مقالات التغير المناخيالتغير المناخيالمقالاتمقالات الهيدروجينهيدروجين

تركيا تركز على الهيدروجين لدعم إستراتيجية تحول الطاقة (مقال)

أومود شوكري - ترجمة: نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • تركيا قطعت خطوات كبيرة في تطوير مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية
  • • لتحقيق أهداف تحول الطاقة، تحتاج تركيا إلى التركيز على تطوير الهيدروجين بصفته مصدرًا للطاقة النظيفة
  • • تركيا تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري المستورد لتلبية احتياجاتها من الطاقة
  • • تركيا تمتلك إمكانات كبيرة للطاقة المتجددة، لا سيما في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح
  • • أحد المجالات الرئيسة التي تركّز عليها إستراتيجية الهيدروجين التركية هو النقل
  • • الحكومة التركية تدعم تطوير طرق إنتاج أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة

يؤدي الهيدروجين في تركيا دورًا مهمًا لضمان التنمية المستدامة ومكافحة التغير المناخي، إذ يُعدّ تحول الطاقة عملية ضرورية وحتمية يجب على جميع البلدان انتهاجها.

وأدركت أنقرة، مثل العديد من البلدان الأخرى، الحاجة للتحوُّل إلى مصادر الطاقة المتجددة لتقليل انبعاثات الكربون وتقليل الاعتماد على الطاقة المستوردة.

في السنوات الأخيرة، قطعت تركيا خطوات كبيرة في تطوير مصادر الطاقة المتجددة، مثل الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية.

لتحقيق أهداف تحول الطاقة، تحتاج أنقرة إلى التركيز على تطوير الهيدروجين مصدرًا للطاقة النظيفة.

وتعتمد تركيا بشكل كبير على الوقود الأحفوري المستورد لتلبية احتياجاتها من الطاقة، ما يجعلها عرضة لتقلبات الأسعار وتعطّل الإمدادات، وتبذل تركيا جهودًا لزيادة قدرتها على الطاقة المتجددة للحدّ من هذا الاعتماد.

وتمتلك أنقرة إمكانات كبيرة للطاقة المتجددة، لا سيما في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ولديها القدرة على إنتاج 50 غيغاواط من طاقة الرياح و126 غيغاواط من الطاقة الشمسية، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا).

إستراتيجية الهيدروجين في تركيا

يُعدّ الهيدروجين وقودًا انتقاليًا متعدد الاستعمالات، يمكن استعماله في مختلف القطاعات مثل النقل والصناعة وتوليد الكهرباء، وهو مصدر طاقة نظيف ومستدام لا ينتج عنه انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عند إنتاجه باستعمال مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية.

 الهيدروجين في تركيا
توربينات الرياح في منطقة باليكسير الغربية التركية – الصورة من إيتالجن

ويمكن استعمال الهيدروجين لإزالة الكربون من مختلف القطاعات والمساعدة في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ولقد أدركت تركيا إمكانات الهيدروجين بصفته مصدرًا للطاقة النظيفة، ووضعت إستراتيجية هيدروجين لدعم انتقال الطاقة لديها.

خلال العقد الماضي، أحرزت أنقرة تقدمًا كبيرًا في تطوير مصادر الطاقة المتجددة، مثل الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية.

وتُعدّ إستراتيجية الهيدروجين التركية خطوة حاسمة نحو تحقيق مزيج طاقة أكثر استدامة، ويتمتع تطوير الهيدروجين بصفته مصدرًا للطاقة النظيفة بإمكانات كبيرة لتقليل البصمة الكربونية لتركيا والحدّ من الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد.

إضافة إلى ذلك، يمكن أن يوفر إنتاج الهيدروجين الأخضر باستعمال مصادر الطاقة المتجددة مصدرًا مستدامًا ونظيفًا للطاقة لمختلف القطاعات مثل النقل والصناعة.

ويمكن أن يساعد استعمال الهيدروجين الأزرق مع تقنية احتجاز الكربون وتخزينه في تقليل الانبعاثات من قطاع الغاز الطبيعي.

وتحدد إستراتيجية الهيدروجين في تركيا، التي نُشرت في يناير/كانون الثاني الماضي، سلسلة من سياسات تحوُّل الطاقة لزيادة استعمال البلاد وإنتاج الهيدروجين في مزيج الطاقة لديها، لتقليل الانبعاثات بما يتماشى مع هدف البلد لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2053.

ووضعت الخطة التفصيلية المنشورة هدفًا للقدرة المركبة للمحلل الكهربائي، لتصل إلى 2 غيغاواط في عام 2030، و 5 غيغاواط في عام 2035.

وقد حددت الحكومة التركية هدفًا لإنتاج 1 غيغاواط من الهيدروجين بحلول عام 2023، و 10 غيغاواط بحلول عام 2030.

وتركز إستراتيجية الهيدروجين التركية على تطوير الهيدروجين الأخضر، الذي يُنتَج من خلال التحليل الكهربائي للمياه باستعمال مصادر الطاقة المتجددة، مثل الرياح والطاقة الشمسية.

ويعدّ الهيدروجين الأخضر أنظف أشكال الهيدروجين لأنه لا ينتج عنه أيّ انبعاثات غازات دفيئة.

لدعم تطوير الهيدروجين الأخضر، تستثمر تركيا في مصادر الطاقة المتجددة، مثل الرياح والطاقة الشمسية.

وأطلقت تركيا أيضًا مشروعات تجريبية لإثبات جدوى إنتاج الهيدروجين الأخضر.

إنتاج الهيدروجين من طاقة الرياح

في عام 2020، أطلقت تركيا مشروعًا تجريبيًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستعمال طاقة الرياح في مقاطعة باليكسير الغربية، ويهدف المشروع إلى إنتاج 1000 كغم من الهيدروجين الأخضر يوميًا.

لتحقيق أهداف إستراتيجية الهيدروجين، تحتاج تركيا إلى مواصلة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، فضلًا عن تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه.

ويجب أن تركّز تركيا على خلق بيئة تنظيمية مواتية لتشجيع استثمارات القطاع الخاص في البنية التحتية لتقنية الهيدروجين.

الهيدروجين في تركيا
محطة كارابينار للطاقة الشمسية في تركيا – الصورة من وكالة أنباء الأناضول

وتتلخص إستراتيجية الهيدروجين الأخضر في هدفين: أولًا، تقليل تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى أقلّ من 2.4 دولارًا / كغم/ساعة بحلول عام 2035، وأقلّ من 1.2 دولارًا / كغم/ساعة بحلول عام 2053.

ثانيًا، التأكد من أن قدرة الطاقة المركبة للمحلل الكهربائي تصل إلى 2 غيغاواط في عام 2030، و 5 غيغاواط في عام 2035، و 70 غيغاواط في عام 2053.

وقد أنشأت الحكومة التركية خطة تفصيلية لصناعة تكنولوجيا الهيدروجين في أنقرة، التي تحدد خطة البلاد لتطوير اقتصاد الهيدروجين، إضاقة إلى برامج لزيادة استعمال مركبات خلايا الوقود وتطوير سلسلة التوريد المحلية لإنتاج الهيدروجين.

ويُعدّ قطاع النقل أحد المجالات الرئيسة التي تركّز عليها إستراتيجية الهيدروجين التركية.

على صعيد آخر، تسعى الخطة التفصيلية إلى نشر 5 آلاف حافلة تعمل بخلايا الوقود و 350 محطة لتزويد وقود الهيدروجين بحلول عام 2030، ما سيجعل تركيا واحدة من الدول الرائدة من حيث النقل الذي يعمل بالهيدروجين.

وتدعم الحكومة التركية هذه الجهود من خلال تمويل البحث والتطوير، فضلًا عن الحوافز الضريبية والإعانات للشركات التي تطور تقنيات الهيدروجين.

هنالك جانب آخر مهم في إستراتيجية الهيدروجين التركية، هو استعمال الهيدروجين في الصناعة، وتمتلك البلاد إمكانات كبيرة لإنتاج الهيدروجين، مع وفرة من مصادر الطاقة المتجددة وقطاع التصنيع المتطور.

تجدر الإشارة إلى أن تركيا تعدّ موطنًا للعديد من مرافق إنتاج الهيدروجين، وتدعم الحكومة تطوير طرق إنتاج أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة.

وعلى الرغم من أن إستراتيجية الهيدروجين في تركيا ما تزال في مراحلها الأولى، هناك دلائل على إحراز تقدّم في العديد من المجالات الرئيسة.

وقد أقامت الحكومة التركية شراكات مع العديد من المؤسسات والشركات الدولية لدعم البحث والتطوير، وهناك العديد من المشروعات التجريبية جارية لاختبار جدوى استعمال الهيدروجين في مختلف التطبيقات.

في حال نجاحها، يمكن لهذه الإستراتيجية أن تضع أنقرة في موقع الريادة في التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، وتساعد على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البلاد بشكل كبير.

تحقيق الحياد الكربوني

يعدّ تطوير إستراتيجية الهيدروجين في تركيا خطوة أساسية نحو تحقيق مستقبل محايد كربونيًا ومكافحة تغير المناخ، ويشير مفهوم الحياد الكربوني إلى التوازن بين كمية غازات الدفيئة المنبعثة والكمية المُزالة من الغلاف الجوي.

لتحقيق الحياد الكربوني، يجب على البلدان تقليل انبعاثاتها بشكل كبير، وإزالة أيّ انبعاثات متبقية من خلال تدابير، مثل احتجاز الكربون وتخزينه أو استعمال أحواض تصريف الكربون.

بالإضافة إلى تطوير إستراتيجيتها الخاصة بالهيدروجين، تحتاج تركيا إلى مواصلة جهودها لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في القطاعات الأخرى.

وقد حددت تركيا هدفًا يتمثل في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 21% بحلول عام 2030.

ولتحقيق هذا الهدف، تحتاج أنقرة إلى التركيز على زيادة استعمال مصادر الطاقة المتجددة، وتنفيذ تدابير كفاءة الطاقة، وتعزيز النقل المستدام.

*الدكتور أومود شوكري، كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة، مؤلف كتاب "دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين: الاتجاهات المتغيرة منذ عام 2001."

*هذا المقال يمثّل رأي الكاتب، ولا يعبّر بالضرورة عن رأي منصة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق