طاقة نوويةأخبار الطاقة النوويةرئيسية

الطاقة النووية في إندونيسيا تتلقى دعمًا فنيًا وماليًا من أميركا

إنشاء محطة تعتمد على تقنيات المفاعلات المعيارية الصغيرة

رجب عز الدين

دخل قطاع الطاقة النووية في إندونيسيا في شراكة إستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية، لمساعدته على تطوير عدد من المحطات ذات الأغراض السلمية في إنتاج الكهرباء.

وأعلنت وكالة التجارة والتنمية الأميركية تقديم منحة إلى شركة "بي إل إن إندونيسيا باور"، لمساعدتها على تقييم الجدوى الفنية والاقتصادية لمحطة طاقة نووية مقترحة في البلاد، وفقًا لموقع ورلد نيوكلير نيوز المتخصص (world nuclear news).

ومن المقرر بناء محطة الطاقة النووية المقترحة في مقاطعة كليمنتان الغربية بجزيرة بورنيو، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وستشارك شركة "إن يو سكال باور" الأميركية في تقديم المساعدة الفنية إلى شركة "إندونيسيا باور" بالمشاركة مع شركتي "فلوركوربورشن"، و"جيه جي سي" اليابانية.

462 ميغاواط

الطاقة النووية في إندونيسيا
توقيع اتفاق الشراكة في مجال المفاعلات المعيارية الصغيرة - الصورة من موقع السفارة الأميركية في جاكرتا

من المخطط إنشاء محطة الطاقة النووية في إندونيسيا عبر تقنية المفاعلات المعيارية الصغيرة "إس إم آر"، بسعة توليد مقدرة عند 462 ميغاواط.

وستحصل الشركة الإندونيسية على مساعدة فنية متخصصة من الشركتين الأميركية واليابانية، لتصميم المحطة وإنشاء نظام التوليد الكهربائي والربط البيني.

كما ستمتد المساعدة إلى تقييم الأثريْن البيئي والاجتماعي لمشروعات الطاقة النووية في إندونيسيا، وصولًا إلى تقييم المخاطر المتعلقة بالتشغيل وتقدير التكلفة والمراجعة التنظيمية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

مليون دولار دعمًا

تتضمّن اتفاقية الشراكة الموقعة بين الجانبين الإندونيسي والأميركي تقديم مساعدة مالية في حدود مليون دولار، للإسهام في بناء قدرات مشروعات الطاقة النووية في إندونيسيا، وتعزيز الاستعمال المسؤول لتقنية المفاعلات المعيارية الصغيرة.

وسيخصص المبلغ لأغراض دعم العمالة، وإشراك أصحاب المصلحة، ودعم مقترحات تيسير اللوائح والتراخيص.

ويهدف التعاون الأميركي إلى تعزيز أهداف انتقال الطاقة في منطقة الآسيان عبر نشر تقنيات الطاقة النووية المتقدمة الآمنة التي ينظر إليها بوصفها صديقة لخطط خفض الانبعاثات والوصول إلى الحياد الكربوني عالميًا.

الحياد الكربوني 2060

تخطط إندونيسيا ذات الـ274 مليون نسمة للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060، متأخرة عن دول أوروبا وأميركا بـ10 سنوات، ومتساوية مع الصين أكبر المنافسين الآسيويين، في حين تتقدّم على الهند آخر الواصلين بحلول 2070.

وتراهن الولايات المتحدة على نشر تقنية المفاعلات المعيارية الصغيرة في إندونيسيا والهند، بوصفها أكثر أمانًا من تقنيات المفاعلات التقليدية القديمة ذات المخاطر الإشعاعية المتزايدة.

ومن المتوقع أن يخلق المشروع المقترح لمحطة الطاقة النووية في إندونيسيا آلاف الوظائف للسكان المحليين، بالإضافة إلى إسهامه في تلبية جانب من الطلب على الكهرباء في البلاد بصورة آمنة ونظيفة، وفق أعلى معايير السلامة والأمن النووي، وفقًا لبيان صادر من السفارة الأميركية في جاكرتا.

معايير الأمن النووي

الطاقة النووية في إندونيسيا
الأطراف الموقعة على اتفاق وكالة التجارة والتنمية الأميركية - الصورة من موقع السفارة الأميركية في جاكرتا

قالت مديرة وكالة التجارة والتنمية الأميركية إينو إيبونغ، إن الولايات المتحدة تنظر إلى مشروعات البنية التحتية في إندونيسيا باهتمام كبير بوصفها من أكبر الاقتصادات الناشئة في العالم.

وأكدت إيبونغ دعم الولايات المتحدة لإندونيسيا في خطط انتقال الطاقة عبر مساعدتها بأحدث التقنيات الأميركية المبتكرة في مجال الطاقة النظيفة والآمنة.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة "إن يو سكال" الأميركية جون هوبكنر، إن تقنيات المفاعلات المعيارية الصغيرة ستساعد إندونيسيا على الحصول على طاقة آمنة وخالية من الكربون، كما ستمكنها من تحقيق برامج الانتقال إلى الطاقة النظيفة خلال السنوات المقبلة.

ومن المقرر أن تستعمل شركة "إن يو سكال" أول تصميم في مجال تقنيات المفاعلات المعيارية الصغيرة معتمد من اللجنة التنظيمية النووية الأميركية.

يُشار إلى أن إندونيسيا تخطط لاقتحام قطاع الطاقة النووية السلمية منذ سنوات، بهدف الإسهام في تلبية الطلب على الكهرباء بعيدًا عن الوقود الأحفوري، في إطار خطط أخرى لتعزيز مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

ووقّعت وكالة الطاقة النووية في إندونيسيا "باتان" في أغسطس/آب 2019، على مذكرة تفاهم مع "إندونيسيا باور"، للتعاون في استعمال التكنولوجيا النووية بقطاع الطاقة، مع دراسة جدوى عمل محطات الطاقة النووية في البلاد.

الطلب على الكهرباء

تعتمد إندونيسيا على الفحم في توليد 60% من احتياجات الكهرباء، إلا أن البلاد تستطيع تلبية نمو الطلب على الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية.

وهناك سيناريوهان لحجم نمو الطلب على الكهرباء في إندونيسيا، بحسب تقرير "بلومبرغ نيو إنرجي فايننس".

فمن المتوقع أن يزيد الطلب على الكهرباء في البلاد بنحو 3 أضعاف بحلول عام 2050، ليصل إلى 919 تيراواط/ساعة، مقارنة بـ306 تيراواط/ساعة في 2021، أو نمو الطلب على الكهرباء بمقدار 5 أضعاف بحلول عام 2050.

وكشف التقرير عن أن 75% من إمدادات الكهرباء ستأتي من مصادر الطاقة المتجددة في 2050، في حين سيوفر الفحم والمفاعلات النووية وتقنية احتجاز الكربون وتخزينه النسبة الباقية.

في الوقت نفسه، تمتلك إندونيسيا مناجم ضخمة تحوي احتياطيات كبيرة من المعادن الأرضية النادرة المستعملة في تقنيات الطاقة المتجددة.

وتستحوذ إندونيسيا على أكبر احتياطيات النيكل في العالم، ما أسهم في جذب استثمارات أجنبية ضخمة إلى القطاع خلال السنوات الماضية، لا سيما من الصين أكبر الدول المستحوذة على المعادن الأرضية النادرة في العالم.

ويدخل النيكل في إنتاج الصلب المقاوم للصدأ، كما يستعمل في صناعة 90% من القطب الكهربائي الذي يخرج منه التيار في السيارات الكهربائية، والمعروف باسم "الكاثود"، وهو أغلى جزء تقني في صناعة البطاريات حتى الآن، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق