توتال إنرجي تشتكي جشع المقاولين بمشروع الغاز المسال في موزمبيق
استغلوا هجوم المسلحين ويطالبون بتكاليف باهظة
رجب عز الدين
ما زالت شركة توتال إنرجي الرائدة في إنتاج النفط والغاز عالميًا، تسعى إلى استئناف أعمال تطوير مشروع الغاز المسال في موزمبيق، وسط تحديات تحيط بالتكلفة بعد رفع حالة القوة القاهرة عن المشروع.
وقالت الشركة الفرنسية إنها تواجه خلافات حول التكلفة مع المقاولين في المشروع؛ ما أدى إلى تعقُّد الموقف فيما يتعلق بتحديد تاريخ استئناف العمل، وفقًا لوكالة رويترز.
وأعلنت توتال إنرجي حالة القوة القاهرة بالنسبة للمشروع في أبريل/نيسان 2021، بعد هجوم مسلحين مرتبطين بتنظيم داعش على مقاطعة كابو ديلغادو شمال موزمبيق؛ حيث يقع المشروع، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتعني حالة القوة القاهرة حدوث ظروف خارجة عن إرادة أحد المتعاقدين أو كليهما، تمنعه من الوفاء بالالتزامات تجاه الآخرين، وهي حالة مشهورة يواجهها قطاع النفط والغاز في البلاد ذات الوضع الأمني الهش.
رفع القوة القاهرة
استمر توقف عمليات تطوير مشروع الغاز المسال في موزمبيق لمدة عامين تقريبًا، بسبب استمرار اضطراب الأحوال الأمنية في البلاد، إلى أن تحسنت الظروف ورفعت الشركة حالة القوة القاهرة منذ فبراير/شباط 2023.
وتشتكي توتال إنرجي في الوقت الحالي من جشع المقاولين في تقديراتهم لتكلفة المشروع بعد انقطاع التطوير لمدة عامين؛ ما يعوقها عن إطلاق عملية استئناف الأعمال المرتقبة.
وطالب الرئيس التنفيذي للشركة باتريك بويانيه، بعض المقاولين بأن يكونوا عقلانيين في مطالبهم وتقديراتهم لزيادة التكاليف، متهمًا بعضهم بمحاولة الاستفادة من أوضاع الاضطراب السابقة بصورة غير مقبولة.
المقاولون مستغلون
قال بويانيه: "لقد دفعنا ما كان علينا دفعه بسبب إيقافنا للمشروع، وعلينا إعادة تشغيله، لكننا لن نقبل بدفع تكاليف أخرى نراها غير مستحقة، ولا نرى سببًا يجعلنا ندفع أكثر مما دُفع".
وطمأن رئيس موزمبيق فيليبي نيوسي الشركات العاملة في المشروع، هذا الأسبوع، بأن مقاطعة كابو ديلغادو أصبحت آمنة بما يكفي لاستئنافهم أعمالهم دون خوف.
كما أعلنت مجموعة سايبم الإيطالية المتخصصة في خدمات حقول النفط والغاز، استعدادها لاستئناف العمل مع توتال إنرجي في يوليو/تموز 2023.
توتال إنرجي مترددة
لم تصل توتال وشركاء المشروع إلى موعد محدد لاستئناف العمل بعد، إلا أنها ربطت ذلك بإطلاعها على تقرير خاص بالوضع الإنساني على الأرض، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وكان من المقرر الانتهاء من هذا التقرير، نهاية فبراير/شباط 2023، لكنه لم يستكمل حتى الآن، ولم تحدد توتال موعدًا محددًا لانتهائه، وفقًا لتصريح حديث صادر من المتحدث باسم الشركة الفرنسية يفيد بأن التقرير ما زال في طور الإعداد.
وأربكت حالة القوة القاهرة وهجوم المسلحين على المشروع خطط شركة توتال إنرجي التي كانت تطمح إلى تصدير أول شحنة غاز مسال منه في عام 2024.
20 مليار دولار
تبلغ تكلفة هذا المشروع قرابة 20 مليار دولارًا، مع خطط لإنتاج ما يصل إلى 43 مليون طن من الغاز سنويًا عبر مراحل ستُنَفذ بالتنسيق مع الشركاء.
ورغم خلافات توتال مع المقاولين العاملين في مشروع الغاز المسال في موزمبيق؛ فإنها لا تشعر بالقلق من تأجيل عملية الاستئناف؛ لأسباب تعود إلى تمسك المتعاقدين المستقبليين بالشراء وعدم رغبتهم في الانسحاب.
وترتبط توتال بتعاقدات طويلة الأجل مع مشترين آسيويين ويابانيين لشراء كميات كبيرة من غاز مشروع موزمبيق الرائد، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
هل ينسحب المتعاقدون؟
أبدى الرئيس التنفيذي باتريك بويانيه، استعداد شركته للتعامل مع أي حالات انسحاب محتملة من المشترين المتعاقدين على غاز المشروع الذي يقع في موقع متميز على المحيط الهندي يجعله جاذبًا لشهية السوق على حد تعبيره.
وتراهن موزمبيق ذات الـ33 مليون نسمة، على هذا المشروع الرائد لتحسين اقتصادها الذي لا تتجاوز قيمته الإجمالية الحالية حاجز الـ15 مليار دولار.
وتتمتع موزمبيق بموقع جغرافي متميز جنوب شرق أفريقيا إضافة إلى إطلالاتها على المحيط الهندي من الشرق؛ ما ساعدها في جذب استثمارات أجنبية في قطاع النفط والغاز تجاوزت 60 مليار دولار حتى عام 2023.
وتمتلك توتال إنرجي الحصة الأكبر (26.5%) في المشروع، بينما تستحوذ شركات من اليابان وتايلاند والهند، إضافة إلى شركة موزمبيقية، على الحصص المتبقية بنسب تتراوح من 8.5% إلى 20%، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- توتال إنرجي تعيّن طبيبًا لتقييم مشروع الغاز المسال في موزمبيق
- توتال إنرجي متهمة بـ"الغسل الأخضر".. والشركة الفرنسية ترد
- توتال إنرجي تعزز اكتشافاتها النفطية قبالة سواحل ناميبيا
- قفزة قياسية في أرباح توتال إنرجي إلى 20.5 مليار دولار خلال 2022
اقرأ أيضًا..
- خبراء يتحدثون لـ"الطاقة" عن سبب انخفاض أسعار النفط وهل فشلت خطة أوبك+؟
- انطلاق سباق التعدين في أعماق البحار لأول مرة منذ الستينيات (تقرير)
- الجزائر وسوريا توقّعان على محضر محادثات في مجال الطاقة والمناجم