تقارير الهيدروجينرئيسيةطاقة متجددةهيدروجين

الهند تشعل سباق الهيدروجين الأخضر بين الشركات

بتحفيزات تتجاوز قيمتها ملياري دولار

محمد عبد السند

تخطّط الحكومة الهندية لاستحداث برنامج تحفيزي قيمته أكثر من ملياري دولار، لتعزيز صناعة الهيدروجين الأخضر، في مسعى منها لتقليص الانبعاثات الكربونية، وأن تصير لاعبًا عالميًا في هذا الميدان الحيوي، وفقًا لما نشرته وكالة "رويترز" نقلًا عن مصادر مطلعة.

وتستهدف نيودلهي من هذا البرنامج التحفيزي البالغ قيمته تحديدًا 18 ألف كرور روبية (2.2 مليار دولار أميركي)، خفض كلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر بواقع الخُمس على مدار السنوات الخمس المقبلة، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وينجز البلد الواقع جنوب شرق آسيا أهداف هذا البرنامج عبر تعظيم نطاق صناعة الهيدروجين الأخضر، بحسب رويترز.

وتصل الكلفة الحالية لتلك الصناعة الحيوية إلى ما يتراوح من 300 روبية (3.62 دولارًا أميركيًا) إلى 400 روبية/كيلوغرام (4.83 دولارًا أميركيًا).

وفعليًا، وافقت كل من الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي على مجموعة من البرامج التحفيزية التي تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات والمخصصة بالكامل لمشروعات الهيدروجين الأخضر.

استعمال الهيدروجين الأخضر

يُستعمل الهيدروجين وقودًا عبر انشطار جزيء الماء في عملية كهربائية تُسمى التحليل الكهربائي. ويكون الهيدروجين الأخضر (وقود خالٍ من انبعاثات غازات الدفيئة) هو ناتج هذه العملية المعقدة إذا كانت الأجهزة المخصصة لإنجاز هذه العملية -أجهزة التحليل الكهربائي- تعمل بالكهرباء المتجددة.

ومن الممكن أن تعلن الحكومة الهندية رسميًا تلك المساعدات التحفيزية في موازنة الاتحاد المقرر صدورها في الأول من فبراير/شباط من العام المالي الذي يبدأ في الأول من أبريل/نيسان، وفقًا لما صرّح به مسؤول حكومي وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

سباق الهيدروجين الأخضر

تمتلك شركات -مثل "ريلاينس إندستريز"، وشركة النفط الهندية و"إن تي بي سي"، و"أداني إنتربرايسيز"، و"جيه إس دبليو إنرجي"، و"أكمي سولار"- خططًا في قطاع الهيدروجين الأخضر.

وفي يونيو/حزيران (2022)، صرّحت "أداني" -التي يترأسها ثالث أغنياء العالم الملياردير غوتام أداني- بأنها ستنشئ بالاشتراك مع "توتال إنرجي"، عملاقة الطاقة الفرنسية، أكبر نظام بيئي للهيدروجين الأخضر في العالم.

وتتوقع الحكومة من صناعة الهيدروجين الأخضر أن تضخ استثمارات تصل قيمتها إلى 8 لاخ كرور روبية في هذا القطاع، وأيضًا في الأمونيا الخضراء المشتقة منه، بحلول عام 2030.

وتُصنع الأمونيا الخضراء عبر مزج غازي النيتروجين والهيدروجين، باستخدام مصادر الطاقة المتجددة. ويمكن استخدام الأمونيا الخضراء من قبل صناعة الأسمدة أو حتى وقودًا أو وسائل ملائمة لنقل الهيدروجين.

وفي هذا الصدد قال المسؤول الهندي: "مقترح الهيدروجين الأخضر يُطلق عليه على الأرجح (التدخل الإستراتيجي لتحول الهيدروجين الأخضر)، وتُقسم التمويلات المخصصة له إلى 4 آلاف و500 كرور روبية لتصنيع أجهزة التحليل الكهربائي لمدة 5 سنوات، و13 ألفًا و500 كرور روبية لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء على مدار 3 سنوات".

وتبلغ قيمة التحفيز ذات الصلة بإنتاج الهيدروجين الأخضر، 50 روبية/كيلو على مدار 3 سنوات، بحسب وكالة رويترز.

وتبيع نيودلهي ما نسبته 70% من إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى دول أمثال كوريا الجنوبية، واليابان، وأيضًا دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وفقًا لما ألمح إليه مسؤول الصناعة.

وأضاف المسؤول أن مشتقات الهيدروجين الأخضر مثل الأمونيا الخضراء قد لاقت طلبًا قويًا على قدم المساواة مع السلعة الأصل.

الطلب على الهيدروجين الأخضر

تُقدر الحكومة في البلد النووي تخطي الطلب العالمي على الهيدروجين الأخضر 100 مليون طن بحلول عام 2030، من أقل من 75 مليون طن الآن، وفقًا لما نقلته مصادر أخرى في الصناعة.

الهيدروجين الأخضر
صورة أرشيفية لمحطة إنتاج هيدروجين أخضر - الصورة من إيكونوميك تايمز

وفي فبراير/شباط (2022)، أماطت نيودلهي اللثام عن خطط واعدة لإنتاج 5 ملايين طنًا من الهيدروجين الأخضر سنويًا، بحلول 2030، وهو رقم ذهب مسؤول حكومي رفيع إلى إمكان مضاعفته، وإن كان ذلك يتوقف على ظروف الطلب العالمي.

ليس هذا فحسب وإنما تعتزم الدولة الآسيوية كذلك الوصول بسعة أجهزة التحليل الكهربائي إلى 15 غيغاواط على مراحل بحلول عام 2030.

وبنت "أوهميوم إنترناشونال" ومقرها الولايات المتحدة الأميركية أول مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ولاية بنغالور بولاية كارناتاكا، جنوب الهند.

وبالمثل كشفت شركات "ريلاينس إندستريز" و"لارسين أند توربو" و"غرينكو أند إتش 2 إي" النقاب عن خطط في العام الماضي (2021) لبناء مصانع بسعة عالية من الغيغاواط.

وتستخدم مصافي النفط وشركات إنتاج الأسمدة العضوية، ومصانع الصلب، 5 ملايين طن من الهيدروجين المصنوع من الغاز الطبيعي سنويًا، ويُطلق عليه "الهيدروجين الرمادي"، وهي العملية التي ينطلق منها غاز ثاني أكسيد الكربون.

وقادت أسعار الغاز المرتفعة سعر الهيدروجين الرمادي في الهند إلى نحو 200 روبية/كيلوغرام (2.41 دولارًا أميركيًا)، من 130 روبية (1.57 دولارًا أميركيًا) قبل عام (2021).

الهيدروجين الأخضر في الهند

تسعى نيودلهي إلى زيادة تعويلها على مصادر الطاقة المتجددة، لا سيما الهيدروجين الأخضر، ضمن خطة أوسع للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2070.

وفي ضوء هذا السيناريو، فإن الهند (ثاني أكبر بلد في العالم تعدادًا للسكان خلف الصين)، هي أيضًا ثالث أكبر دولة منتجة للانبعاثات الكربونية في العالم، بسبب اعتمادها الرئيس على الفحم، في توليد الكهرباء بنسبة تلامس 70%.

ولعل هذا ما دفع الهند إلى تنفيذ نحو 26 مشروعًا لإنتاج الهيدروجين في عدد من الولايات، وبسعة إنتاجية بلغت 155 ألف طن متري سنويًا، وإن كانت تلك المشروعات في مراحلها الأولى، إذ إن تكلفة تلك المشروعات ما تزال باهظة، قياسًا بنظيرتها من مصادر الوقود الأحفوري الشائعة في البلاد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق