أنس الحجي: داعمو الوقود الأحفوري بعد حرب أوكرانيا كانوا أشد أعدائه (صوت)
وأوروبا قد تعود إلى الغاز الروسي
أحمد بدر
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة، إن دعم الوقود الأحفوري بعد الحرب في أوكرانيا لم يكن متوقعًا، لأنه جاء من دول تحارب فكرة تقديم هذا الدعم.
جاء ذلك خلال تصريحات للدكتور أنس الحجي، في حلقة من برنامجه "أنسيّات الطاقة"، على موقع تويتر، قدّمها بعنوان "بعد عام على غزو أوكرانيا.. كيف غيّرت الحرب الأسواق العالمية للنفط والغاز؟.. وما التوقعات المستقبلية في ظل استمرار هذه الحرب؟".
وأوضح الحجي، أن تجارة الفحم تأثرت بالحرب في أوكرانيا، ولكن من ضمن التأثيرات في هذا الجانب يمكن التركيز على أمريْن مهميْن من بين عدة تأثيرات أخرى، تمس الاعتماد على النفط والغاز، ودعم الوقود الأحفوري من جانب محاربيه.
دعم الوقود الأحفوري بالإعانات
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن الأمر الأول الذي يرتبط بمثالية الغرب والاستغناء عن هذه المثالية عند الحاجة هو أن أغلب الدول الغربية قدّمت إعانات مليارية إلى شعوبها للتخفيف من عبء ارتفاع الأسعار، بالنسبة إلى الوقود والغاز والكهرباء.
وأبرز الحجي التناقض في هذا الجانب، فالدول التي قدّمت الإعانات في هذه الجوانب بعد الحرب في أوكرانيا هي نفسها الدول التي تحارب دعم الوقود الأحفوري.
ويوضح الرسم البياني التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- حجم الدعم المقدم إلى الوقود الأحفوري بصورة غير مسبوقة في 2022:
وأضاف خبير اقتصادات الطاقة: "وهذه الدول هي -أيضًا- التي كانت تحارب الإعانات على مدى 30 عامًا مضت تحت دعاوى مختلفة، أبرزها هو الانبعاثات التي تؤدي إلى تغير المناخ".
ولفت إلى أن هذه الدول كانت تحارب فكرة دعم الوقود الأحفوري في كل المحافل الدولية عن طريق البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، واجتماعات مجموعة الـ7 الكبرى ومجموعة الـ20 وغيرها، والآن عادت وأصبحت تدفع بنفسها إعانات إلى هذا الوقود الأحفوري واستهلاكه.
وأوضح الحجي أن من ضمن أبعاد هذه الأزمة أنه في حالة عدم وجود إعانات لكان وضع أوروبا أفضل اليوم، لأن الأسعار كانت سترتفع بصورة أكبر، وسيكون هناك رد فعل من الناس، ولكن الحكومة هي من خفّفت العبء عن الناس، ومن ثم استمر الطلب على النفط والغاز والكهرباء.
كيف خفّفت أوروبا حدة الأزمة؟
قال خبير اقتصادات الطاقة، مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن الطلب على النفط والغاز والكهرباء شهد انخفاضًا، ولكن هذا الانخفاض كان سيصبح أكبر في حالة عدم تقديم دعم الوقود الأحفوري.
وأضاف: "من ضمن النتائج التي حدثت في ظل انخفاض الطلب على الغاز في الدول الأوروبية في دولة مثل ألمانيا، وهو أمر يحتفي به الإعلام الغربي والعربي -للأسف- رغم أنه غير حقيقي، والحقيقة أن هذه الدول استطاعت التخفيف من حدة الأزمة من خلال تخفيض المستوى المعيشي للناس".
وعن كيفية تخفيض مستوى الناس المعيشي في دول أوروبا، قال الحجي إن هذه الدول خفّضت مستوى الرفاهية للناس، بالإضافة إلى نقضها كل ما سبق قوله بشأن الفحم والعودة إلى استعماله مرة أخرى، بجانب نقض كل ما قالوه عن تغير المناخ.
وتابع: "ثمن التخفيف من حدة الأزمة كان مرتفعًا للغاية، حتى من الناحية المالية، ولكن هذا لا يُعد نجاحًا، لا سيما أن دول أوروبا ما زالت حتى الآن مرتبطة بالاعتماد على الغاز المسال الأميركي، الذي يُعد أخطر بكثير من الغاز الروسي".
وأوضح أن الغاز المسال الأميركي فيه الكثير من المشكلات، إذ إنه يأتي من خليج المكسيك، الذي يعاني الأعاصير لمدة 5 أشهر في العام، وهذه الأعاصير في المعتاد تتسبب في توقف الشحنات، وهو أمر سيضع أوروبا في أزمة، فما الذي ستفعله دول القارة التي تخلّت عن الغاز الروسي".
العودة إلى الغاز الروسي
توقع مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، أن يتسبّب توقف شحنات الغاز المسال من الولايات المتحدة، بسبب الأعاصير في خليج المكسيك، في لجوء دول أوروبا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليعيد إرسال شحنات الغاز الروسي.
وأضاف: "هناك أنبوب دروجبا، الذي كان يُسمّى خط الصداقة، وكان يأتي إلى ألمانيا ويمر في عدة دول أوروبية.. وقررت ألمانيا أن تتوقف عن شراء النفط الروسي، وهذا لا علاقة له بالعقوبات المفروضة من جانب الدول الـ7 أو المفروضة من الاتحاد الأوروبي التي تركز فقط على الشحن البحري وليس الأنابيب".
وتابع: "بعبارة أخرى، تستطيع ألمانيا أن تستورد النفط الروسي عبر هذا الأنبوب دون أي أزمات، ولكنها اختارت بنفسها التوقف عن شراء النفط من موسكو، ورغم ذلك تواصل الألمان مع الروس بعد شهر واحد، وأخبروهم أنهم سيشترون النفط من قازاخستان، ولكنهم يحتاجون إلى استعمال الأنبوب الروسي".
وأوضح أن موسكو وافقت على طلب برلين، ما يثير سؤالًا بشأن سبب موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هذا الطلب الذي يوصل النفط القازاخستاني إلى ألمانيا، وعن كيفية دفع ألمانيا إلى روسيا ثمن استعمال خط دروجبا.
ويوضح الرسم البياني التالي -من إعداد منصة الطاقة- حجم صادرات الغاز الطبيعي الروسية عبر خطوط الأنابيب خلال عامي 2021 و2022:
ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن ألمانيا ستدفع إلى روسيا من خلال الدفع إلى قازاخستان، التي بدورها سترسل الأموال إلى موسكو.
موضوعات متعلقة..
- بالأرقام.. دعم الوقود الأحفوري عالميًا يسجل قفزة غير مسبوقة خلال 2022
- هل يستفيد الهيدروجين الأخضر من ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري؟
- بريطانيا تدعم التنقيب عن النفط والغاز لمواجهة ارتفاع فواتير الطاقة
اقرأ أيضًا..
- توقف الغاز الجزائري يدفع المغرب لزيادة واردات الكهرباء من إسبانيا
- الحرارة الفائضة في أوروبا يمكنها تقديم حل جذري لأزمة الطاقة (تقرير)
- عام على الغزو الروسي لأوكرانيا.. دبابات موسكو تقلب موازين الطاقة (تغطية خاصة)