إغلاق أحد أكبر حقول النفط في بحر الشمال بسبب الضرائب الاستثنائية
نوار صبح
قررت شركة كاناديان ناتشورال ريسورسز إنترناشونال الكندية إغلاق حقل نينيان، أحد أكبر حقول النفط في بحر الشمال، بالنظر إلى ظروف السوق الصعبة، بسبب ارتفاع تكاليف إنتاج الغاز الطبيعي والضرائب غير المتوقعة وانخفاض التوقعات التجارية في المملكة المتحدة.
وتعمل الشركة على "تسريع التخلي عن" منصتيها المتبقيتين "نينيان الجنوبية" و"نينيان الوسطى"-في حقل النفط البالغ من العمر 45 عامًا- "نينيان ساوث" و"نينيان سنترال"؛ التي تُعدّ أكبر منصة أُنشئت في المملكة المتحدة، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وخفّضت الشركة 65 مليون برميل من المكافئ النفطي من احتياطياتها المؤكدة؛ إذ أصبح حقل نينيان -أحد أكبر حقول النفط في بحر الشمال- "غير مستدام اقتصاديًا"، وفقًا لما نشرته منصة إنرجي فويس (Energy Voice) في 3 مارس/آذار الجاري.
ضريبة الأرباح الاستثنائية
أشارت شركة كاناديان ناتشورال ريسورسز إلى "تأثير ارتفاع تكاليف الغاز الطبيعي والكربون" على قرار الإغلاق.
ولم تذكر الشركة بشكل مباشر ضريبة الأرباح غير المتوقعة في المملكة المتحدة، التي فُرضت في العام الماضي لإنشاء معدل ضرائب إجمالي بنسبة 75% في البلاد على الصناعة، إذ يقول الخبراء إن الضريبة من المحتمل أن تكون قد أدّت دورًا في القرار.
وفي تصريح إلى منصة "إنرجي فويس"، أفادت شركة كاناديان ناتشورال ريسورسز إنترناشونال بأنه "ليس لديها أي نشاط حفر آخر مخطط لها" وأنها تمضي في إغلاق المنصتين الجنوبية والوسطى، إلى جانب البنية التحتية للمحور الأوسع للحقل.
علاوة على ذلك، اتخذت الشركة القرار بعد مراجعة مفصلة لفرص حقل نينيان -أحد أكبر حقول النفط في بحر الشمال- وأعباء التكلفة المتوقعة، وخلصت إلى أن هذا الحقل غير مستدام اقتصاديًا.
ويرجّح المحللون أن يستغرق وقف إنتاج وتشغيل هذه المنصات عدة سنوات، وأن يؤدي إلى نقصان عدد الوظائف على المدى الطويل في بحر الشمال.
وأكدت شركة كاناديان ناتشورال ريسورسز أنها ستواصل تشغيل منصة تيفاني الخاصة بها في بحر الشمال بالمملكة المتحدة، بالإضافة إلى إدارة عملياتها البحرية في أفريقيا من مقرها الرئيس في مدينة أبردين بإسكتلندا.
تأثير النظام المالي البريطاني
قال مدير الاستدامة في هيئة التجارة في شركة أوفشور إنرجي بالمملكة المتحدة (أو إي يو كيه) مايك ثولين: "هذه الأخبار هي مثال صارخ على طريقة اهتزاز الثقة للاستثمار في أمن الطاقة في المملكة المتحدة بسبب النظام المالي الحالي في البلاد".
وتُعَد منصات حقل نينيان من الأصول المميزة التي أسهمت في توفير آلاف الوظائف وملايين الجنيهات الإسترلينية في المملكة المتحدة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتابع مايك ثولين قوله: "لقد كتبنا إلى (وزير الخزانة البريطانية)، المستشار جيريمي هانت، نحثه على التركيز على إنشاء نظام تنافسي طويل الأجل يدعم الاستثمار في قطاع الطاقة".
وأضاف: "نواصل التحذير من أن الضرائب غير المتوقعة التي فُرِضَت العام الماضي قد هزت ثقة المستثمرين وخطط الاستثمار لشركات النفط في بحر الشمال".
وأوضح: "لقد أدت ضريبتان مفاجئتان على قطاع النفط والغاز بالإضافة إلى ضريبة غير متوقعة على مولدات الكهرباء إلى تقويض شهية الشركات والمستثمرين الدوليين للاستثمار في المملكة المتحدة بشكل كبير".
ودعا إلى "أن تتناول موازنة الربيع أمن الطاقة؛ حيث يؤدي قطاع الطاقة البحرية دورًا حيويًا خلال دعم انتقال الطاقة".
أهمية حقل نينيان
اكتُشِف حقل نينيان -أحد أكبر حقول النفط في بحر الشمال- عام 1974 وبدأ الإنتاج عام 1978، ويقول خبير اقتصاد النفط بجامعة أبردين ومؤلف "التاريخ الرسمي لبحر الشمال" البروفيسور أليكس كيمب: "إن نينيان أحد عمالقة الصناعة".
وأشار إلى أن منصة نينيان سنترال، التي شيدت في بحيرة كيشورن على الساحل الغربي لإسكتلندا، هي أكبر منصة من حيث الحجم أُنشِئت للمملكة المتحدة على الإطلاق.
وأصبح حقل نينيان ثالث حقل في القطاع يتجاوز إنتاجه مليار برميل من النفط المكافئ بعد حقليْ برنت وفورتيز، وفقًا لما نشرته منصة إنرجي فويس (Energy Voice) في 3 مارس/آذار الجاري.
وقال البروفيسور كيمب: "نتيجة لفرض ضريبة مكاسب غير متوقعة بنسبة 35% على الصناعة العام الماضي، أصبح لبحر الشمال الآن معدل ضرائب إجمالي يبلغ 75%، ما أثّر في حقل نينيان، أحد أكبر حقول النفط في بحر الشمال".
اقرأ أيضًا..
- إدارة بايدن تنقذ محطات الطاقة النووية المتعثرة والمغلقة بـ1.2 مليار دولار
- عام على الغزو الروسي لأوكرانيا.. دبابات موسكو تقلب موازين الطاقة (تغطية خاصة)
- الغاز النيجيري يؤجّج الصراع بين المغرب والجزائر (تقرير)
