هيدروجينتقارير الهيدروجينرئيسية

سوق الهيدروجين الأزرق تنتظر قفزة عالمية إلى 34 مليار دولار في 2033

محمد عبد السند

تبدو آفاق نمو سوق الهيدروجين الأزرق العالمية إيجابية، في ظل تسارع نمو الطلب عليه في الدول التي تسعى إلى إزالة الكربون من القطاعات التصنيعية لديها، ضمن جهودها المبذولة في مسار تحول الطاقة.

وسيساعد تبني هذا الوقود منخفض الكربون -جنبًا إلى جنب مع الهيدروجين الأخضر- الدول على الوصول إلى الحياد الكربوني، تماشيًا مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ.

وفي هذا السياق، توقّعت شركة "آي دي تيك إكس" التكنولوجية أن تنمو قيمة سوق الهيدروجين الأزرق العالمية إلى 34 مليار دولار بحلول عام 2033، حسبما ذكر موقع "أوفشور إنرجي" المتخصص.

توقعات الطلب

توقّعت الشركة، في تقرير حديث بعنوان "إنتاج الهيدروجين الأخضر والأسواق 2023-2033: تقنيات وتوقعات ولاعبون" أن ينمو الطلب على الهيدروجين الأزرق في المستقبل، بدعم من المجمعات التصنيعية التي تضم صناعات عدة في منطقة واحدة: التكرير والأمونيا والميثانول.

وأوضح التقرير أن ثمة تطبيقات أخرى، مثل إنتاج الصلب، والنقل، ستشرع -أيضًا- في الظهور، وفق المعلومات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتوقع التقرير أن تأتي أغلبية تركيبات سعة الهيدروجين الأزرق من أوروبا، لا سيما من دول مثل المملكة المتحدة التي ترغب في إزالة الكربون من مجمعاتها الصناعية الكبرى، واستعماله بصفته بديلًا.

ويوضح التصميم أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين حسب طريقة الإنتاج:

أنواع الهيدروجين

نمو كبير

أوضح التقرير أن النمو الكبير الذي من المتوقع أن تشهده سوق الهيدروجين الأزرق سيأتي من أميركا الشمالية، ويرجع ذلك بصفة أساسية إلى وتيرة التنمية في الولايات المتحدة بدعم من قانون خفض التضخم الذي أقره الرئيس جو بايدن في نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، جنبًا إلى جنب مع تطوير العديد من المشروعات الكبرى.

يُشار هنا إلى أن قانون خفض التضخم سيجيز للحكومة الأميركية منح مساعدات كبيرة للصناعات ذات الصلة بالسيارات الكهربائية المصنعة محليًا، في خطوة أثارت حفيظة دول الاتحاد الأوروبي.

ويشير الهيدروجين الأزرق إلى ذلك الهيدروجين المُنتج من الوقود الأحفوري، وغالبًا من الغاز الطبيعي أو تغويز الفحم، وهي عملية يُحتجز فيها معظم انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، ويُخزن أو يُستخدم في منتجات عبر تقنيات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه "سي سي يو إس".

وتعني عملية إزالة معظم انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون تصنيف الهيدروجين المُنتَج "منخفض الكربون"، ووفقًا لـ"آي دي تيك إكس" يُعَد إنتاج الهيدروجين الأزرق منخفض الكربون أحد المسارات الرئيسة التي تقود إلى إزالة الكربون من صناعات حيوية مثل تكرير النفط، والأمونيا والصلب والنقل لمسافات طويلة.

ويشتمل هذا التصنيف -أيضًا- على الهيدروجين الأخضر الذي يُنتَج عبر التحليل الكهربائي للمياه باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

تقنية احتجاز الكربون وتخزينه

تخضع البنية التحتية الخاصة بتقنيات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه للتطوير من قبل الشركات حول العالم، بينما يهدف لاحتجاز وتخزين الانبعاثات الكربونية الصادرة عن صناعات عبر إقامة البنية التحتية بالقرب من المجمعات الصناعية.

وفي هذا الخصوص، أشارت "آي دي تيك إكس" إلى أن تلك القوى تسرع وتيرة إنتاج الهيدروجين، الذي من المتوقع أن ينمو مع تكثيف جهود إزالة الكربون عالميًا.

وفيما يلي طُرق مختلفة لإنتاج الهيدروجين الأزرق:

1- العمليات الكيميائية الحرارية التقليدية مثل:

الهيدروجين الأزرق

- إصلاح الميثان بالبخار (إس إم آر)

تُنتِج تلك العملية الهيدروجين الرمادي، وهي العملة الأكثر تطورًا واستخدامًا لإنتاج الهيدروجين في الوقت الحالي. وإصلاح الميثان بالبخار هي عملية تستخدم الطاقة استخدامًا مكثفًا وتنبعث عنها كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون؛ وقد طُورت تقنيات ومواد مختلفة لتحسين تلك العملية.

- الأكسدة الجزئية (بي أو إكس)

تحدث الأكسدة الجزئية عند حرق خليط الوقود والهواء جزئيًا؛ حيث ينتج غازًا غنيًا بالهيدروجين. وتقول "آي دي تيك إكس" إن تلك الطريقة ربما تكون أكثر جدوى في تحويل منتجات المخلفات منخفضة القيمة من مصافي التكرير إلى الهيدروجين الأخضر.

- الإصلاح الحراري للسيارات

ذكرت "آي دي تيك إكس" أن عملية الإصلاح الحراري للسيارات ستكون خيارًا رئيسًا للمشروعات الخضراء الكبرى.

2- التحليل الحراري للميثان

التحليل الحراري للميثان هو عملية حديثة ينتج عنها هيدروجين فيروزي ومركبات كربونية صلبة، عادةً في شكل أسود الكربون -مادة تحتوي على عنصر الكربون- وتَنتج من الحرق غير الكامل للمنتجات التي تحوي مواد هيدروكربونية.

3- العمليات الكيميائية الحرارية الجديدة والعمليات التي ترتكز على الكتلة الحيوية

قالت "آي دي تيك إكس" إن هاتين العمليتين لن تمثلا جزءًا كبيرًا من الإنتاج المستقبلي، لكن تقييم الشركة في هذا الخصوص لا يزال جيدًا لأنه يقدم رؤية ثاقبة بشأن التقنيات التي قد تعزز إنتاج الهيدروجين الأزرق.

يُشار هنا إلى أن "آي دي تيك إكس" كانت قد توقّعت، في تقرير سابق، بعنوان "إنتاج الهيدروجين الأخضر.. أسواق المحلل الكهربائي 2023-2033"، أن تنمو أسواق الهيدروجين الأخضر وأجهزة التحليل الكهربائي.

الهيدروجين الأخضر

ارتفعت سعة إنتاج الهيدروجين الأخضر عالميًا، خلال العام المنقضي (2022)، بدعم من الزيادة المضطرة في عدد الصفقات المُبرمَة في هذا المجال الحيوي.

وكشف تقرير حديث أفرجت عنه شركة "غلوبال داتا" عن أن السعة العالمية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، قد تجاوزت 109 كيلوطن سنويًا في 2022.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، مصادر إنتاج الهيدروجين، ومنه الهيدروجين الأزرق والأخضر:

مصادر إنتاج الهيدروجين

وبالمثل، لامست السعة الإجمالية لمشروعات الهيدروجين الأخضر قيد التطوير، قرابة مليون طن سنويًا بنهاية 2022، أي ما يزيد على 90% من قدرة تطوير الهيدروجين منخفض الكربون عالميًا.

زيادة الصفقات

من ناحية أخرى، أشار تقرير "غلوبال داتا" إلى أن قدرات التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر تزيد على 1.065 غيغاواط في طور الإعداد حاليًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

من جهته، ذكر محلل الطاقة في غلوبال داتا، أندريس أنغولو، أن عدد صفقات الهيدروجين خلال عام 2022 زاد إلى 393 صفقة، نظير 277 صفقة في عام 2021.

ويعتقد أنغولو أن القفزة في عدد الصفقات المُبرمة في 2022، تسهم بالطبع في تحقيق مستهدف رفع سعة إنتاج الهيدروجين الأخضر لأكثر من 111 مليون طن سنويًا بحلول نهاية العقد الجاري (2030).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق