الطاقة الشمسية العائمة.. تصور جديد يتغلب على الظروف البحرية الصعبة (صور وفيديو)
محمد عبد السند
يبرز توجه متزايد نحو تطوير مشروعات الطاقة الشمسية العائمة التي يُنظر إليها على أنها أحد الحلول الفاعلة لتعظيم سعة الكهرباء النظيفة، ومن ثم تعزيز أمن الطاقة، والتحوط ضد الصدمات الخارجية.
وتقترن بتلك التقنية مزايا عدة، من بينها خلق مساحة كبيرة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، لا تتوافر مع المحطات التقليدية.
وفي هذا المسار، تطور مجموعة من الكيانات المتخصصة مفهومًا تصوريًا جديدًا لمنصة طاقة شمسية عائمة، تتمتع بالقدرة على استغلال المساحة البحرية المتاحة، والتعامل مع أصعب الظروف البيئية البحرية، حسبما أورد موقع ماريتايم إكسكيوتف (The Maritime Executive) الأميركي.
ويشير الخبراء إلى الأهمية المتنامية التي يبديها مجتمع الطاقة الشمسية بالتحول إلى التركيبات البحرية، لمواجهة النقص في المساحات اللازمة لتركيب ألواح الطاقة الشمسية.
مفهوم تصوري
في هذا الخصوص، تتطلع السلطات الحكومية إلى التطبيقات متعددة الاستعمالات، بُغية استغلال المساحات المُخصصة لمزارع الرياح البحرية، بحسب معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وشرع الشركاء البلجيكيون "جان دو نول" و"تراكتيبل" و"دي إي إم إي"، بجانب جامعة غنت، في العمل قبل 4 سنوات على مفهوم تصوري لعوامة بحرية للطاقة الشمسية.
وبينما تُوضع مُعظم تركيبات الطاقة الشمسية البحرية على مقربة من السطح أو حتى على السطح، تُشبه عوامة الطاقة الشمسية "سيفولت" توربينات الرياح البحرية العائمة، التي ترتفع عن سطح البحر.
مزايا متنوعة
يجمع الشركاء على أن تقنية الطاقة الشمسية العائمة قادرة على مواجهة الظروف البحرية القاسية، مع إمكان خلق أسطح كبيرة للطاقة الشمسية المحمية من الأمواج.
وأشار الشركاء إلى الوقت القصير نسبيًا المطلوب لتطوير التركيبات، والتصميم المعياري القادر على التكيف مع شتى المواقع.
وقال الرئيس التنفيذي لـ"تراكتيبل"، فيليبي فان تروي: "بالطريقة نفسها التي رأينا بها تقنية الرياح، وهي تتحول من البر إلى البحر، نشهد الآن تسلل نظام الطاقة بأكمله إلى المواقع البحرية".
وأوضح تروي: "بجانب إنتاج الوقود الأخضر البحري، وجزر الطاقة البحرية، والموصلات البينية، والحلول الجزئية لتخزين الكهرباء، لدينا يقين راسخ أن الطاقة الشمسية العائمة تضطلع بدور مهم في تسريع تحول الطاقة".
ولفت الشركاء إلى حقيقة مفادها بأن السعة المركبة للطاقة الشمسية بلغت مستوى قياسيًا عند 1 تيراواط في العام الماضي (2022)، في حين تبحث مزيد من المواقع عن مصادر مختلفة للطاقة المتجددة.
*(تيراواط = مليون ميغاواط)
قيود وحلول
مع ذلك، تواجه صناعة الطاقة الشمسية قيودًا نتيجة ندرة الأراضي اللازمة لإقامة المشروعات ذات الصلة.
ويُشار هنا إلى أن معظم تقنيات الطاقة الشمسية العائمة تقتصر على تطبيقات قريبة من الشواطئ أو حتى تلك البعيدة عنها، لكن وعبر دمج الطاقة الشمسية بالمنصة العائمة، يعتقد الخبراء أن تلك التقنية تستطيع تجاوز تلك القيود.
ومؤخرًا، طالب الهولنديون بإدراج التطبيقات متعددة الاستعمالات في واحدة من أحدث جولات مزاداتهم الخاصة بمنح تراخيص مزارع الرياح البحرية.
وفازت شركة "أورناجي وين باور 2"، التابعة لشركة "آر دوبليو إي" الألمانية المتخصصة في تطوير مزارع الرياح البحرية، بالمناقصة، التي تدخل في شراكة مع شركة "سولار داك" لتطوير أول منشأة شمسية هجينة عائمة، وطرحها للاستعمال التجاري.
وتبني الشركتان نموذجًا سعة 5 ميغاواط لحل مُعضلة تخزين الكهرباء في مزرعة رياح "هولندس كوست"، التي من المتوقع أن تدخل حيز التشغيل في عام 2026.
وقال مدير الأعمال التجارية في "جان دي نول غروب"، فيليبي هوتسي: "نشعر بسعادة غامرة لإطلاق تقنية سيفولت، التي تمثل تتويجًا لأعوام من العمل الجاد والإبداع في تقنية الطاقة الشمسية البحرية، بالتعاون مع شركائنا".
وأضاف هوتسي: "بينما تستمر صناعة الرياح البحرية في النمو، نعتقد أنها ستقدر على تقديم دور حاسم في تحسين استعمال المساحات المتاحة في البحار من خلال بناء مزارع الرياح البحرية".
وفي السياق ذاته، قال الشركاء البلجيكيون إن أعمال البحث الأولية استكشفت الآثار الناجمة عن الطاقة الشمسية العائمة على النظام الإيكولوجي البحري، وتكامل تربية الأنواع الحية البحرية، بجانب التقييم المالي.
موضوعات متعلقة..
- مشروعات الطاقة الشمسية العائمة.. ثورة قادمة في إنتاج الكهرباء بأفريقيا
- ألواح الطاقة الشمسية العائمة تعوّض نقص الطاقة الكهرومائية في سد كاريبا
- مجمع الطاقة الشمسية العائمة في كوريا الجنوبية يشهد تقنيات جديدة
اقرأ أيضًا..
- مشروع إسرائيل لخط أنابيب شرق المتوسط يهدد صادرات الغاز المصرية
- الصناعة الكيماوية الخليجية بين بوادر الانتعاش إقليميًا وعدم الاستقرار عالميًا (مقال)
- الغاز الجزائري يطيح بأميركا من صدارة الإمدادات إلى إسبانيا