صادرات النفط القازاخستاني تتجاوز أزمة المرور عبر روسيا
زيادة كبيرة في الإمدادات خلال الربع الأول من 2023
شهدت صادرات النفط القازاخستاني بعيدًا عن روسيا انتعاشًا، خلال الربع الأول من العام الجاري (2023)، مع مساعي نور سلطان لإيجاد منافذ بديلة لتسويق خاماتها بعيدًا عن موسكو التي تخضع لعقوبات غربية.
وعززت قازاخستان صادراتها النفطية متجاوزة روسيا، في الربع الأول من عام 2023، في الوقت الذي تسعى فيه لتقليل اعتمادها على جارتها الواسعة، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى الرغم من أن صادرات النفط القازاخستاني عبر بحر قزوين والقوقاز صغيرة نسبيًا؛ فإنها ارتفعت بشكل حاد منذ أن بدأت موسكو ما تسميه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الماضي.
وتُعد قازاخستان من أكبر الدولة الحبيسة جغرافيًا في العالم، رغم اتساع مساحتها إلى 2.7 مليون كيلومتر مربع، ما تضطر صادراتها النفطية إلى استعمال البحر الأسود في روسيا للعبور إلى أوروبا والأسواق العالمية.
طرق جديدة للتصدير
تسير قازاخستان، التي لديها أطول حدود برية مع روسيا مقارنة بأي دولة سوفيتية سابقة، في خط دقيق لتقليل الاعتماد على روسيا دون تنفير جارتها.
ورفض الرئيس قاسم جومارت توكاييف الاعتراف بالمناطق التي ضمتها روسيا في أوكرانيا وسعى للحد من اعتماد النفط القازاخستاني على روسيا، بما في ذلك شبكتها الضخمة من أنابيب النفط والمواني.
وأظهرت البيانات أن إمدادات النفط من ميناء أكتاو على بحر قزوين إلى باكو الأذربيجانية، الطريق الوحيد الرئيس الذي لا يمر عبر روسيا، قفزت إلى 163.436 طنًا (1.16 مليون برميل) في المدة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار من 28875 طنًا (205 آلاف برميل) في المدة نفسها من عام 2022.
ومن المقرر أن تبلغ تدفقات النفط القازاخستاني عبر خط أنابيب النفط "باكو- تبيليسي- جيهان" نحو 1.5 مليون طن (10.7 مليون برميل) من النفط في عام 2023، في إطار الاتفاق الذي وقعته نور سلطان مع باكو.
وأشارت شركة النقل الحكومية في قازاخستان (قاز مور ترانس فلوت) إلى إرسال 104 آلاف طن من النفط إلى خط أنابيب "باكو – تبيليسي - جيهان" في المدة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار.
وتزود قازاخستان الصين بأكثر من 80 ألف طن (570 ألف برميل) من النفط شهريًا، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي العام الماضي، بلغت صادرات النفط القازاخستاني عبر طرق أخرى غير روسيا 1.8 مليون طن (36 ألف برميل يوميًا)، بزيادة 638 ألف طن عن عام 2021.
* طن النفط يعادل 7.1 برميلًا.
العقوبات الغربية
لا يخضع النفط القازاخستاني للعقوبات الغربية، على عكس الخام الروسي، رغم أن العقوبات تسببت في مشكلات لبعض المنتجات القازاخستانية.
وقال تاجر غربي يتعامل مع النفط من قازاخستان: "المواني الروسية لا تزال سامة بالنسبة للمشترين الأوروبيين؛ لذا فإن رجال النفط يؤدون دورها بأمان ويبحثون عن طرق لا علاقة لها بخط أنابيب النفط الذي تديره ترانسنفط الروسية، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
ويظل الطريق الرئيس والأكثر ربحية لصادرات النفط من قازاخستان هو اتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين (سي بي سي)، الذي يمد السوق العالمية عبر محطة روسية على البحر الأسود.
وانخفضت الإمدادات عبر خطوط أنابيب بحر قزوين بنسبة 1% العام الماضي إلى 51.99 مليون طن، لكنها ما زالت تمثل أكثر من 80% من إجمالي صادرات النفط القازاخستاني.
ولمدة 20 عامًا، شُحن نفط قازاخستان عبر خط أنابيب "سي بي سي" إلى ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود، ومنه إلى السوق العالمية.
وواجهت تدفقات النفط القازاخستاني عدة تحديات، خلال العام الماضي؛ إذ تعتمد نور سلطان على موسكو في تصدير الخام على الخارج، إلا أن الأخيرة تعرّضت لعقوبات غربية قلّصت من صادراتها في أعقاب حرب أوكرانيا.
وتمثّل صادرات النفط القازاخستانية أكثر من 1% من الإمدادات العالمية، أو ما يقرب من 1.4 مليون برميل يوميًا من الخام الأسود، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- تراجع صادرات النفط القازاخستاني إلى أميركا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا
- النفط القازاخستاني يتدفق إلى الأسواق العالمية عبر خطوط أذربيجان
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية ترسم خريطة طريق الحياد الكربوني في أستراليا (تقرير)
- أفضل أنواع الألواح الشمسية والعاكسات.. معايير تتيح لك الاختيار بعناية
- مصر تخطط لزيادة قطع الكهرباء في الصيف توفيرًا للغاز (خاص)
- أمين عام أوابك: 3 مشروعات غاز عربية مرتقبة.. وتكلفة إنتاج النفط في الخليج الأقل عالميًا (حوار)