أمين عام أوابك يتحدث عن توقعاته لإنتاج النفط الروسي في 2023
الطاقة
قال أمين عام أوابك، منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول، المهندس جمال اللوغاني، إن أسواق النفط العالمية تشهد حالة من عدم اليقين، تنعكس على آفاقها المستقبلية، بعد عام من الحرب في أوكرانيا.
وجاءت تصريحات اللوغاني، اليوم الثلاثاء 14 مارس/آذار (2023)، في إطار متابعة التطورات في أسواق النفط العالمية، إذ أوضح أن العقوبات المفروضة على موسكو دفعت أوروبا إلى الاعتماد بشكل أكبر على دول الشرق الأوسط، وخاصة الدول الأعضاء بالمنظمة، وكذلك أميركا، لتوفير احتياجاتها من الطاقة.
وأوضح أمين عام أوابك أن الحرب في أوكرانيا أسهمت -نسبيًا- في تراجع معدل نمو الطلب العالمي على النفط خلال (2022)، مقارنة بالعام السابق له، إذ ظل أقلّ من المستويات التي سُجلت قبل جائحة كورونا، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ولفت المهندس جمال عيسى اللوغاني إلى أن الطلب على النفط خلال 2022 تأثَّر سلبًا بعدد من العوامل، منها ارتفاع أسعار النفط الخام، والتباطؤ الذي شهده أداء الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى القيود التي فرضتها الصين لمواجهة تفشّي فيروس كورونا.
توقعات إنتاج النفط الروسي
قال أمين عام أوابك المهندس جمال اللوغاني، إن إمدادات النفط خلال العام الماضي 2022 شهدت تأثيرًا أقلّ من المتوقع بكثير بعد الحرب الأوكرانية الروسية، إذ أثبت إنتاج النفط الروسي أنه يتمتع بمرونة وقدرة على التعافي بشكل سريع.
وأرجع اللوغاني تعافي خام موسكو السريع إلى نجاح الشركة الروسية في إيجاد مشترين جدد لصادراتها، موضحًا أنه رغم توقُّع الكثيرين أن ينخفض إنتاج النفط الروسي خلال العام الجاري 2023، فإن هذا الانخفاض قد يكون أقل من المتوقع، في ظل مواصلته التدفق إلى وجهاته الآسيوية.
وأوضح أمين عام أوابك أن الأزمة الروسية الأوكرانية تسببت -أيضًا- في ارتفاع مخزون النفط العابر للمواني، في ظل تغير مسارات التدفقات التجارية، إذ لجأت الولايات المتحدة إلى استعمال مخزوناتها الإستراتيجية، لتصبح أداة لإدارة سوق النفط.
وسحبت الولايات المتحدة، بقرار من الرئيس الأميركي جو بايدن، على مدار 6 أشهر خلال العام الماضي 2022، نحو 180 مليون برميل من احتياطي النفط الإستراتيجي في البلاد، في حين أعلنت التعاون مع دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار المهندس جمال اللوغاني إلى أن أسعار النفط تأثرت بتداعيات الحرب في أوكرانيا، وشهدت مستوياتها تقلبات حادة، إذ ارتفع سعر خام برنت القياسي، في شهر مارس/آذار 2022، إلى 140 دولارًا للبرميل، في حين تجاوزت أسعار عقود خام غرب تكساس 130 دولارًا للبرميل.
ولفت أمين عام أوابك إلى أن هذه الأسعار هي الأعلى منذ يوليو/تموز 2008، موضحًا أنه بالتزامن مع توقعات تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، وتشديد السياسة النقدية، من خلال رفع معدلات الفائدة من جانب البنوك المركزية حول العالم، وقيود احتواء فيروس كورونا في الصين، شهدت أسعار النفط خلال النصف الثاني من العام تراجعًا، لتستقر عند مستوى 79.7 دولارًا للبرميل.
وكانت الصين قد أعلنت، في نهاية العام المنصرم 2022، إلغاء القيود الصارمة المفروضة للسيطرة على تفشّي فيروس كورونا، والتي كان في مقدمتها حظر حركة السفر والطيران، الأمر الذي أدى إلى تفاؤل عالمي بشأن لزيادة الطلب على النفط، لمواجهة احتياجات وطلبات الوقود في بكين.
تدفقات تجارة النفط وإجبار الناقلات
تناول أمين عام أوابك، منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، المهندس جمال اللوغاني، أزمة إجبار ناقلات النفط الروسي على قطع مسافات أطول لتوصيل الشحنات إلى مشتريها، وهو ما أسهم في الحدّ من توفر الناقلات، وأدى إلى ارتفاع أسعار الشحن البحري.
بالإضافة إلى ذلك، تسببت الحرب في أوكرانيا بتحول هائل في تدفقات تجارة النفط العالمية، وكذلك تحول علاقات تجارة النفط العالمية، خلال مدة زمنية قصيرة جدًا، بالتزامن مع ظهور سوق موازية للناقلات، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
بناءً على ذلك، يرى أمين عام أوابك أن الهواجس المرتبطة بأمن الطاقة لدول أوروبا بشكل خاص، والمقدرة على تحمّل تكلفتها المرتفعة، أصبحت محركات رئيسة لسياسة الطاقة في تلك الدول، وعلى المستوى العالمي بالقدر نفسه.
وأضاف: "تحالف أوبك+، وعلى رأسه الدول العربية الأعضاء في منظمة أوابك -ضمن إطار سعيها نحو تحقيق الاستقرار والتوازن لسوق النفط العالمية في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية- لم تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة هذه التطورات، وبذلت جهودًا حثيثة في هذا الشأن".
وأكد اللوغاني أن الأمانة العامة لمنظمة أوابك تشدد على أهمية وفعالية نهج تحالف أوبك+، المتمثل في اتخاذ إجراءات استباقية تحسّبًا لأيّ مستجدات طارئة بسوق النفط، وتؤكد في الوقت نفسه على أن قرارات التحالف، وأبرزها خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا، كان لها انعكاس واضح على استقرار أسواق النفط.
يشار إلى أن تحالف أوبك+ كان قد قرر بدء خفض سقف الإنتاج النفطي، بداية من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بمقدار مليوني برميل يوميًا، وهو القرار الذي من المقرر أن يستمر العمل به حتى نهاية العام الجاري 2023، مؤكدًا في الوقت نفسه على مراقبته لأسواق النفط واستعداده لمواجهة أيّ مستجدات فيها.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، حصص إنتاج دول أوبك+ من النفط الخام، من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 حتى نهاية 2023:
يُذكر أن أمين عام أوابك الجديد المهندس جمال اللوغاني تسلَّم منصبه رسميًا يوم الأربعاء 1 مارس/آذار الجاري، خلفًا للأمين العام السابق علي سبت بن سبت، مدعومًا بخبرته الكبيرة في العمل مع المنظمات والمؤسسات والهيئات الدولية المختصة بالطاقة والبيئة والاستدامة.
موضوعات متعلقة..
- أمين عام أوابك: حظر النفط الروسي يدعم القلق العالمي بشأن أمن الطاقة
- أمين عام أوابك لـ"الطاقة": النفط والغاز أساس الاقتصاد العالمي.. و3 دول عربية تقود المبادرات الخضراء
- أمين عام أوابك يكتب لـ"الطاقة" عن قمة المناخ ومواقف الدول النفطية (مقال)
اقرأ أيضًا..
- تقرير دولي: المغرب ومصر في صدارة طفرة طاقة الرياح بالدول النامية
- تقرير لأوابك يفضح معاداة أوروبا للنفط.. وسر النفاق البيئي
- مصافي النفط العالمية.. 3 منشآت عربية في قائمة الـ8 الكبار (فيديو وصور)
- موازنة العراق 2023 تستهدف جمع إيرادات نفطية بـ80 مليار دولار