التقاريرتقارير الكهرباءتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةكهرباءمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

تحويل النفايات إلى طاقة يوفر حلًا ملهمًا لأزمة تراكم المخلفات عالميًا (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • توقعات بزيادة تراكم النفايات العالمية إلى 3.4 مليار طن بحلول 2050
  • أنظمة إدارة النفايات حاليًا غير كافية للتعامل مع حجمها
  • محطات تحويل النفايات إلى كهرباء ستصبح أكثر أهمية مستقبلًا
  • المملكة المتحدة وآسيا الأبرز في تحويل النفايات إلى طاقة

تتعدد فوائد تحويل النفايات إلى طاقة ما بين حل مشكلة التخلص من المخلفات المتراكمة، ومن ثم تقليل الانبعاثات، والمساهمة في توفير مزيد من الخيارات أمام توليد الكهرباء والنقل وغيرها من الاستعمالات، عبر استبدال الوقود الأحفوري.

وأوضح تقرير حديث أن هناك زيادة مطّردة سنويًا في تراكم النفايات العالمية، والتي من المتوقع أن تصل إلى 3.4 مليار طن بحلول عام 2050، مقابل 2.4 مليار طن في عام 2022، وفق ما نشرت شركة الأبحاث وود ماكنزي.

وحذّرت الشركة من أن تراكم النفايات يتسبب في إطلاق انبعاثات ضارة بالبيئة، في الوقت الذي يمكن استغلالها مصدرًا للطاقة، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

إيجابيات استغلال النفايات

ترى وود ماكنزي أن أنظمة إدارة النفايات حاليًا غير كافية للتعامل مع حجم النفايات التي تزداد بشكل مطّرد سنويًا حول العالم، مؤكدة أن محطات معالجة النفايات لا تقلل من حجمها بصورة كبيرة، بل ينتهي بها المطاف إلى دفن 90% منها.

تحويل النفايات إلى كهرباء حلًا مهمًا لمواجهة تراكمها
وحدة لإنتاج الكهرباء من النفايات- أرشيفية

وتتوقع أن تصبح محطات تحويل النفايات إلى طاقة أكثر أهمية خلال العقود المقبلة، موضحة أن 70% من النفايات العالمية مناسبة لتدويرها وتحويلها لهذا الغرض.

وفي حالة معالجة جميع النفايات العالمية في الوقت الراهن للحصول على كهرباء ووقود نظيف، فإنها ستعادل كميات الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية، ولكن تُستغل حاليًا 11% فقط من النفايات.

ومع اتجاه العديد من الدول إلى اعتماد تقنيات تحويل النفايات إلى طاقة، من المتوقع بحلول عام 2050 تحويل 50% من المخلّفات إلى طاقة تعادل 63.5 مليون طن نفط مكافئ.

ويشهد العالم تباينًا في اعتماد تلك التقنية، ما بين تباطؤ وتعطيل تقدّمها في بعض الدول، مقابل موجة جديدة من النمو تشهدها دول أخرى.

وعلى سبيل المثال، تشهد دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ محاولات لاستكشاف فرص تحويل النفايات إلى طاقة، في محاولة منها لمواجهة الآثار البيئية والصحية لدفن النفايات.

لماذا تعد التقنية مهمة؟

يعدّ من أسباب اهتمام العديد من دول العالم بتقنية تحويل النفايات إلى طاقة باستعمالاتها المختلفة سواءً لتوليد الكهرباء أو وقود للنقل، هو الحاجة الملحّة لمعالجة تراكم النفايات في السنوات المقبلة، مع حظر استيرادها ودفنها.

وفي الدول النامية، تمثّل مكبّات النفايات المفتوحة 96% من عمليات التخلص من المخلّفات، مقارنة بـ2% فقط في الدول الغنية.

ورغم أنها من الدول الغنية، فإن الولايات المتحدة تستعمل 13% فقط من النفايات الصلبة لتحويلها إلى كهرباء، وفي المقابل تدفن أكثر من نصفها (53%).

وتمثّل الكهرباء المولدة من حرق النفايات الصلبة نسبة أقلّ من 1% من إجمالي توليد الكهرباء في الولايات المتحدة، وفق المعلومات التي اطلّعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

وأرجع التقرير ذلك إلى أن إمكانات نمو السوق الأميركية سلبية، نتيجة الحوافز الضئيلة للغاية التي تشجع على عدم تحويل الأراضي إلى مكبات للنفايات.

وعلى الجهة الأخرى، جاءت المملكة المتحدة في مقدمة الدول التي تحقق فيها محطات تحويل النفايات إلى طاقة بصفة خاصة نموًا سريعًا، بدعم من البنية التحتية وتعريفات التغذية الكهربائية وغيرها من السياسات المحفزة.

كما تحقق مشروعات تحويل النفايات إلى طاقة في آسيا موجة جديدة من النمو بفضل تغيير السياسات، بقيادة الصين التي تتمتع بأكبر إمكانات في القارة.

وتستهدف الصين التخلص من 50% من النفايات بحلول عام 2030، إذ تدعم حكومة البلاد مشروعات تلك التقنية بصورة كبيرة.

وذكر التقرير أن هناك دولًا تعاني من فرض قيود على الأراضي، فعلى سبيل المثال، تفرض هولندا والدنمارك واليابان وسنغافورة ضرائب على مكبات النفايات، ومن ثم تحدث معدلات حرق أعلى بكثير للنفايات.

وفي الوقت ذاته، تفرض الدنمارك ضريبة مرتفعة على حرق النفايات، ما يؤدي إلى إعادة تدوير نصف نفايات البلاد تقريبًا.

بينما تعاني بعض الدول من ردّ فعل محلّي ضد محطات تحويل النفايات إلى طاقة كهربائية، فمثلًا بعد تحديد الحكومة الإندونيسية هدفًا لقدرة 200 ميغاواط من تلك التقنية بحلول العام الماضي (2022)، أدت المعارضة المحلية إلى حظر تلك المشروعات من المحكمة العليا في البلاد.

بديل منخفض الكربون ولكنه مكلف

توفر مشروعات تحويل النفايات إلى طاقة مجموعة من الخيارات، ومنها التقاط الغاز الحيوي الناتج عن التحلل البكتيري للمواد العضوية في مدافن النفايات بتكلفة منخفضة، ومعالجته إلى غاز طبيعي متجدد يُعتمد عليه وقودًا نظيفًا للنقل.

ويمكن كذلك توليد الكهرباء من حرق النفايات الصلبة، واستعمال الرماد في صناعة البناء، وفق التقرير، الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.

تجدر الإشارة إلى أن محطات تحويل النفايات إلى كهرباء تعتمد على تحويل النفايات إلى بخار يؤدي إلى تشغيل توربين بخاري لتوليد الكهرباء.

كما يُستعمل الوقود المستخلص من النفايات في العديد من الصناعات بديلًا منخفض الكربون للوقود الأحفوري.

ومن بين هذه الاستعمالات المختلفة للطاقة المولدة من المخلّفات، تعدّ مشروعات تحويل النفايات إلى كهرباء مكلفة للغاية، ومع ذلك هناك 20 غيغاواط من سعة الكهرباء المركبة عالميًا تعتمد على النفايات، مع التوقع أن ترتفع إلى 142 غيغاواط بحلول عام 2050 لمواجهة الارتفاع المتزايد في حجم النفايات.

وتوضح بيانات وود ماكنزي أن قيمة أصول محطات تحويل النفايات إلى كهرباء تبلغ 180 مليار دولار في الوقت الراهن، على أن ترتفع إلى 1.3 تريليون دولار بحلول عام 2050.

وأشارت شركة الأبحاث إلى أن التغيرات الثقافية والسياسات الداعمة سيكون لها تأثيرات كبيرة في إدارة النفايات.

الإمارات تفتتح أول محطة بالشرق الأوسط

تأتي الإمارات في مقدمة الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط، التي تسعى إلى تنفيذ محطات لتحويل النفايات إلى طاقة.

وفي شهر مايو/أيار الماضي، افتتحت الإمارات محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة، لتسهم في تحويل نفايات الشارقة بعيدًا عن مكبات النفايات بشكل كامل واستغلالها، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويرصد الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، أبرز المعلومات عن محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة:

محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة تُسهم في تحقيق حيادية الكربون

وتُحول محطة الشارقة 300 ألف طن من النفايات سنويًا وحرقها إلى طاقة، ما يسهم في رفع نسبة تحويل النفايات من 76% إلى 100%.

وتبلغ القدرة الإنتاجية لمحطة الشارقة نحو 30 ميغاواط من الكهرباء منخفضة الكربون، لتزوّد نحو 28 ألف منزل في الإمارات بالكهرباء، كما تسهم في توفير 45 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا.

ونتيجة لذلك تسهم محطة الشارقة في منع انبعاث 450 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وفق المعلومات التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

وبالتوازي، تشهد إمارة دبي تنفيذ إحدى أكبر محطات العالم لتحويل النفايات الصلبة إلى طاقة كهربائية، باستثمارات تبلغ 4 مليارات درهم (1.08 مليار دولار).

ومن المقرر أن تكون المحطة قادرة على معالجة 5.666 ألف طن من النفايات البلدية الصلبة التي تُنتجها الإمارة يوميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق