هل نجحت خطط تطوير النفط في العراق بعد الغزو الأميركي؟ لؤي الخطيب يجيب (صوت)
أحمد بدر
قال وزير الكهرباء الأسبق الدكتور لؤي الخطيب، إن قطاع النفط في العراق، والأوضاع عمومًا في بلاده، شهدت تغيرات بعد سقوط النظام السابق في عام (2003)، أي قبل 20 عامًا، وكانت هذه التغيرات كبيرة بشقّيها الإيجابي والسلبي.
جاءت تصريحات الخطيب خلال مشاركته في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، بعنوان "دور النفط في غزو العراق ومفاجآت أميركية لمستقبل أسواق الطاقة".
وأضاف: "بالنسبة للتطورات من الناحية الفنية والتقنية، حدثت عدّة جولات تراخيص منذ عام (2009)، أكبرها كانت جولتي التراخيص الأولى والثانية في عامي (2009-2010)، والتي كانت الأكبر فيما يخصّ تطوير النفط في العراق، والتي سجلت نحو 90 مليار برميل من الاحتياطيات عُرضت للتطوير".
وأوضح وزير الكهرباء العراقي الأسبق أن المستهدف في حينه أن يصل إنتاج النفط في العراق إلى 12 مليون برميل يوميًا في عام (2017)، وهو رقم مستهدف طموح جدًا، بالإضافة إلى تطوير الغاز الطبيعي والغاز المصاحب، إذ إن 80% من الاحتياطيات المؤكدة في البلاد مصاحبة للنفط، ولكن كل هذا لم يحدث.
تطوير النفط في العراق
قال الدكتور لؤي الخطيب، إن بلاده تمكنت من تحقيق 40% من أهدافها فيما يخص تطوير قطاع النفط والغاز، وهو أمر يعدّ إنجازًا في حدّ ذاته.
وأضاف: "إذا تحدثنا عن إنتاج الكهرباء -على سبيل المثال- نجد أنها كانت في حدود 3 آلاف و500 ميغاواط في 9 أبريل/نيسان 2003، وهي عشية حدوث تغيير النظام، بينما كان إنتاج النفط في العراق حينها نحو مليون و500 ألف برميل يوميًا، والغاز كان أقلّ من 400 مليون قدم مكعبة قياسية".
ولفت إلى أن هذه الأرقام عمومًا كانت محدودة، وأحيانًا كانت تواجه تناقصًا أو انخفاضًا بنحو 5% خلال تلك المدة، فإذا لم تكن حقول النفط في العراق قد دخلت مرحلة التطوير، كان الإنتاج أقلّ من مليون و500 ألف برميل يوميًا، وربما وصل إلى مليون برميل يوميًا.
وتابع الدكتور لؤي الخطيب: "لذلك، فإن العبرة ليست بحجم الاحتياطيات الكبيرة التي تملكها البلاد، بقدر ما يتعلق الأمر بالخطة التطويرية التي يجب أن تواكب وتستثمر في تنمية وتطوير هذه الموارد".
وأوضح الخطيب أنه كانت هناك محاولات من جانب وزارة النفط في العراق والشركات التابعة لها، وكذلك الشركات العامة في وزارة الكهرباء، لتطوير الطاقة الإنتاجية بشقّيها، المنبع والمصب، بالنسبة للنفط، وأيضًا بالنسبة لإنتاج وتوزيع ونقل الكهرباء.
ولكن، وفق الخطيب، هذه الخطط حتى عام 2009 لم تؤتِ أكلها، إذ إن التناقص كان بنحو 5%، فقد صعدت الطاقة الإنتاجية للنفط إلى نحو مليوني برميل، ثم تراجعت إلى ما بين مليون و500 ألف ومليون و600 ألف برميل يوميًا، لذلك كانت هناك حاجة إلى خطط عاجلة وخبرات عالمية كبرى.
وأشار وزير الكهرباء العراقي الأسبق إلى أن تبعات الحصار كانت تقليل الجهد الوطني الحكومي في بلاده، الأمر الذي شكّل تحديات كبرى لقطاع الطاقة في بغداد عمومًا.
الاستثمارات العالمية في العراق
قال وزير الكهرباء العراقي الأسبق الدكتور لؤي الخطيب، إن الاستعانة بالاستثمارات العالمية، بالإضافة إلى إشراك القطاع الخاص في التطوير، خاصة في مجال الخدمات، كان مهمة صعبة، لأن الأمر كان بمثابة مسألة انتقالية كبرى ضمن فلسفة إدارة الدولة.
وأردف الخطيب: "العراق تحوّل من دولة مركزية، إلى دولة تعتمد النظام الاتحادي الفيدرالي بموجب دستور عام 2005، ومن دولة تعتمد على السيطرة الحكومية في إدارة معظم قطاعاتها، إلى اقتصاد السوق ومشاركة القطاع الخاص".
لذلك، وفق الخطيب، كل هذه المستجدات -التي وصفها الأميركيون بأنها "صدمة كبيرة"- ضمن التغيير الإستراتيجي الجذري الذي واجهه العراق، لا سيما أن الفكر الاشتراكي كان يخيّم على جميع مرافق الدولة، لذلك فإن دخول القطاع الخاص والاستثمارات العالمية كان أمرًا صعبًا للغاية.
وأوضح وزير الكهرباء العراقي الأسبق أن الشركات العالمية دخلت قطاع النفط في العراق بكل ثقلها، بعد خروجها من مدة التأميم في بدايات عام 1970، لذلك فإن ما حدث هو تغيير شامل في فلسفة إدارة الدولة.
وأضاف: "عندما نتحدث عن 20 عامًا بعد غزو العراق، وفي ظل تسارع الأحداث ووجود وسائل التواصل الاجتماعي، والتي لم تكن موجودة قبل عام 2004، وتزامن قدومها مع بوادر السنوات الأولى من التغيير في البلاد، لذلك عندما يقول الخبراء، إن هذه التغييرات لم تكن جادة وطال أمدها، أو كان المفترض أن تحدث خلال سنوات قليلة، نردّ بأن بناء نظام ديمقراطي يواكب اقتصاد السوق العالمي لا يحدث بهذه السرعة".
وأكد الخطيب أن العراق لا يحتاج إلى قرنين أو 3 قرون من الزمان، التي احتاجتها كثير من الأنظمة والدول في أوروبا الغربية لبناء ديمقراطياتها، وكذلك في الولايات المتحدة، لذلك فإن 20 عامًا لا تعدّ مدة طويلة في المسيرة الزمنية لعملية تطوير وبناء الدولة.
مضاعفة الطاقة الإنتاجية للطاقة
قال الدكتور لؤي الخطيب، إن بلاده نجحت خلال الـ20 عامًا الماضية، التي أعقبت الغزو الأميركي لبغداد، في مضاعفة الطاقة الإنتاجية للنفط بنحو 3 أضعاف، وصولًا إلى 4.5 مليون برميل يوميًا.
وبالنسبة للطاقة التكرير، قال الخطيب، إنه بدخول مصفاة كربلاء تبلغ طاقة الإنتاج نحو 140 ألف برميل يوميًا، بالإضافة إلى مشروعات أخرى أسهمت في رفع طاقة تكرير النفط في العراق إلى نحو 780 ألف برميل يوميًا.
ولفت الخطيب، في تصريحاته لبرنامج "أنسيات الطاقة"، إلى أن إنتاج الغاز المعالج للاستعمال المحلي، بلغ نحو 500 مليون قدم مكعبة قياسية في منطقة إقليم كردستان، ونحو 1000 مليون قدم مكعبة قياسية في المنطقة الجنوبية، أي إن الإنتاج تضاعف 3 مرات.
وفيما يخص إنتاج الكهرباء، أشار الخطيب إلى زيادة القدرة التصميمية إلى نحو 35 ألف ميغاواط، ارتفاعًا من 3 آلاف و500 ميغاواط في 2003، إلّا أن الطاقة التشغيلية الفعلية تبلغ نحو 25 ألف ميغاواط في وقت الذروة، بعد إدخال المحطات الأخيرة.
وأوضح أن كل هذه الأرقام يتعلق بالإنتاج الذي تعرّض في محطات سابقة إلى أعمال التخريب التي مارسها تنظيم داعش الإرهابي، خلال المدة بين منتصف عام 2014، وحتى نهاية عام 2017، والتي دمّرت نحو 5 آلاف ميغاواط من الكهرباء خلال تلك المدة.
موضوعات متعلقة..
- لؤي الخطيب يطرح حلولًا لأزمة الكهرباء في العراق.. أبرزها الخصخصة (فيديو)
- الإصلاح القانوني والمؤسساتي والاقتصادي لقطاع الطاقة في العراق (مقال)
- خبراء لـ"الطاقة": قطاع النفط في العراق لم يتعافَ بعد 20 عامًا من الغزو الأميركي
اقرأ أيضًا..
- خبير أوابك: 3 دول عربية تنفذ مشروعات عالمية في الأمونيا والهيدروجين الأزرق
- أنس الحجي: تجارة النفط العالمية تُغير اتجاهاتها.. وفرنسا في اختبار قاسٍ (صوت)
- الطحالب سلاح أرامكو السعودية لإنتاج وقود حيوي منخفض الانبعاثات (تقرير)