الوقود الاصطناعي يدير ناقلة غاز عملاقة للمرة الأولى في الشرق الأوسط
محمد عبد السند
نجح الوقود الاصطناعي في أن يحجز لنفسه مساحة -وإن كانت ما تزال محدودة- في مزيج الطاقة في الشرق الأوسط، رغم كلفته الباهظة؛ وذلك لمزاياه العديدة التي تتناغم مع أهداف الحياد الكربوني.
وإضافة إلى ارتفاع فاتورة إنتاجه، فإن عملية إنتاج هذا الوقود المحايد كربونيًا التي تتطلب استهلاك كميات كبيرة من الكهرباء النظيفة، تبقى عائقًا أمام التوسع في استعماله.
وفي هذا السياق، توصلت أستوموس إنرجي كوربوريشن الشركة اليابانية المتخصصة في تجارة واستيراد غاز النفط المسال ومواطنتها إنبيكس كوربوريشن العاملة في صناعة النفط لاتفاقية لإتاحة الوقود الاصطناعي "بي24" إلى ناقلة غاز كبيرة جدًا في الإمارات، حسبما أورد موقع أوفشور إنرجي OFFSHORE ENERGY المتخصص.
وبموجب الاتفاقية، ستضطلع إنبيكس بإتاحة الوقود الاصطناعي إلى ناقلة الغاز الكبيرة جدًا التي تستأجرها أستوموس عبر سفينة تزوّد بالوقود تديرها "مانجاسا" شركة حلول النفط والشحن بميناء خورفكان في الإمارات.
الحالة الأولى
أوضحت أستوموس إنرجي كوربوريشن وشريكتها إنبيكس كوربوريشن أن تلك ستكون المرة الأولى من نوعها لتزويد الوقود الاصطناعي إلى ناقلة غاز كبيرة في الشرق الأوسط.
ويتألف الوقود الاصطناعي "بي24" من 24% من إستر ميثيل الأحماض الدهنية (إف إيه إم إي)، و76% من زيت الوقود منخفض الكبريت (في إل إس إف أو)، وهو وقود التزود التقليدي للسفن.
وستُنتِج شركة "نيوترال فيولز" -العاملة في مجال تحويل المُخلفات محلّية المصدر إلى وقود حيوي، ومقرّها دبي- إستر ميثيل الأحماض الدهنية من مخلفات زيت الطهي التي تُجَمَّع من المطاعم والفنادق في الإمارات، في حين ستضطلع مانجاسا بتزويد زيت وقود منخفض الكبريت، ثم مزجه بـ "إف إيه إم إي".
تقليل الانبعاثات الكربونية
من المتوقع أن يُسهم استعمال الوقود الاصطناعي "بي 24" في تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة تتراوح من 15-20%، مقارنة بزيت الوقود منخفض الكبريت.
وفي العام قبل الماضي (2021)، دشّنت أستوموس إنرجي أول ناقلة غاز كبيرة تعمل بغاز النفط المسال في اليابان في إطار خطة تنتهجها طوكيو لتحقيق أهداف "الحياد الكربوني بحلول عام 2050".
وعلاوة على ذلك أسست أستوموس إنرجي "مكتب تطوير الأعمال الخضراء" بُغية تنفيذ أعمال التخطيط الإستراتيجي والترويج من منظور شامل وطويل الآجل، لبناء مجتمع منخفض الكربون.
وفي إطار شراكة مع كل شركتي "إني واي كيه" و "ساستينبل إنرجي"، تشارك أستوموس إنرجي –أيضًا- بإعداد دراسة حول توليد الوقود الاصطناعي من المخلّفات العضوية المُخزّنة على متن السفن العابرة للمحيطات.
وفي المقابل، تتوافق الاتفاقية الجديدة مع الأهداف المحددة من قبل "إنبيكس" في إستراتيجيتها طويلة الأجل، وكذلك خطة أعمالها متوسطة الآجل المُعلنة في فبراير/شباط (2023).
وفي مطلع العام الجاري (2023)، أبدت إنبيكس –رسميُا- التزامها الصريح بتطوير الطاقة الخضراء في دولة الإمارات العربية المتحدة.
كلفة باهظة
رغم المزايا العديدة التي يتضمنها الوقود الاصطناعي المحايد كربونيًا، تقف تكلفة إنتاجه الباهظة التي تزيد 100 مرة على تكلفة البنزين أو الديزل، حجر عثرة في سبيل إنتاجه على نطاق واسع، حسبما أورد موقع هيدروجين إنسايت المتخصص (hydrogen insight).
ويُنتَج الوقود الاصطناعي المحايد كربونيًا عبر عملية كيميائية مركبة تجمع بين كميات من الهيدروجين الأخضر، وأخرى من ثاني أكسيد الكربون المُلتقط من الغلاف الجوي مباشرة.
وكثيرًا ما يُطلق على الوقود الاصطناعي أسماء أخرى مثل البنزين الاصطناعي أو الوقود الكهربائي، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتتجاوز تكلفة إنتاج لتر من هذه الوقود المحايد كربونيًا 50 يورو (54 دولارًا أميركيًا)، وفقًا لتقرير صادر عن معهد بوتسدام لبحوث تأثيرات المناخ.
(اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا).
ويتطلب إنتاج هذا النوع من الوقود استهلاك كميات كبيرة من الكهرباء النظيفة بصورة غير مباشرة، لاعتماد تركيبته على الهيدروجين الأخضر المستخلص من الماء باستعمال مصادر الطاقة المتجددة.
ولعل هذا هو السبب الذي يضع هذا الوقود في مرمى الانتقادات من حيث تكلفة إنتاجه الباهظة، واستهلاكه كميات كبيرة من الكهرباء النظيفة.
ومع ذلك، يعدّ هذا الوقود المحايد كربونيًا خيارًا مثاليًا لمنتجي سيارات الوقود الأحفوري في أوروبا، لتوافقه مع الدعوات التي تطالب بعدم حظر محركات الاحتراق الداخلي نهائيًا، والسماح بتشغيلها بمصادر وقود منخفضة الكربون.
موضوعات متعلقة..
- الوقود الاصطناعي أغلى 100 مرة من البنزين.. لماذا تؤيده ألمانيا؟
- فولكس فاغن تتراجع عن تعهدها بالتخلي عن سيارات البنزين بحلول 2035
- بالأرقام.. وزن السيارات الكهربائية خطأ مميت يهدد سلامة الطرق
- الاتحاد الأوروبي يمنح سيارات الوقود الأحفوري قبلة الحياة بخطة جديدة
اقرأ أيضًا..
- لماذا تتراجع أسعار النفط رغم الخفض الطوعي لبعض دول أوبك+؟ أنس الحجي يجيب
- خط أنابيب نفط شرق أفريقيا حلم يراود الكونغو.. هل تحققه توتال إنرجي؟
- خطة التنقيب عن النفط والغاز في الأردن خلال 2023 (خاص)