لماذا تتراجع أسعار النفط رغم الخفض الطوعي لبعض دول أوبك+؟ أنس الحجي يجيب (صوت)
أحمد بدر
فسّر مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أسباب انخفاض أسعار النفط الخام خلال المدة الأخيرة، والذي دفع خام برنت إلى السبعينيات.
وأوضح الحجي، في حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها بموقع تويتر تحت عنوان "مفاجآت أسواق النفط.. لا تتوقف"، أنّ عددًا من دول تحالف أوبك+ الكبيرة أعلن خفضًا طوعيًا للإنتاج بمقدار 1.66 مليون برميل يوميًا.
وقال: "يضاف هذا الخفض إلى ما أُعلن في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي (2022)، من خفض لسقف الإنتاج، ولكن على الرغم من ذلك، انخفضت أسعار النفط بشكل كبير، وتراجع خام برنت إلى السبعينيات".
وأشار إلى الفارق بين الإنتاج الفعلي وسقف الإنتاج، فسقف الإنتاج انخفض بنحو مليوني برميل يوميًا، بينما الخفض الطوعي ليس من الواضح مقداره الحقيقي الآن، ورغم ذلك تراجعت أسعار النفط.
لماذا انخفضت أسعار النفط؟
قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن إعلان الخفض الطوعي كان مفاجئًا للأسواق، إلا أن متابعي البرنامج يعلمون أن التقارير منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفي يناير/كانون الثاني الماضي، تركّز على فكرة أنه يجب على أوبك وأوبك+ القيام بهذا الخفض في الربع الأول من 2023.
وتابع: "كان معروفًا منذ البداية أنه ستحدث مشكلات كبيرة خلال الربع الأول من 2023، وأنه على دول أوبك وتحالف أوبك+ خفض الإنتاج، وإلّا فإن الأسعار ستنخفض"، لافتًا إلى أن ما ذُكِر يعارض آراء العديد من المحللين في السوق.
وأشار إلى أنه كان واضحًا تمامًا منذ شهر مارس/آذار الماضي 2022، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، أن الإنتاج الروسي لن ينخفض في الشهور التالية لذلك، وأن صادرات روسيا لن تنخفض أيضاً، بينما كان كبار المحللين وغيرهم يتكلمون عن انخفاض كبير في إنتاج روسيا وصادراتها وقتئذ..
ثم جاء انفتاح الصين الذي اقنع كثير من الخبراء أنه سيؤدي إلى زيادة الطلب على النفط بشكل كبير، ومن ثم سترتفع أسعار النفط بشكل كبير، لافتًا لتنبيهه منذ شهر ديسمبر الماضي إلى أن هذا الانفتاح سيؤدي إلى ارتفاع الطلب في قطاع المواصلات فقط، بينما سينمو طلب القطاعات الأخرى لاحقا.
وأشار الدكتور أنس الحجي إلى أن الاقتصاد الصيني ضعيف، ويحتاج إلى وقت طويل للتعافي، ومن ثم فإن أثر الانفتاح محدود، ولن ترتفع الأسعار بالشكل الذي يقول عنه هؤلاء، فمن جهة هناك موضوع النفط الروسي، ومن جهة أخرى هناك الطلب الصيني على النفط حيث أكد أنه كان هناك مبالغات في كلاهما من قبل المحللين.
التجارة الخارجية للنفط والغاز
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، الدكتور أنس الحجي، إن هناك تغيرات دولية حدثت في تجارة النفط والغاز، وأدت إلى تراجع أسعار النفط، إذ إن هناك إشكالات حدثت بسبب العقوبات، ورغبة روسيا في تحويل صادراتها إلى دول أخرى.
وبيّنَ الحجي أن هناك أزمة أخرى، وهي تدهور نوع البيانات الموجودة في السوق، وهو ما جعل تحليل هذه البيانات صعبًا على الكثيرين في هذه الحالة، ما أدى بدوره إلى تقارير خاطئة كثيرة في السوق، ونعلم هذه النتائج حاليًا.
ونتيجة لسوء البيانات، بحسب الدكتور أنس الحجي، يصل النفط الروسي حاليًا إلى كل أصقاع الأرض، رغم كل العقوبات، إذ إنه يصل إلى الولايات المتحدة وأغلب دول الاتحاد الأوروبي، التي تفرض عليه عقوبات من جهة، وتستورده من جهة أخرى.
وأوضح أن دول الاتحاد الأوروبي تشتري المنتجات النفطية من الهند والصين وبعض الدول الأخرى التي تصنع النفط الخام الروسي، وهناك بعض دول أوبك وأوبك+ تستورد النفط الروسي والمنتجات النفطية الروسية، وتعيد تصديرها، بما فيها دول عربية.
وأضاف خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي: "كل هذه التغيرات الكبيرة في اتجاه التغيرات الدولية سبّبت مشكلات لمن لا يعرف تفاصيلها، ولكن الفكرة أن هناك معروضًا كافيًا، والطلب على النفط أقلّ مما كان متوقعًا".
وتابع: "المشكلة أن هناك توقعات، خاصة من منظمات دولية كبيرة، كانت أعلى من الحقيقة، ومن ثم مع الزمن خفضت هذه التوقعات، لكن الطلب على النفط نفسه لم ينخفض، وما زال في زيادة، لكن بمعدلات أقلّ مما كان متوقعًا".
موضوعات متعلقة..
- "الطاقة" تعيد نشر توقعات أسعار النفط لـ10 خبراء.. الرؤية تتحقق بعد 4 أشهر
- تقرير يتوقع ارتفاع أسعار النفط إلى 105 دولارات.. متى يحدث ذلك؟
- أسعار النفط الخام تعمق خسائرها لأكثر من 4%.. وبرنت تحت 73 دولارًا - (تحديث)
اقرأ أيضًا..
- أفريقيا والشرق الأوسط تقود طفرة خطوط أنابيب النفط الجديدة.. ودولة عربية بالقائمة
- الطاقة المتجددة في المغرب تحقق إنجازًا جديدًا خلال 2022 (إنفوغرافيك)
- هل ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري يهدد التحول إلى الطاقة الخضراء؟
امريكا تأخذ نفط العراق وليبيا واليمن بلاش بلوشي ولا تحتاج تشتري اكيد بينخفض النفط