تقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

أزمة الكهرباء.. الهند تستعد لصيف ناري وتعلن الاستنفار

محمد عبد السند

تسابق الهند الزمن من أجل تأمين احتياجات البلاد من الكهرباء، في الصيف الحالي، وسط تزايد التوقعات بتعرّض البلد الكائن جنوب آسيا لأزمة الكهرباء خلال تلك الأشهر الساخنة.

وشرعت السلطات الهندية في التحوط ضد تلك المخاطر المحتملة، أملًا في توفير إمدادات كافية من الكهرباء تواكب الطلب المحلي المتصاعد.

وفي هذا السيناريو الباعث على القلق، تتزايد المخاطر المُحدقة بالهند بشأن أزمة الكهرباء خلال الليل في الصيف الحالي، والسنوات المقبلة، في حين قد تحدّ الإرجاءات بعمليات إضافة سعة جديدة من المحطات العاملة بالفحم، وأيضًا تلك المُنتجة من الطاقة الكهرومائية، من قدرة نيودلهي على سدّ الطلب المتنامي على الكهرباء في أوقات انعدام الطاقة الشمسية.

إجراءات تحوط

في إطار مساعيها لدرء الأزمة، أعلنت وزارة الطاقة الهندية اليوم الخميس 9 مارس/آذار (2023) أنها اتخذت خطوات عدّة لضمان إتاحة كميات كافية من الكهرباء خلال شهور الصيف، في محاولة لتهدئة المخاوف بشأن أزمة الكهرباء، حسبما نشرت وكالة رويترز.

ووجهت السلطات الهندية مرافق الكهرباء المنتشرة في ربوع البلاد إلى سرعة إجراء عمليات الصيانة لمحطات الكهرباء العاملة بالفحم، تجنبًا لأيّ تعطيل إبان ذروة أشهر الصيف، وتحديدًا خلال شهري أبريل/ نيسان و مايو/أيار (2023)، وفق ما ورد في بيان وزارة الطاقة الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- الاتجاه المتزايد لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون من توليد الكهرباء في الهند:

توليد الكهرباء بالفحم في الهند

وسيتعين على كل محطات الكهرباء العاملة بالفحم العمل بسعتها الكاملة بدءًا من 16 مارس/آذار (2023).

كما سيتعين على محطات الكهرباء العاملة بالفحم المستورد من الخارج تعزيز سعة إنتاجها إلى ما نسبته 55%، من إجمالي قدراتها البالغة 21% في فبراير/شباط (2023).

في المقابل، سيكون لزامًا على محطات الكهرباء العاملة بالفحم المُنتَج محليًا رفع إنتاجها من الكهرباء إلى ما نسبته 75% من إجمالي سعتها، من 69% في فبراير/شباط (2023)، حسبما قال مدير وحدة الأبحاث في "سي آر آي إس آي إل" -شركة هندية تحليلية تقدم خدمات التصنيف والبحث والمخاطر والسياسة الاستشارية-، هتال غاندي.

كما وجهت السلطات المختصة شركات الكهرباء -أيضًا- إلى ضرورة تفادي فصل الأحمال خلال أشهر الصيف، بحسب البيان.

وستعمل السلطات على إتاحة مخزونات كافية من الفحم في محطات الكهرباء العاملة بهذا الوقود الأحفوري، في حين أكدت وزارة السكك الحديدية الهندية إتاحة كميات كافية من العربات لنقل السلعة، بحسب نص البيان.

في غضون ذلك، ستُستعمَل الكهرباء المولدة بالغاز في تلبية أيّ ارتفاعات قياسية محتملة في الطلب، وبالمثل، طالبت نيودلهي كل محطات الطاقة الكهرومائية بتعظيم سعة إنتاجها من الكهرباء، كي تصبح متاحة في الشهر المقبل أبريل/نيسان ( 2023)، وفق البيان الذي رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

إرجاءات بالجملة

كانت الهند قد أرجأت بناء ما يصل إلى 26 محطة كهرباء عاملة بالفحم بسعة 16.8 غيغاواط، لمدة تزيد عن عام، وفق أحدث البيانات الصادرة عن الهيئة المركزية للكهرباء (سي إي إيه) في الهند.

في غضون ذلك، تواجه عمليات بناء بعض محطات الكهرباء العاملة بالفحم الأخرى إرجاءات تصل لأكثر من 10 أعوام.

وفي السياق ذاته، ستتيح نيودلهي سعة إضافية من الكهرباء قدرها 9 آلاف و920 ميغاواط، عبر محطات كهرباء عاملة بالفحم جديدة، والتي سيبدأ تشغيلها بحلول نهاية مارس/آذار (2023)، وفق البيان.

ومن المتوقع أن تلامس ذُروة الطلب على الكهرباء 229 غيغاواط خلال شهر أبريل/نيسان (2023)، بحسب بيان وزارة الطاقة.

أزمة الكهرباء في الهند
بائع هندي يعاني من انقطاع الكهرباء –الصورة من فاينانشيال تايمز

وقد ساعدت الإضافة السريعة لمحطات الطاقة الشمسية الهند على تجنّب حدوث فجوات في المعروض من الكهرباء خلال وقت النهار.

بيد أن نقص السعة المولدة بالفحم، وكذلك تلك المولدة من الطاقة الكهرومائية، تُعرّض ملايين الهنود لمخاطر أزمة الكهرباء في أوقات الليل، حسبما أظهرت البيانات الحكومية، وكذلك الوثائق الداخلية التي طالعتها وكالة رويترز، وتثبتت منها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المتوقع أن تلامس معدلات إتاحة الكهرباء في الهند خلال الساعات التي لا تتوافر فيها أشعة الشمس ما نسبته 1.7% في أبريل/ نيسان (2023)، بأقلّ من ذروة الطلب، وفق البيانات ذاتها.

ومن المتوقع -أيضًا- أن تبلغ ذروة الطلب خلال الليل في أبريل/ نيسان (2023) 217 غيغاواط، بزيادة نسبتها 6.4% عن أعلى المستويات المرصودة خلال الليل في شهر أبريل/ نيسان (2022).

وبينما سيرغب الهنود الراغبون في التغلب على حرارة الصيف بالحصول على كهرباء منتظمة تكفي لتشغيل أجهزة التكييف الخاصة بهم، تهدد أزمة الكهرباء خلال الليل صناعات من المفترض أنها تعمل على مدار الساعة، مثل السيارات والإلكترونيات والصلب، وكذلك الأسمدة.

وقال الرئيس السابق لإحدى هيئات صناعة الورق الهندية، والذي عمل في هذا المجال لنحو 3 عقود، بي غي موكوندان ناير: "إذا كان ثمة انقطاع في الكهرباء، ولو حتى لمدة دقيقة واحدة، ينسد لُب الورق، وتفسد عملية التصنيع برمّتها، ما يتسبب في خسائر بآلاف الروبيات".

وأوضح ناير: "حتى أقلّ تعطُّل في إمدادات الكهرباء من شأنه أن يخلق فوضى.. أزمة الكهرباء في هذا الصيف ستكون أسوأ بكثير من المتوقع".

بينما جاءت توقعات أزمة الكهرباء من قبل شبكة الكهرباء الوطنية في الهند قبل أسابيع من توقعات رسمية أخرى تشير إلى تعرّض البلاد لموجات حرارة خلال المدة بين مارس/آذار (2023) و مايو/أيار (2023).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق