الطلب على الغاز يهبط عالميًا بنسبة 30% بحلول نهاية 2030 (دراسة)
سيهبط في أوروبا بنسبة 37%
محمد عبد السند
بدأت دول العالم تفطن إلى أهمية تطوير مصادر الطاقة المتجددة، وفطم نفسها تدريجيًا عن الوقود الأحفوري، وهو ما سيقود بدوره إلى تراجع الطلب على الغاز.
وشرعت العديد من دول العالم في تبني إستراتيجيات طموحة لتحول الطاقة، في إطار خطط أوسع لتحقيق أهداف الحياد الكربوني.
وفي هذا السيناريو، توقعت "كريديتو واي كوسيون" -عملاقة التأمين الإسبانية- أن تشهد أوروبا والولايات المتحدة الأميركية هبوطًا في الطلب على الغاز في المدى المتوسط إلى الطويل، حسبما أورد موقع أتالايار Atalayar الإسباني.
ورغم أن الأسواق الناشئة في كل من آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا ستواصل النمو هذا العقد، فإن الطلب على الغاز عالميًا سينخفض إلى أدنى من المستويات الراهنة، بنسبة 30%، بحلول نهاية العقد الجاري (2030).
وبالنظر إلى أوروبا وحدها، وبالتوازي مع الزيادة القوية في سعة الرياح والطاقة الشمسية، سيلامس هذا الانخفاض 37%.
وتنقسم أسواق الغاز عادةً إلى 3 مناطق -أميركا الشمالية وآسيا وأوروبا- تطبق كل واحدة منها آلية تسعير خاصة بها.
أزمة طاقة عالمية
رغم أن تكاليف الغاز الأوروبية تقع -بوجه عام- في نطاق بين نظيرتيها في كل من الولايات المتحدة الأميركية وآسيا، يواجه العالم -حاليًا- أزمة طاقة عالمية غير مسبوقة، وتحتل أوروبا والغاز الطبيعي مركز الاهتمام.
فقد قطعت روسيا إمدادات الغاز عن دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 80% منذ غزو موسكو الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير/شباط (2022).
ويوضح التصميم التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- الطلب على الغاز في الشرق الأوسط:
وفي المقابل، عزّزت أوروبا واردات الغاز المسال، ما أدى إلى رفع أسعار الغاز في القارة العجوز لمستويات قياسية في العام الفائت (2022).
وبينما ستهبط أسعار الغاز على المدى الطويل في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وآسيا، فإنها ستبقى مرتفعة ومتقلبة -على الأرجح- على المدى القصير.
انخفاض الطلب على الغاز
وفقًا للسيناريو طويل الأجل الذي وضعته "كريديتو واي كوسيون"، الذي يفترض أن التزامات الطاقة المختلفة قد أعلنتها الدول، وستعمل على الوفاء بها، سينخفض الطلب على الغاز في عام 2050، بنسبة 40%، قياسًا بما هو عليه الآن.
وسيعني هذا أن حصة الغاز في مزيج الطاقة ستهبط من 16% إلى 10%.
من جهة أخرى، من المتوقع أن ينمو الطلب على الغاز المسال حتى أواسط العقد الجاري (2025)، قبل أن يصبح عدم اليقين هو السمة السائدة خلال النصف الأخير من العقد الحالي (2030).
وأشارت "كريديتو واي كوسيون" إلى أن الطلب على الغاز سيشرع في التراجع من نهاية العقد الحالي (2030) في الصين، ومن عام 2035 في منطقة الشرق الأوسط، وبحلول عام 2040 في الهند.
تراجع روسي
في عام 2050، ستحافظ روسيا على مكانتها بصفتها أكبر موردي الغاز، رغم أن دورها في التجارة العالمية سيتقلّص بصورة حادة، وفق ما توصلت إليه "كريديتو واي كوسيون"، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المتوقع أن يهبط إنتاج روسيا من الغاز بنسبة 40%، لكنها لن تكون قادرة على تعويض انخفاض الإمدادات إلى أوروبا، عبر تعزيز صادراتها من السلعة الحيوية إلى أسواق أخرى.
وستغطي شحنات الغاز الطبيعي الروسي عبر خطوط الأنابيب إلى الصين أقل من نصف التراجع في الصادرات المتجهة إلى أوروبا بحلول عام 2030.
ولا توجد خيارات سهلة بالنسبة إلى موسكو في بحثها عن أسواق جديدة، وستظل الولايات المتحدة الأميركية ثاني أكبر مورد للغاز في العالم، على أن يبقى الشرق الأوسط أكبر مصدر لنمو الإمدادات على المدى القريب.
صادرات الغاز المسال
من المتوقع أن تستحوذ صادرات الغاز المسال الآتية من دول الشرق الأوسط والولايات المتحدة الأميركية، على نصف الإمدادات العالمية لهذا الوقود الأحفوري بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، وفق تقديرات شركة النفط البريطانية بي بي.
ويُظهر التصميم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور صادرات الغاز المسال الغربية ربع سنويًا في عامي 2021 و2022:
ويعادل هذا 400 مليار متر مكعب (11331 مليار قدم مكعبة)، قياسًا بقرابة الثلث في عام 2019.
وأوضحت شركة النفط البريطانية بي بي -في تقرير، تثبتت منه منصة الطاقة المتخصصة- أن تغطية الزيادة في الطلب العالمي على الغاز المسال حتى المدة المذكورة، ستكون من قطر والولايات المتحدة الأميركية.
أميركا تقود الارتفاع
خلال العام الفائت (2022)، سجلت إمدادات الغاز المسال العالمية صعودًا كبيرًا، بقيادة الولايات المتحدة، بدعم من تزايد الطلب المحلي الأوروبي، وسط نقص الإمدادات الروسية الواصلة إلى القارة العجوز، ضمن تداعيات الحرب الأوكرانية.
ولامست واردات أوروبا من الغاز المسال 69%، أو 7.2 مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز المسال الأميركي خلال عام 2022، نظير 35% أو 3.3 مليار قدم مكعبة يوميًا في العام قبل الماضي (2021)، بحسب أرقام كشفت عنها شركة البيانات العالمية ريفينيتيف، ونشرتها وكالة رويترز.
وقفزت صادرات الولايات المتحدة الأميركية من الغاز المسال بنسبة 8% في عام 2022، إلى 10.6 مليار قدم مكعبة يوميًا، محتلة بذلك المركز الثاني عالميًا وبفارق ضئيل عن أستراليا التي لامست صادراتها 10.7 مليار قدم مكعبة يوميًا، بحسب مزود البيانات ريفينيتيف.
أما منطقة الشرق الأوسط فهي تسعى للاستفادة من الطلب العالمي المتنامي في تعزيز إمدادات الغاز المسال العالمية.
وفي هذا السياق، قادت قطر وسلطنة عمان ومصر صادرات الدول العربية، مسجلة 84 مليون طن خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2022، بحسب التقديرات التي أفرجت عنها منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك".
موضوعات متعلقة..
- السعودية تقود انتعاش الطلب على الغاز في الشرق الأوسط
- مشروعات النفط والغاز "فرس رهان" حكومات الشرق الأوسط لحل مشكلة البطالة
- هدوء نسبي بأسواق النفط والغاز العالمية منذ بداية 2023.. ما السبب؟
اقرأ أيضًا..
- واردات الغاز المسال العالمية تسجل رقمًا قياسيًا في فبراير
- 3 دول تتنافس على الليثيوم في زيمبابوي.. و2 مليون طن مخزونات عالقة
- خسائر أسعار النفط تتواصل.. والسعودية والجزائر تحذران من انهيار السوق