نقل الهيدروجين في خطوط الغاز.. هل تتبخر خطط الجزائر والمغرب؟
مسؤول إماراتي سابق يحذر من مخاطر هذا المشروع
أحمد بدر
في الوقت الذي تعوّل فيه كثير من الدول، ومن بينها الجزائر والمغرب، على نقل الهيدروجين في خطوط الغاز، كشف وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي السابق، الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، خطورة الأمر.
وقال النعيمي، خلال حوار أجرته معه منصة الطاقة المتخصصة، إن جميع الدراسات تشير إلى استحالة الأمر، نظرًا لأن أنابيب الغاز تعمل تحت ضغط معين، والهيدروجين غاز ذو كثافة منخفضة، لذلك يتطاير بسرعة بالهواء، ما يعني صعوبة ضغطه.
وأضاف الوزير الإماراتي السابق، ردًا على سؤال بشأن توجّه عدد من الدول العربية، وفي مقدمتها الجزائر والمغرب إلى نقل الهيدروجين في خطوط الغاز، أن هذه العملية تتطلب خلط الهيدروجين بغاز آخر ليمكن نقله مسافة محدودة مثل 5 أو 6 كيلومترات، كما إن أطوال أنابيب الغاز وصماماتها لا تصلح لهذا الأمر.
وحذّر النعيمي من إمكان حدوث تسرّب للهيدروجين خلال نقله في أنابيب الغاز، وهو أمر وصفه بأنه "خطير جدًا"، وفق تصريحات لمنصة الطاقة المتخصصة.
خطط الجزائر لنقل الهيدروجين
في شهر يناير/كانون الثاني 2023، وقّعت الحكومة الجزائرية 5 مذكرات تفاهم جديدة مع إيطاليا، تهدف إلى زيادة التعاون بينهما في مجال الطاقة، وخاصة إنشاء خط أنابيب جديد لنقل الهيدروجين من الجزائر إلى روما.
وشملت مذكرات التفاهم الموقّعة بين الجزائر وإيطاليا، واحدة لزيادة قدرات نقل الغاز الحالية، وأخرى لإنشاء خط أنابيب جديد، لاستعماله في نقل الهيدروجين بين البلدين، بالإضافة إلى مدّ خط كهربائي بحري بينهما، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وعلّق الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية، كلاوديو ديسكالزي، على خطوة إنشاء خط أنابيب جديد لنقل الهيدروجين من الجزائر إلى بلاده، قائلًا، إن السبب الرئيس للإقدام على هذه الخطوة هو أن خطوط أنابيب الغاز الحالية لا تصلح لهذا الغرض.
من جانبه، يرى وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي السابق الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي أن هناك حاجة إلى إعادة النظر في الدراسات، لا سيما أنه أصبح بالإمكان تحويل الهيدروجين إلى سائل، وهو ما يحدث في أستراليا، التي ترسله في بواخر إلى اليابان، ولكن تكلفة إنتاجه عالية، ويؤدي لتلوث البيئة.
وفيما يتعلق بإمكان إعادة تطوير الأنابيب لاستعمالها في نقل الهيدروجين في خطوط الغاز، قال، إن تكلفة هذه الخطوة مرتفعة للغاية في الوقت الحالي، ولكن السنوات المقبلة، ربما 5 أو 10 سنوات، قد تجيب عن هذا السؤال، وربما تستغرق الدراسات مدة أطول.
المغرب وخطط نقل الهيدروجين
في أبريل/نيسان 2022، أعلن المغرب توجّهه إلى تطوير بُنيته التحتية، بهدف نقل الهيدروجين في خطوط الغاز، بالإضافة إلى بناء شبكات متكاملة تدعم خطط تصدير الهيدروجين إلى أوروبا.
وكانت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية الدكتورة ليلى بنعلي قد أعلنت -حينها- أن نقل الهيدروجين في خطوط الغاز حدث من قبل دول أوروبية، بنسبة 30%.
وتعمل المملكة المغربية على الاستفادة من قدراتها التنافسية في مجال الطاقة المتجددة، لإنتاج الوقود الأخضر، ونقله إلى أوروبا من خلال أنابيب الغاز، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ويواصل المغرب في الوقت نفسه تطوير الهيدروجين الأخضر والغاز، وذلك من خلال عدّة اتفاقات، أبرزها كان الشراكة الثلاثية التي تضم كلًا من شركة شاريوت البريطانية، وشركة أورت البريطانية المعنية بتصنيع أنظمة الهيدروجين، وجامعة محمد السادس.
وينطوي الاتفاق على استعمال محلل كهربائي مزوّد بغشاء بوليمر، أنتجته شركة "أورت" البريطانية، لإنتاج الهيدروجين من مصادر الطاقة المتجددة.
دراسات تحذر من "الخطورة"
في 2021، أعلنت الجزائر خططها لنقل الهيدروجين في خطوط الغاز، بهدف توسعة عملياتها التصديرية للوقود الأخضر، وهو الحلم الذي راود جارتها المغرب، التي أعلنت خططها في أبريل/نيسان 2022، إلّا أن دراسات حديثة تبدو وكأنها بددت هذه الآمال.
يشار إلى أن وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة الجزائري السابق، والذي اندمجت وزارته لاحقًا مع وزارة البيئة، بن عتو زيان، قد أعلن في الربع الأخير من عام 2021، تبنّي بلاده فكرة نقل الهيدروجين في خطوط الغاز.
وكشفت دراسة بريطانية، أجريت في أغسطس/آب 2022، احتمالات تلف من إمكان تلف خطوط أنابيب الغاز ومواجهتها مخاطر، في حالة ضخ الهيدروجين داخلها، وفق ما نشرته مجلة "بي في ماغازين" (PV Magazine) المتخصصة، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ورأت الدراسة أن نقل الهيدروجين في خطوط الغاز قد يؤدي إلى تلف الأخيرة، كما أنه يحمل مخاطر تصل إلى حدّ التدمير، وذلك بسبب عدم إمكان ضبط معدل توزيع الهيدروجين في الأنابيب بطرق متساوية، أو بشكل غير متجانس، ما سيؤدي إلى هشاشة الخطوط.
ويجري الدمج المعتاد من خلال ضخ الهيدروجين عبر طرف جانبي في الأنبوب، ليصل الوقود النظيف إلى مقدمة الأنبوب، إذ يؤدي الضخ من أعلى الطرف الجانبي إلى اختلال تركيزات الهيدروجين داخل الأنبوب لأقلّ من 40%، في حين يتجنب الضخ أسفل هذا الطرف اختلال التركيز، ولكنها تقنية غير شائعة.
دول على خطى الجزائر
على خطى الجزائر -التي تعدّ أول دولة في العالم تتخذ هذا المسار- تعمل دول أوروبية، ومنها ألمانيا، على دراسة نقل الهيدروجين في خطوط الغاز، لتستفيد من هذه الخطوط في تحولها إلى الوقود النظيف، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأعلنت ألمانيا، في يناير/كانون الثاني الماضي 2023، أن مشغّلي خطوط أنابيب الغاز يدفعون لتسريع مراجعة قانون الهيدروجين، وذلك بهدف اتخاذ قرارات استثمارية تتصل بتحول الطاقة.
وقال رئيس شركة "أوبن غريد يوروب"، يورغ بيرغمان، إنه يريد استكمال مراجعة تحديث إستراتيجية الهيدروجين في الربع الأول من العام الجاري، مضيفًا: "مشغّلو نظام النقل مستعدون لتحويل الخطوط أو بناء خطوط جديدة، والأمر متروك للسياسيين".
وفي أكتوبر/تشرين الثاني 2022، اتفقت كل من فرنسا وإسبانيا والبرتغال على مشروع لنقل الهيدروجين في خطوط الغاز بين مدينتي برشلونة الإسبانية ومرسيليا الفرنسية، من خلال خط بحري، في اتفاق هو الأول من نوعه عالميًا.
موضوعات متعلقة..
- 3 دول تسبق المغرب والجزائر في مشروع نقل الهيدروجين عبر خطوط الغاز
- نقل الهيدروجين عبر خطوط الغاز.. التكلفة المنخفضة هل تجعله خيارًا عالميًا؟
- دراسة: نقل الهيدروجين في خطوط الغاز "مدمر".. هل تتبدد آمال الجزائر والمغرب؟
اقرأ أيضًا..
- مسؤول إيراني: حقل بارس الجنوبي والمصافي تدر 80 مليار دولار سنويًا
- اعتمادًا على الهيدروجين.. كوريا الجنوبية تفتتح سوق تداول للكهرباء النظيفة
- آيرينا: استثمارات الطاقة المتجددة عالميًا تحتاج 5 تريليونات دولار سنويًا
- مصافي التكرير في فرنسا بين الإغلاق وخفض الإنتاج.. حصاد 21 يومًا من الإضراب
هل اصبح لدى الامارات خبراء !!؟ . الله يرحم الجزائري محمد حمرا كروها الذي أسس شركة ادنوك وعليكم تقنيات وعلوم البترول .