شركات التكرير الروسية لن تخفض إنتاجها رغم حظر صادرات الديزل
العقوبات تفرض سقفًا سعريًا على المشتقات الروسية
رجب عز الدين
وقعت شركات التكرير الروسية في أزمة ضخمة، بعد إدراج الديزل الروسي لقائمة المحظورات الأوروبية منذ 5 فبراير/شباط 2023، في إطار تشديد العقوبات المفروضة على موسكو.
ورغم توقّع المراقبين لجوء موسكو إلى خيار خفض الإنتاج ردًا على العقوبات، فإن الشركات الروسية لن تخفض إنتاجها أو قدراتها التكريرية بصورة كبيرة خلال شهر مارس/آذار 2023، وفقًا لوكالة الأنباء الروسية "تاس".
واضطرت روسيا لبيع النفط الخام بأسعار بخسة إلى الهند والصين ودول أخرى، منذ العقوبات الأوروبية والغربية المفروضة على الصادرات الروسية المنقولة بحرًا بداية من 5 ديسمبر/كانون الأول 2022.
ومن المتوقع أن تتضرر صادرات المشتقات النفطية الروسية بالعقوبات الجديدة المفروضة منذ 5 فبراير/شباط 2023.
موسم الصيانة قادم
رغم مرور شهر على الحظر الأوروبي، فإن بعض مراكز أبحاث الطاقة لا تتوقع إقدام شركات التكرير الروسية على خفض أحجام تكرير النفط بصورة كبيرة خلال شهر مارس/آذار 2023.
ويتوقع مركز تنمية الطاقة الروسي للأبحاث حدوث تغييرات كبيرة في أحجام التكرير بداية من شهر أبريل/نيسان 2023، مع دخول موسم الصيانة الربيعي للمصافي من كل عام.
ويرجّح تقرير تحليلي صادر عن المركز استمرار شركات التكرير الروسية في الحفاظ على أحجام التكرير، إذا تمكنت من اختراق أسواق خارجية جديدة.
ويتزايد الطلب على المشتقات النفطية الروسية أكثر من النفط الخام، ما يعنى أن شركات المصافي لن تعاني الأزمة نفسها التي تعانيها الشركات المنتجة لنوعيات النفط الروسي الخام منذ الحظر الأوروبي في ديسمبر/كانون الأول 2022.
غسل النفط الروسي
كما أن المشتقات النفطية الروسية يمكنها أن تمرّ إلى دول العالم عبر طرق ملتوية تحترفها روسيا، كما احترفتها إيران وفنزويلا ومن قبلهما العراق، في إطار ما يُعرف بظاهرة غسل النفط والتحايل على العقوبات الدولية، وفقًا لخبير الطاقة الدولي الدكتور أنس الحجي.
وحدد الاتحاد الأوروبي ومجموعة الـ7 سقفًا سعريًا لشراء المشتقات النفطية الروسية يتراوح بين 45 إو100 دولار للبرميل، ما قد يضطر شركات التكرير الروسية لتقديم خصومات سخية، كما فعلت مع النفط الخام الذي وقع تحت سقف عقوبات لا يتخطى 60 دولارًا للبرميل.
وتراجعت صادرات النفط الروسي المنقول بحرًا بصورة حادة خلال الأسبوع الماضي، تزامنًا مع ضعف قدرة موسكو على مواصلة التدفقات القياسية إلى مواني البلاد في المحيط الهادئ.
انخفاض 500 ألف برميل يوميًا
انخفضت الشحنات الروسية البحرية بمعدل 500 ألف برميل يوميًا، لتسجل 3.11 مليون برميل يوميًا خلال الـ7 أيام المنتهية الجمعة 3 مارس/آذار 2023، بنسبة هبوط 14% على أساس أسبوعي، وفقًا لوكالة بلومبرغ.
وما زال النفط الروسي يُنقل بكميات كبيرة عبر ناقلات مختلفة تتنافس على نقله بالقرب من السواحل الإسبانية، رغم صدور تحذيرات رسمية إلى الشركات المحلية من الوقوع في نشاط محذور.
ورصدت 4 ناقلات نفط ضخمة راسية بالقرب من مدينة سبتة، تبلغ حمولتها قرابة 8 ملايين برميل من النفط الروسي، وفقًا لفورتكسا المتخصصة في تتبّع حركة السفن والناقلات.
وزاد الطلب الصيني على النفط الروسي خلال الأسابيع الماضية بصورة قياسية، وسط مخاوف من لجوء موسكو إلى خطط خفض الإنتاج، ردًا على العقوبات الغربية التي تضطرها لبيع خامها بثمن بخس في الأسواق الآسيوية.
ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات النفط الروسي خلال عام 2022:
الصين تكثف الشراء
تترقب المواني الصينية وصول ناقلات تحمل 43 مليون برميل من نوعيات النفط الروسي المختلفة خلال شهر مارس/آذار 2023، وهو أعلى مستوى في تاريخ الاستيراد الصيني للخام الروسي، وفقًا لوكالة رويترز.
وتشتمل الشحنات المرتقب وصولها على 11 مليون برميل من خام الأورال الرئيس، و20 مليون برميل من مزيج إسبو المفضل لدى مصافي التكرير الصينية.
وتتحسب الصين والهند من الأنباء المتداولة حول احتمال لجوء روسيا لخفض الإنتاج والصادرات خلال الأشهر المقبلة، ردًا على العقوبات الأوروبية المفروضة على المشتقات الروسية مؤخرًا.
فإذا لجأت روسيا إلى خفض الإنتاج، فلن تحصل أكبر قوتين اقتصاديتين في آسيا والعالم على الخصومات المغرية التي كانت تحصل عليها في السابق بنسب وصلت إلى 30% أقلّ من الأسعار العالمية.
ويعزز من قلق شركات التكرير الصينية تقلُّص الخصم المقدَّم على خام إسبو إلى 7 و7.5 دولارًا تسليم أبريل/نيسان المقبل، مقارنة بنحو 8.5 دولارًا للبرميل في عقود تسليم مارس/آذار 2023.
كما تخشى المصافي الصينية من ارتفاع أسعار الشحن على ظهر السفينة في مواني بحر البلطيق، ما قد يرفع تكاليف البراميل الروسية بصورة تقارب الخامات الدولية المتداولة في الأسواق.
موضوعات متعلقة..
- الصين تكثف مشتريات النفط الروسي خوفًا من تهديدات "الخفض"
- بلغاريا مستمرة في غسل النفط الروسي وتصديره إلى أوكرانيا بعد الحظر (تقرير)
- روسيا تدرس اعتماد أسعار خام برنت بدلًا من الأورال في محاسبة شركات النفط
اقرأ أيضًا..
- إيران تحذر من "ضغوط محتملة" خلال مناقشة برنامجها النووي
- الطاقة المتجددة في أميركا قد تشكل غالبية السعة الجديدة لتوليد الكهرباء
- النفط في الكويت يكفي للإنتاج 90 عامًا.. وهذه احتياطيات الخليج (تقرير)