إيرادات صادرات النفط الروسي منذ بدء غزو أوكرانيا (رسم بياني)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
تُظهر إيرادات صادرات النفط الروسي، منذ بداية غزو الأراضي الأوكرانية، تباينًا شهريًا يغلب عليه التراجع، الذي ظهر بصورة قوية مع بدء تطبيق سقف الأسعار على خام موسكو.
ومنذ بدء الحرب اتبعت الدول الغربية بقيادة الاتحاد الأوروبي سلاح المقاطعة التدريجية للوقود القادم من روسيا، بوصفه نوعًا من العقاب والضغط عليها، حتى أقرّت تطبيق السقف السعري على الخام المنقول بحرًا، إلى جانب فرض حظر على الواردات من النفط والمشتقات النفطية، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، بدأ الحلفاء الغربيون تطبيق السقف السعري على النفط الروسي يتضمن منع الدول من شراء الخام القادم من موسكو المنقول بحرًا بأكثر من 60 دولارًا للبرميل.
تراجع واضح مع تنفيذ السقف السعري
يوضح رصد لوكالة الطاقة الدولية أن إيرادات صادرات النفط الروسي سجّلت أقل مستوى لها في أكثر من عام، خلال شهر فبراير/شباط الماضي، وهو ما قد يرجع إلى نجاح السقف السعري المفروض على الخام القادم من موسكو.
وتراجعت قيمة صادرات النفط الروسي، في فبراير/شباط الماضي، إلى 11.6 مليار دولار، مقابل 20.5 مليار دولار خلال الشهر نفسه من العام الماضي.
كما أنها تُعَد متراجعة على أساس شهري، إذ سجّلت إيرادات صادرات النفط الروسي في يناير/كانون الثاني 2023، نحو 14.3 مليار دولار.
وتُقدّر وكالة الطاقة الدولية أن متوسط كميات صادرات النفط الخام والمشتقات النفطية سجّل أقل مستوى منذ سبتمبر/أيلول الماضي، إذ بلغ 7.5 مليون برميل يوميًا خلال شهر فبراير/شباط 2023.
وتشير حسابات الوكالة إلى أن براميل النفط الروسي بيعت خلال فبراير/شباط الماضي بأقل من السقف السعري؛ إذ بلغ متوسط السعر المرجح للخام القادم من موسكو نحو 52.48 دولارًا للبرميل.
كما أن خام الأورال الروسي بيع بنحو 45.27 دولارًا للبرميل، بينما تداولت المنتجات النفطية كالديزل والبنزين (الأعلى سعرًا) وكذلك النافثا وزيت الوقود (الأقل جودة) بأقل من 100 دولار و45 دولارًا للبرميل على التوالي، وهو السقف السعري المفروض على المنتجات النفطية.
وكانت وكالة الطاقة الدولية قد رفعت توقعاتها لمتوسط إنتاج روسيا من النفط خلال العام الجاري عند 10.4 مليون برميل يوميًا، لكن سيظل منخفضًا بمقدار 740 ألف برميل يوميًا عن 2022.
إيرادات صادرات النفط الروسي في 2022
شهد ديسمبر/كانون الأول 2022 تسجيل إيرادات صادرات النفط الروسي أقل مستوى لها خلال العام الماضي لتسجّل نحو 13.3 مليار دولار، مقابل 15.9 مليار دولار في نوفمبر/تشرين الثاني السابق له.
بينما سجّلت صادرات النفط الروسي أعلى إيرادات لعام 2022 خلال شهر مارس/آذار الماضي بلغت فيه 22.1 مليار دولار، ثم تراجعت إلى 20.7 مليار دولار في أبريل/نيسان الماضي.
وعادت إيرادات صادرات النفط الروسي إلى الارتفاع في مايو/أيار عند 21.1 مليار دولار، لتواصل الصعود الطفيف إلى 21.6 مليار دولار في يونيو/حزيران الماضي، ولكنها تراجعت بعد ذلك خلال يوليو/تموز إلى 19 مليار دولار، ثم إلى 18 مليار دولار في أغسطس/آب.
وفي سبتمبر/أيلول 2022، واصلت قيمة صادرات النفط الروسي تراجعها إلى 15.7 مليار دولار، قبل أن ترتفع في أكتوبر/تشرين الأول إلى 17.5 مليار دولار.
وكانت إيرادات صادرات النفط الروسي سجلت بداية العام الماضي (2022) نحو 20.3 مليار دولار خلال يناير/كانون الثاني، وبلغت 20.5 مليار دولار في فبراير/شباط الماضي.
إجراءات روسية ردًا على أوروبا
كانت روسيا قد أعلنت في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي -شهر بدء تطبيق سقف الأسعار- أنها تخطط لخفض إنتاج النفط بين 5% و7% في أوائل 2023، قبل أن تؤكد في فبراير/شباط 2023 خفض إنتاجها 500 ألف برميل يوميًا بدءًا من مارس/آذار الجاري.
وبحسب التصريحات الرسمية التي صدرت وقتها، تعتزم موسكو وقف مبيعات الخام والمنتجات النفطية للدول التي تدعم سقف الأسعار.
وفي السياق نفسه، تدرس روسيا اعتماد أسعار خام برنت في المحاسبة الضريبية للشركات المنتجة للنفط، كمحاولة منها لتعويض الخسائر التي تكبدتها منذ بدء تطبيق دول الاتحاد الأوروبي عقوبات على النفط الروسي.
وفي فبراير/شباط الماضي، بدأ الاتحاد الأوروبي -أيضًا- تنفيذ حظر جديد على واردات الديزل الروسي، واتجهت موسكو إلى البحث عن أسواق بديلة للقارة الأوروبية وكانت آسيا في مقدمتها.
موضوعات متعلقة..
- بالأرقام.. صادرات النفط الروسي في أول شهر للحظر الأوروبي على المنتجات المكررة
- بالأرقام| صادرات النفط الروسي تنتعش.. وشحنات ضخمة تعبر مصر يوميًا
- موسكو: الطلب على النفط الروسي سيستمر رغم السقف السعري
اقرأ أيضًا..
- تقرير جديد يكشف توقعات أسعار النفط حتى عام 2024
- الجزائر تعلن أسعار وطرازات أول سيارة هجينة من "فيات" الإيطالية
- هل يدعم الاتفاق السعودي الإيراني التعاون في مجال الطاقة؟ (مقال)