هيدروجينتقارير الهيدروجينرئيسية

هل تنجح الهند في الاستحواذ على 10% من سوق الهيدروجين العالمية؟

الطاقة

وضعت الهند خطة طموحة من أجل الاستحواذ على حصة تصل إلى 10% من سوق الهيدروجين العالمية، خلال السنوات المقبلة، مستفيدة في ذلك من الإمكانات الضخمة لمصادر الطاقة المتجددة التي تتمتع بها.

تأتي الخطط في مجال الطاقة المتجددة، ضمن مساعي نيودلهي لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070، إذ تُعد الهند حاليًا ثالث أكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، وتعتمد بصفة أساسية على الفحم لتوليد الكهرباء.

ويتوقع الخبراء زيادة احتياجات الهند من الطاقة أكثر من أي دولة أخرى خلال الأعوام الـ20 المقبلة، وهو ما يجعل التوسع السريع الحالي لمصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية لا يكفي لتحقيق الأهداف المناخية.

خطة الهيدروجين الأخضر

وافقت الحكومة -مؤخرًا- على تمويل بمبلغ 2.3 مليار دولار لدعم إنتاج الهيدروجين الأخضر واستعماله وتصديره، بهدف جعل الهند مركزًا عالميًا للصناعة الناشئة.

ويقول الخبراء إن الأمر سيستغرق ما لا يقل عن 5-7 سنوات حتى تبدأ نيودلهي في تصدير الهيدروجين الأخضر على النطاق الذي تتخيله الحكومة.

وحددت الهند هدفًا حتى عام 2030 لإنتاج 5 ملايين طن متري من الهيدروجين الأخضر سنويًا، التي ستُستعمل بصورة أساسية للاستهلاك المحلي في القطاعات التي يصعب تخفيف انبعاثاتها.

الهيدروجين الأخضر
مشروعات الهيدروجين الأخضر في الهند - الصورة من أوت لوك إنديا

ما هو الهيدروجين الأخضر؟

الهيدروجين الأخضر هو الهيدروجين الذي يُنتج من خلال التحليل الكهربائي للماء، مدعومًا من الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة.

ويمثّل الهيدروجين الأخضر الآن جزءًا صغيرًا من استعمال الهيدروجين العالمي، الذي يُقدر بنحو 70 مليون طن سنويًا، إذ إن معظم الهيدروجين المنتج تجاريًا هو الهيدروجين الرمادي، المنتج باستعمال الوقود الأحفوري، والهيدروجين الأزرق الذي يُصنّع أيضًا باستعمال الوقود الأحفوري، ولكن باستعمال أنظمة احتجاز الكربون لتقليل الانبعاثات.

مستهدفات التمويل

تهدف مبادرة التمويل إلى جعل الهيدروجين الأخضر ميسور التكلفة وخفض تكلفته على مدى السنوات الـ5 المقبلة، ومساعدة الهند على تقليل انبعاثاتها وأن تصبح مُصدرة رئيسة في هذا المجال.

وسيساعد التمويل في إضافة نحو 125 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

جدير بالذكر أن الهند في العام الماضي أنتجت نحو 166 غيغاواط من الطاقة الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة.

وتتمثل الأهداف الأخرى في خلق أكثر من نصف مليون وظيفة جديدة، وجذب المزيد من الاستثمار الخاص إلى القطاع، وتقليل واردات الوقود الأحفوري، وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بمقدار 50 مليون طن متري، بما يدعم في النهاية مخطط نيودلهي للاستحواذ على 10% من سوق الهيدروجين العالمية.

ويهدف الحافز الذي تقدمه الحكومة إلى جعل الهيدروجين الأخضر ميسور التكلفة وخفض تكلفة إنتاجه، التي تتراوح حاليًا بين 300 و400 روبية (3.68 و4.90 دولارًا) للكيلوغرام، وفقًا لمصادر الصناعة.

* (الدولار = 81.57 روبية هندية)

وتستهلك وحدات الأسمدة والتكرير والحديد والصلب حاليًا الهيدروجين الرمادي المصنوع من الوقود الأحفوري بمقدار 5 ملايين طن سنويًا.

يُشار إلى أن تكلفة إنتاج الهيدروجين الرمادي تبلغ نحو 200 روبية/كيلوغرام، إذ دفعت تكاليف الغاز الأسعار إلى الارتفاع من 130 روبية لكل كيلوغرام.

وتهدف الحكومة إلى تعزيز استعمال الهيدروجين الأخضر على نحو إلزامي في منشآت الأسمدة ومصافي النفط وشبكات توزيع الغاز في المدن.

الطاقة المتجددة في الهندجذب الاستثمارات الخاصة

نظرًا إلى أن الهيدروجين الأخضر يتطلب الكثير من رأس المال، فقد كان القطاع الخاص في الهند مترددًا في الاستثمار فيه، لذلك تأمل الحكومة في أن يؤدي بدء صناعة الهيدروجين الأخضر إلى تعزيز ثقة المستثمرين. يقول خبراء القطاعات إن السوق الأكثر استقرارًا من شأنها أن تجذب استثمارات كبيرة من كل من رأس المال المحلي والأجنبي.

وتريد الهند أن تحذو حذو دول مثل الصين، ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إذ قدّمت كل هذه البلدان شكلًا من أشكال الحوافز الحكومية لتوليد الهيدروجين الأخضر.

حتى الآن، يتوقع المراقبون الدوليون إمكان حدوث تخفيضات كبيرة في أسعار تصنيع الهيدروجين الأخضر خلال السنوات المقبلة.

كما يتوقعون توسعًا بمقدار 20 ضعفًا في الصناعة، ما يرفع قيمتها إلى 80 مليار دولار بحلول عام 2030.

الاستغناء عن الوقود الأحفوري

تستهدف الهند أن يكون الهيدروجين والأمونيا وقودي المستقبل، ليحلا محل الوقود الأحفوري، وقالت وزارة الطاقة إن إنتاج هذين النوعين من الوقود من الطاقة المتجددة، التي يطلق عليها الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، أحد المتطلبات الرئيسة للبلاد لأمن الطاقة المستدام بيئيًا.

وقالت الوزارة إن تنفيذ السياسة سيوفّر الوقود النظيف لعامة الناس في البلاد، ويقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري ، ويقلل من واردات النفط الخام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق