تقارير النفطرئيسيةنفط

الدولار يحبس الوقود في كينيا.. والحكومة تلجأ إلى دول الخليج

أسماء السعداوي

يصطف سائقو السيارات في طوابير طويلة أمام محطات الوقود في كينيا، لكنهم يعودون بخيبة أمل نتيجة لأزمة وقود طاحنة تضرب البلاد.

وتعجز كبرى شركات تسويق النفط في كينيا عن تلبية احتياجات المواطنين بعد نفاد مخزوناتها، بحسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، ونشرته صحيفة "ذي إيست أفريكان" (The East African).

ويقول مراقبون إن شح الدولار الأميركي -نتيجة ضغوط خارجية ناجمة عن تعثر البلد الواقع بشرق أفريقيا في سداد الديون- السبب الرئيس بأزمة الوقود في كينيا.

وأظهرت بيانات البنك المركزي الكيني أن احتياطيات النقد الأجنبي انخفضت إلى 6.6 مليار دولار أميركي يوم 2 مارس/آذار 2023، مقارنةً بـ6.8 مليار دولار في 23 فبراير/شباط 2023.

أزمة نفاد الوقود في كينيا

كانت محطات الوقود في مناطق مختلفة بالعاصمة نيروبي أول من تضرر من نفاد الوقود في كينيا نهاية الأسبوع الماضي، في حين كانت محطات الوقود التابعة لشركة فيفو إنرجي -التي تحمل العلامة التجارية لشركة شل العالمية- من بين الأكثر تضررًا.

وبحلول نهاية يوم الأحد 5 مارس/آذار 2023، نفد البنزين في محطات عديدة تابعة لشركة فيفو إنرجي، كما زاد الأمر سوءًا يوم أمس الإثنين 6 مارس/آذار، إذ نفدت المنتجات النفطية من بعض المحطات التابعة لشركة شل، ومنها البنزين السوبر والديزل ووقود "في باور"، وهو نوع وقود خاص بشركة شل.

تجدد أزمة الوقود في كينيا
طوابير أمام إحدى محطات الوقود في كينيا - أرشيفية

وتُعد فيفو إنرجي أكبر شركة لتسويق النفط في كينيا، إذ تمتلك حصة في السوق تصل إلى 23.83%، وباعت 1.36 مليون متر مكعب من المنتجات النفطية خلال العام المالي المنتهي في يوليو/تموز من العام المنصرم 2022.

وتشتري كبريات شركات النفط -مثل فيفو إنرجي وتوتال إنرجي وروبيس وأولى إنرجي- الوقود بكميات كبيرة، ثم توزعه على منافذ مستقلة للبيع بالتجزئة، ما يعني أن نقص الوقود في تلك الشركات الكبيرة سيؤثر بالضرورة في تلك الشركات الأصغر حجمًا.

وأكد رئيس رابطة المنافذ النفطية في كينيا مارتين شومبا، أن "الوقود في المستودعات كافٍ، لكن شركات النفط الكبرى لا تفرج عنه بسبب نقص الدولار".

كما قال مدير شركة صغيرة لتسويق النفط -رفض ذكر اسمه-: "نعم، الأمر بيد شركات النفط الكبرى. هناك أزمة في البلاد".

دعم الوقود في كينيا

كما فشلت هيئة تنظيم النفط والطاقة بكينيا في سحب الدعم الكامل للديزل، ما أدى إلى تفاقم أزمة التدفقات المالية لدى شركات تسويق النفط الكبرى.

وفي شهر فبراير/شباط 2023، أعادت الهيئة الكينية جزئيًا هامشًا قدره 2.54 شلن كيني (0.020 دولارًا أميركيًا) للتر الديزل، لتهدئة غضب المواطنين من ارتفاع الأسعار.

وفي ظل التأخر المستمر من قبل الخزانة الوطنية في الإفراج عن أموال دعم الوقود، تضغط الشركات من أجل وقف برنامج الدعم لتخفيف أزمة الدولار، إذ تقترض شركات تسويق النفط الكبرى لسد احتياجاتها من الدولار لاستيراد الوقود.

إلا أن توقف بيع الوقود في كينيا أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية لتلك الشركات، في الوقت الذي تخلى فيه السائقون عن سياراتهم ولجؤوا إلى وسائل النقل العام، بحسب التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تحرك حكومي لحل أزمة الوقود

أعاد شح الوقود في كينيا إلى الأذهان أزمة مماثلة بدأت أواخر مارس/آذار من العام الماضي (2022)، عندما لجأت شركات تسويق النفط الكبرى إلى تخزين الوقود احتجاجًا على قرارات الحكومة، بعد وصول إعانات الدعم الحكومي المتأخرة إلى 13 مليار شلن (101 مليون دولار).

من جانبها، لجأت حكومة الرئيس ويليام روتو إلى شراء الوقود من الخارج، إذ ستقدم شركات حكومية خليجية الوقود إلى إحدى شركات تسويق النفط المحلية التي تختارها الحكومة الكينية، لتوزعه بدورها على الشركات المحلية الأخرى.

كما طرحت الحكومة مناقصة مدتها 9 أشهر لإمدادها بالوقود، في خطوة مؤقتة بعيدة عن نظام العطاءات المفتوحة، إذ تتنافس 112 شركة تسويق نفط عالمية لشراء الوقود.

الوقود في كينيا
زحام داخل محطة وقود في كينيا - الصورة من موقع إيست إفريكان

وتقول الحكومة إن النظام الجديد سيساعد في تقليل الضغوط على احتياطي النقد الأجنبي، بالنظر إلى أن عمليات شراء الوقود من الخارج ودفع ثمن الشحنات سيجري بعد 6 أشهر مقارنة بالنظام الحالي، الذي يجبر الشركات على دفع ثمن الشحنة أسبوعيًا.

محطة جديدة لتعبئة غاز النفط المسال

في سياقٍ متصل، تسعى الحكومة الكينية بقوة لإيجاد وقود رخيص، وسط ارتفاع الأسعار بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة شح الدولار.

وأعلنت البلاد يوم الإثنين 6 مارس/آذار (2023)، بدء أعمال إنشاء محطة تعبئة غاز النفط المسال باستثمارات قدرها 130.5 مليون دولار أميركي، بالإضافة إلى إنشاء محطة تخزين بسعة 30 ألف طن في منطفة دونغو كوندو الاقتصادية الخاصة.

وبدأت أعمال الإنشاءات في 24 فبراير/شباط المنصرم، بوساطة شركة تايفا غاز التنزانية لتوزيع غاز النفط المسال، بحسب تقرير نشرته منصة "إنرجي كابيتال آند باور" واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال وزير الطاقة والنفط الكيني ديفيس تشيرشير: "نستثمر في البنى الأساسية، لتكون حافزًا من أجل دعم استهلاك غاز الطهي".

وأضاف الوزير أن هيئة تنظيم الطاقة والنفط في كينيا أصدرت تراخيص عديدة لصالح مستثمرين من القطاع الخاص، من أجل بناء مجموعة كبيرة من محطات غاز النفط المسال.

يأتي إنشاء محطات غاز النفط المسال في كينيا، وسط مساعي البلاد لإنتاج فحم الكوك النظيف بحلول عام 2030.

كما نفذت الحكومة الكينية خططًا لاستثمار أكثر من 200 مليون دولار، لتطوير محطات تخزين غاز النفط المسال وتشغيلها، بالإضافة إلى 400 مليون دولار في صورة استثمارات وإعانات ضريبية.

يتكوّن غاز النفط المسال من خليط البروبان والبيوتان العادي والأيزوبيوتان المشتقة من عمليات تكرير النفط الخام أو معالجة الغاز الطبيعي، بحسب تقرير لمنصة الطاقة المتخصصة.

ويُستعمَل الغاز بكثافة في الأغراض المنزلية ولتشغيل المركبات، وبعض الأغراض الزراعية والصناعية والتجارية، إذ يتميز بسهولة ضغطه ونقله وتخزينه، كما يتميز بانخفاض نِسب الانبعاثات الصادرة عن استعماله.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق