تستحوذ مشروعات الهيدروجين الأخضر في الهند على اهتمام كبير مؤخرًا، لتأمين احتياجات البلاد المتزايدة من الكهرباء وتقليل واردات الوقود المكلفة من الخارج.
وفي هذا السياق، أبرمت شركة "إن تي بي سي رينيوبل إنرجي" اتفاقية مع الجيش الهندي لتنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر في منشآت القوات المسلحة.
وقالت الشركة، إن مذكرة التفاهم المبرمة مع الجيش تتضمّن تحديد المواقع المحتملة لإقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر، بحسب بيان نشرته وزارة الطاقة، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضحت الشركة -في بيان صحفي أصدرته اليوم الثلاثاء 21 مارس/آذار 2023- أن الاتفاق يهدف إلى إمداد منشآت الجيش الهندي بالكهرباء اللازمة على مراحل.
اتفاقيات الهيدروجين الأخضر في الهند
قال بيان الشركة: "أبرمت إن تي بي سي رينيوبل إنرجي مذكرة تفاهم مع الجيش الهندي لإقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر لبناء نظام ذاتي البناء وامتلاكه وتشغيله".
وأضاف: "الهدف هو تقليل اللوجستيات المعقدة والاعتماد على الوقود الأحفوري، وكذلك تسريع إزالة الكربون"، وفقًا للتقرير.
تُجدر الإشارة إلى أن شركة "تي بي سي رينيوبل إنرجي" مملوكة بالكامل لشركة "إن تي بي سي" الهندية، وتمتلك مجموعة مشروعات للطاقة المتجددة قيد الإنشاء تصل إلى 3.6 غيغاواط.
وفي سياقٍ متصل، تطمح الهند إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره، كما تستهدف إنتاج 5 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر رغم الحاجة إلى استثمارات ضخمة.
وتهدف السياسة الجديدة لإنتاج الهيدروجين في الهند إلى تيسير عملية إنتاجه من خلال منح تراخيص المشروعات عبر آلية النافذة الواحدة المحددة زمنيًا، فضلًا عن السماح بتخزين فائض الطاقة المتجددة غير المستهلكة لمدة 30 يومًا.
وتتضمّن الإجراءات الجديدة -أيضًا- تسهيل عمليات إنشاء المواني لتصدير الهيدروجين أو الأمونيا واستعمالها من جانب شركات الشحن، بحسب التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويتميّز الهيدروجين الأخضر الناتج من مصادر الطاقة المتجددة بإطلاق انبعاثات كربونية أقل من الهيدروجين الأزرق الذي يُنتج عن طريق الغاز الطبيعي، كما يُعد ركيزة لصناعة إزالة الكربون التي تعتمد على النفط والغاز والفحم.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- دور الهيدروجين في مزيج الطاقة:
ارتفاع الطلب على الكهرباء
في سياقٍ متصل، شهد الطلب على الكهرباء في الهند ارتفاعًا بنسبة 8.4% خلال العام الماضي (2022)، نتيجة للانتعاش الاقتصادي وارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، بحسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ولتلبية الاحتياجات المحلية، لجأت الحكومة إلى التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، أملًا في تقليل انبعاثات الكربون والتخلص تدريجيًا من الفحم -المصدر الرئيس في مزيج الطاقة-.
كما تستهدف الهند رفع حصة الطاقة المتجددة إلى 50% من مزيج الكهرباء الوطني بحلول نهاية العقد الحالي 2030، كما وضعت الحكومة خطة لتوليد 500 غيغاواط من مصادر غير قائمة على الوقود الأحفوري بحلول عام 2030.
وتعهَّد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، خلال قمة المناخ كوب 26، التي انعقدت عام 2021 في مدينة غلاكسو الإسكتلندية، بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070.
إلا أن الهند -أكبر مستهلكة للنفط في العالم- بحاجة إلى 10 تريليونات دولار استثمارات بدءًا من عام 2022 المنصرم، لتحقيق الحياد الكربوني.
كما تواجه تلك الخطة الطموحة تحديات عديدة، إذ يلبي الفحم ما يزيد على 70% من احتياجات الكهرباء في الهند، كما من المتوقع استمرار عمل محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم في الهند حتى عام 2040.
موضوعات متعلقة..
- الهند وسيطًا لنقل الهيدروجين الأخضر بين ألمانيا وأستراليا.. هل تتجه للتصدير؟
- هل تنجح الهند في الاستحواذ على 10% من سوق الهيدروجين العالمية؟
- رينيو باور الهندية تكشف عن خططها للتوسع بمشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر
اقرأ أيضًا..
- أسهم شركات النفط الكبرى ترتفع بقيادة أرامكو السعودية
- تعزيز صادرات الغاز الإسرائيلي من حقل ليفياثان بخط أنابيب ثالث في 2025
- قدرات مشروعات الهيدروجين في أوروبا تنتظر قفزة في 2023.. ودور مهم لشمال أفريقيا
- تقنية مصرية غير مسبوقة لتحسين محركات السيارات بالطاقة الشمسية