شبكة الكهرباء في بولندا توقف مصادر الطاقة المتجددة للمرة الثانية في تاريخها
محمد عبد السند
سارعت شبكة الكهرباء في بولندا إلى اتخاذ ما يلزم من أجل تأمين إمدادات الكهرباء، بعدما ارتأت أن زيادة المعروض من الطاقة المتجددة تمثّل تهديدًا وشيكًا لأمن تلك الإمدادات.
وتستهدف وارسو رفع حصة المصادر المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني إلى 51% بحلول عام 2040.
وفي هذا الصدد، أوقفت مشغّل شبكة الكهرباء في بولندا محطات الطاقة الشمسية ومزارع الرياح التابعة لها مؤقتًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، نتيجة المعروض الزائد من الطاقة المتجددة؛ ما يهدد الشبكة في البلاد، حسبما أورد موقع فوكس بزنس.
وفي بيان صادر الأحد 23 أبريل/نيسان (2023)، قالت "بي إس إي"، الشركة المُشغّلة لشبكة الكهرباء في بولندا: "فيما يتعلق بأمن معروض الكهرباء، نودّ أن نُخطركم بغلق مصادر الطاقة الشمسية".
وأوضحت "بي إس إي" أن الطقس المشمس الذي كان سائدًا خلال عطلة نهاية الأسبوع أدّى إلى زيادة إنتاج الكهرباء المولدة من الألواح الشمسية خلال انخفاض الطلب، حسب معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
زيادة المعروض
ذكرت "بي إس إي" أن نطاق المعروض الزائد من الكهرباء قد تجاوز 3 غيغاواط؛ ما يستلزم بالضرورة خفض سعة مصادر الطاقة المتجددة، من بينها تلك المتصلة بالشبكة ذات الجهد المتوسط، وتلك المتصلة بالشبكة ذات الجهد المنخفض.
وتابعت: " الإجراءات التي اتخذتها (بي إس إي) تستهدف ضمان التشغيل الآمن لمنظومة الكهرباء الوطنية".
وأضافت "بي إس إي" أنها "لا تتوقع أيّ أعطال في إمدادات الكهرباء للعملاء".
ويُعدّ إيقاف مصادر الطاقة الشمسية عن شبكة الكهرباء في بولندا مؤخرًا المرة الثانية من نوعه منذ سبتمبر/أيلول (2022)، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
تحديثات ضرورية
في أوائل أبريل/نيسان (2023)، أقرّ مسؤولون حكوميون بأن شبكة الكهرباء في بولندا ستحتاج إلى تحديثات ضخمة إذا أُريدَ لها أن تواكب عمليات نقل الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، و-أيضًا- الطاقة النووية.
وتُنتج بولندا نحو 70% من احتياجاتها من الكهرباء من الفحم، وهي تعمل –الآن- على استحداث إستراتيجية طاقة جديدة منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت شرارتها الأولى في 24 فبراير/شباط (2022)، بُغية تخفيف اعتمادها على الوقود الأحفوري.
وقال الرئيس التنفيذي لـ "بي إس إي" توماس سيكورسكي، إن بلاده بحاجة لأن تضخ استثمارات بأكثر من 116 مليار دولار في شبكات تحويل الكهرباء بحلول عام 2040.
وتستهدف الإستراتيجية الجديدة التي تتبنّاها بولندا توليد قرابة ثلاثة أرباع الكهرباء في البلاد من مصادر حيادية الكربون، من بينها الطاقة المتجددة والطاقة النووية.
زيادة سعة المصادر المتجددة
تشهد بولندا طفرة في موارد الطاقة الشمسية السنوات الأخيرة، وفي العام الماضي (2022)، استحوذت بولندا على ثلث سعة الطاقة الشمسية الجديدة في بلدان الاتحاد الأوروبي، لتحتلّ المرتبة الثالثة بعد كل من ألمانيا وإسبانيا، حسبما ذكر موقع "نوتس فروم بولندا".
في عام 2022، سجلت بولندا زيادة بأكثر من الضعف في سعة الكهرباء المولّدة من المصادر المتجددة -من الألواح الشمسية بصفة رئيسة-.
وبالمثل، شهدت بولندا وفرة في الكهرباء المولدة بالرياح خلال العقد الماضي، رغم أن تلك السعة انخفضت منذ عام 2016، بفعل القيود المفروضة على الأماكن التي يمكن تركيب توربينات الرياح فيها.
وتسعى الحكومة البولندية في الوقت الراهن لتخفيف تلك القيود، بجانب إنشاء أول مزارع رياح بحرية في البلاد.
وفي مارس/آذار (2023)، حذّر رئيس مكتب تنظيم الطاقة في البلاد "يو آر إي" من أن "منظومة الكهرباء تتطلب تعديلًا عاجلًا" لمواكبة الزيادة في مصادر الطاقة المتجددة، لا سيما التركيبات متناهية الصغر.
وفي أوائل أبريل/نيسان (2023)، كشفت الحكومة البولندية النقاب عن خطط لرفع مساهمة المصادر المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني إلى 51% بحلول عام 2040، بزيادة من 17% في عام 2021.
موضوعات متعلقة..
- أميركا تدعم تصميم مفاعلات نووية صغيرة في بولندا
- الكهرباء في بولندا.. خطط التوسع في محطات الغاز تبدد آمال الوصول للحياد الكربوني
- الأردن يبحث التعاون مع بولندا في مشروعات الطاقة المتجددة وتخزين الكهرباء
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية 35% خلال 2023
- بناء أول مزرعة سمكية في توربين رياح بحري
- مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري يواجه تحديات.. وخبير: لا طائل من ورائه