شهد استهلاك الوقود في الجزائر، خلال العام الماضي (2022)، قفزة كبيرة تجاوزت حاجز الـ3%، وهو ما أرجعته سلطة ضبط المحروقات إلى انتعاش البلاد اقتصاديًا.
وأعلن رئيس سلطة ضبط المحروقات رشيد نديل، اليوم الأحد 23 أبريل/نيسان (2023)، أن الاستهلاك المحلي للوقود بلغ نحو 17.7 مليون طن خلال العام الماضي، بزيادة 3% عن استهلاك العام السابق له (2021)، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الجزائرية.
وأرجع نديل ارتفاع استهلاك الوقود في الجزائر إلى الانتعاش الاقتصادي الذي تشهده الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، ولا سيما في قطاعي الخدمات والصناعة، وقطاعات أخرى، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
نمو استهلاك الوقود في الجزائر
قال رئيس سلطة ضبط المحروقات في الجزائر رشيد نديل، إنه يتوقع أن يتواصل نمو استهلاك الوقود في البلاد خلال السنوات المقبلة، ليصل إلى نحو 41 مليون طن بحلول عام 2050، بزيادة 3 ملايين طن سنويًا، لافتًا إلى أن قدرات الإنتاج الوطنية قادرة على تلبية هذا الطلب.
وأوضح نديل أنه خلال العام المنصرم 2022، بلغ استهلاك المازوت في البلاد نحو 10.1 مليون طن بزيادة تقدر بأكثر من 4% مقارنة بالعام السابق له 2021، وهو الاستهلاك الذي أكد أنه مرشح للزيادة؛ نظرًا إلى النمو الاقتصادي الذي تشهده الدولة.
وأضاف: "الطاقة الإنتاجية للمازوت تقدر بنحو 9 ملايين طن سنويًا، ومن المرجح أن تبلغ 12.5 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، مع دخول مشروع سكيكدة لتحويل "الفيول" إلى مازوت حيز الإنتاج في عام 2028؛ ما يسهم في رفع الإنتاج بقرابة 4 ملايين طن".
وفيما يتعلق باستهلاك غاز النفط المسال؛ فقد ارتفع استهلاك هذا الوقود بنسبة 20%؛ إذ بلغ نحو 1.5 مليون طن خلال العام الماضي 2022، في مقابل 1.2 مليون طن خلال العام السابق له 2021، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ولفت رئيس سلطة ضبط المحروقات في الجزائر إلى تراجع استهلاك البنزين، بنحو 2.26%؛ إذ بلغ 3.3 مليون طن مقارنة بنحو 3.4 مليون طن خلال 2021، ويرجع هذا الانخفاض إلى ارتفاع استهلاك غاز النفط المسال في صورة وقود، والذي من المتوقع أن يزيد إلى 6.8 مليون طن بحلول عام 2050.
وبلغ استهلاك وقود الطائرات 468 ألف طن خلال 2022، مقابل 297 ألف طن خلال 2021 بزيادة 58%، بينما بلغ استهلاك الوقود البحري نحو 219 ألف طن، مقابل انخفاض استهلاك "البوتان" و"البروبان" بنسبة 2.26%.
مصافي التكرير وترشيد الاستهلاك
أشاد رئيس سلطة ضبط المحروقات في الجزائر رشيد نديل، بجهود مصافي التكرير الحالية الـ5 في البلاد، والتي أصبح في إمكانها زيادة الإنتاج بنحو 300 ألف طن سنويًا، بالإضافة إلى مخطط شركة سوناطراك لعام 2025، لزيادة الإنتاج إلى 500 ألف طن سنويًا.
ولفت نديل إلى أن هناك ضرورة لتقليص استهلاك الوقود في الجزائر، من خلال تبني المواطن عقلية الترشيد، موضحًا أن لترًا واحدًا من الوقود المقتصد، يمكن تصديره إلى الأسواق الخارجية ليتحول إلى عملة صعبة؛ ما يفيد الاقتصاد الوطني والمواطن.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، أبرز الأرقام المتعلقة بالمحروقات في الجزائر، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا:
وأضاف رشيد نديل: "انخفاض أسعار المنتجات النفطية في الجزائر يشجع على استهلاكها؛ لذلك لا بد من إعادة النظر في هامش الأسعار، من خلال تفعيل أسلوب الدعم المباشر الموجّه للفئات الاجتماعية المستحقة، من العائلات ذات الدخل الضعيف والمحدود".
ومن المنتظر، وفق نديل، أن تطرح سلطة ضبط المحروقات، خلال أيام، منصة للمستثمرين الراغبين في الحصول على تراخيص، لتقليص مدة دراسة الملفات وخلق اتصال مباشر مع المتعاملين، بجانب برنامج تنظيمي داخلي لتحديد مواقع المنشآت النفطية، للمساعدة في وضع مخطط وطني للاستثمارات النفطية.
موضوعات متعلقة..
- غاز النفط المسال.. الخلاف الجزائري المغربي يضرب تدفقات تجارة الوقود
- تراجع استهلاك الوقود في الجزائر بنسبة 12% في 2020
- لأوّل مرّة منذ 10 سنوات.. الجزائر تصدر كميات من البنزين والمازوت
اقرأ أيضًا..
- تلوث الرمال النفطية يقتل الأحياء البرية في ألبرتا الكندية.. ومنظم الطاقة يفتح التحقيق
- أبرز حقول النفط والغاز المشتركة بين السعودية وإيران (تقرير)
- أميركا تتبنى احتجاز الكربون وتخزينه بمحطات الكهرباء العاملة بالغاز