجين الأخضر والأكسجين من طاقة المد والجزر، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وستستكشف الدراسة استعمال الهيدروجين والأكسجين في قطاعات النقل والتدفئة المنزلية والصناعة في جُزُر شتلاند في المملكة المتحدة، بما في ذلك مركز ساكسافورد الفضائي.
وسيشهد العقد قيام شركة نوفا إنوفيشن وشركاء جامعة ستراثكلايد ومجلس جزر شتلاند وريكاردو إنرجي، باستطلاع واستكشاف الأسواق المحتملة لكل من الهيدروجين والأكسجين المنتجين من التحليل الكهربائي باستعمال مشروعات طاقة المد والجزر للمطورين الإسكتلنديين في شتلاند.
في المقابل، يُستعمل الأكسجين -وهو منتج ثانوي يُستخلَص في كثير من الأحيان من إنتاج الهيدروجين الأخضر- حاليًا، في تربية الأحياء المائية بجزر شتلاند، ويمكن بمركز ساكسافورد الفضائي استعماله لإنتاج وقود صاروخي متجدد بنسبة 100%.
إنتاج الهيدروجين الأخضر في إسكتلندا
على عكس طرق إنتاج الهيدروجين التقليدية، التي تعتمد على الوقود الأحفوري، فإن الهيدروجين الأخضر المتولد من الطاقة المتجددة يُعَدّ بديلًا نظيفًا ومستدامًا، ولديه القدرة على إحداث ثورة في صناعة الطاقة، ويشكل جزءًا رئيسًا من إستراتيجية الطاقة للحكومة الإسكتلندية.
وسيقيّم مشروع غوست إمكانات مشروعات طاقة المد والجزر حول ييل، إحدى الجزر المحايدة كربونيًا في إسكتلندا، لتوفير الكهرباء التي تتطلبها أجهزة التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين والأكسجين لجزر شتلاند.
بدورها، تدير شركة نوفا إنوفيشن الإسكتلندية -حاليًا- أول مصفوفة لتوربينات المد والجزر في العالم في مضيق بلومول ساوند، شمال جزيرة ييل، وتطوِّر مشروعًا بقدرة 15 ميغاواط في مضيق ييل ساوند، إلى الجنوب.
وتقدّم مجموعة التوجيه الصناعي لشركات شتلاند المحلية ومركز ساكسافورد الفضائي وكوك أكواكلتشر وفور إنرجي المشورة للمشروع، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نوفا إنوفيشن، سايمون فورست: "نحن سعداء بفوزنا بمشروع غوست GHOST، الذي سيمكننا من استكشاف إمكانات إنتاج الهيدروجين والأكسجين الأخضر باستعمال طاقة المد والجزر".
وأضاف: "نعتقد أن الهيدروجين الأخضر سيحوّل صناعة الطاقة، وسيحقق فوائد كبيرة لسكان شتلاند من خلال التدفئة والنقل، فضلًا عن خلق أفق لرحلات الفضاء الخضراء".
وأردف قائلًا: "مع فرصة تجاوز قيود شبكة الكهرباء، يُعدّ الهيدروجين طريقًا واعدًا لتسويق طاقة المد والجزر ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى. ستزوّدنا الدراسة برؤى قيمة بشأن دور الهيدروجين والأكسجين الأخضر عبر شتلاند".
وقال الرئيس التنفيذي لميناء ساكسافورد الفضائي، فرانك سترانغ: "يسعدنا أن نشارك في هذا المشروع المبتكر، الذي يتماشى تمامًا مع طموحنا في إنشاء ميناء فضائي مستدام رائد في أوروبا، ونتطلع إلى دعم شركة نوفا إنوفيشن والفريق".
إعادة طاقة المد والجزر الصحيحة
أظهر مشروع طاقة صناعة تيار المد والجزر (تايغر) القيمة الكبيرة التي يمكن أن تحققها طاقة المد والجزر لمزيج الطاقة في المستقبل والاقتصادات وسلاسل التوريد في كل من المملكة المتحدة وفرنسا.
ويُعَدّ تايغر أكبر مشروع يموّله برنامج إنتيريغ للقنال الفرنسي الإنجليزي، الذي أُطلق في عام 2019 باستثمار 52.88 مليون دولار، لدفع التعاون وخفض التكلفة من خلال تركيبات توربينات المَدّ والجَزْر في المملكة المتحدة وفرنسا.
وأتاح المشروع -بقيادة شركة أوفشور رينيوبل إنرجي (أوه آر إي) كاتابولت البريطانية- تركيب 4 أجهزة جديدة لطاقة تيار المد والجزر في مواقع الاختبار في منطقة القنال وحولها، مع تطوير 16 جهازًا إضافيًا.
وقد أدى ذلك إلى توفير سعة مد وجزر جديدة إجمالية 3.6 ميغاواط، مع 57.4 ميغاواط أخرى في خط الأنابيب، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقال المتخصص في قطاع الأمواج والمد والجزر في شركة أوه آر إي كاتابولت، سايمون تشيزمان: "لقد كان مشروع تايغر مؤثرًا بصورة كبيرة في إظهار فوائد طاقة تيار المد والجزر".
وأضاف: "لقد توقعنا أن تيار المد والجزر يمكن أن يوفّر 11% من احتياجات الكهرباء في المملكة المتحدة بحلول عام 2050".
وتابع قوله: "وضعنا خطة تفصيلية للابتكار التكنولوجي، لخفض تكلفة طاقة تيار المد والجزر من 327.16 دولارًا/ميغاواط ساعة إلى 61.18 -68.83 دولارًا/ميغاواط ساعة بحلول عام 2050".
وأوضح أن "تيار المد والجزر يمكن التنبؤ به، ما يقلّل تكاليف تخزين نظام الطاقة بمقدار 126 مليون دولار سنويًا، ويمكن أن يصل هذا التوفير إلى 754.95 مليون دولار بسعر 50.26 دولارًا/ميغاواط ساعة".
وأكّد أنّ "مشروع تايغر أعاد القطاع بصورة فاعلة إلى المسار الصحيح لتقديم إسهام ذات مغزى في مزيج الطاقة المستقبلي"، حسبما نشرته منصة أوفشور إنرجي (Offshore Energy) في 11 مايو/أيار الجاري.
وكان من العوامل الأساسية لنجاح المشروع التعاون بين شركاء مشروع تايغر، البالغ عددهم 18 في جميع أنحاء المملكة المتحدة وفرنسا، الذي يشمل مطوري التوربينات ومواقع عرض طاقة المحيط والمنظمات البحثية والسلطات المحلية والإقليمية.
وتضمّن المشروع عروضًا توضيحية وتقارير صناعة البحث العلمي المنشورة، التي توضح مسار خفض التكلفة الذي يمكن تحقيقه، وكيف يمكن للمملكة المتحدة وفرنسا أن تنتج أكثر من 80% من المواد من سلسلة التوريد المحلية.
ونُشرت 45 وظيفة لكل ميغاواط، وهو ما يتجاوز قطاعيْ طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ويُسهم بما يصل إلى 21.41 مليار دولار في اقتصاد المملكة المتحدة بحلول عام 2050.
وأسهمت مخرجات المشروع هذه في حصول 3 من مطوري مشروع تايغر على 25.13 مليون دولار سنويًا من عطاءات دعم توليد الكهرباء من تيار المد والجزر، من خلال مخطط حكومة المملكة المتحدة لعقود الفروقات، وفتحت مناقشات جديدة بشأن تيار المد والجزر الفرنسي تعرفات التغذية.
وبالنسبة إلى قطاع طاقة المد والجزر في منطقة القنال الإنجليزي، من المتوقع أن تبلغ سعة طاقة المد والجزر ما يقرب من 4 غيغاواط، وهو ما يكفي لتشغيل ما يصل إلى 4 ملايين منزل.
وقالت مديرة المشروع في المركز الأوروبي للطاقة البحرية لدى مشروع تايغر، كارلي تايت: "اليوم، تبحث الشركات التي كانت تعمل منذ 4 سنوات على تطوير نموذج أولي للأجهزة، في عمليات نشر متعددة للأجهزة".
وأضافت: "مع استمرار الاستثمار، يمكن أن تصبح طاقة تيار المد والجزر هي الطاقة المتجددة المفضلة في المواقع الساحلية، وسط تيارات المد والجزر القوية حول الرؤوس والجزر على مستوى العالم، وتوليد طاقة نظيفة وخضراء لمكافحة الطوارئ المناخية".
اقرأ أيضًا..
- 4 دول عربية تنعش واردات إسبانيا من الغاز المسال.. ودور مهم للجزائر
- لماذا تتراجع أسعار النفط رغم الخفض الطوعي لبعض دول أوبك+؟ أنس الحجي يجيب
- خطة التنقيب عن النفط والغاز في الأردن خلال 2023 (خاص)