إمدادات الكهرباء في فرنسا تتضاعف رغم التحديات في 2023 (تقرير)

أسماء السعداوي

2023-03-02

0 3٬752

توقعات إمدادات الكهرباء في فرنسا في عام 2023 — خطوط الكهرباء في فرنسا - أرشيفية

من المتوقع أن تتضاعف إمدادات الكهرباء في فرنسا خلال العام الجاري (2023)، بعد أن شهد إنتاج المحطات النووية عام 2022 المنصرم تراجعًا ملحوظًا.

يأتي ذلك رغم المخاوف بشأن جداول الصيانة طويلة الأجل للمحطات النووية وتراجع قدرة الطاقة الكهرومائية المتاحة، قبل حلول أشهر الصيف الحارة، بحسب تقرير لوكالة رويترز، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتسعى فرنسا إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة، بهدف التخلي عن الوقود الأحفوري المسبب لأضرار شديدة على البيئة تحقيقًا لهدف الحياد الكربوني، والتخلي عن الوقود الروسي.

إمدادات الكهرباء من الطاقة النووية

من المتوقع أن تسجل إمدادات الطاقة النووية الفرنسية -إجمالًا- بين 290 و320 تيراواط/ساعة خلال عام 2023، إذ ستقلّل احتياجات فرنسا للاستيراد من الخارج.

وتمثّل تلك الانتعاشة في إمدادات الكهرباء بفرنسا عودة جديدة للدولة الأوروبية إلى كونها مصدرًا صافيًا للكهرباء لجيرانها بنحو 15 تيراواط/ساعة، بحسب محللين.

وكان العام الماضي (2022) قد شهد تراجع إمدادات الطاقة النووية في فرنسا في أكبر انخفاض منذ 34 عامًا عند 279 تيراواط/ساعة، بسبب تعطل عدد قياسي من المفاعلات النووية، التي تديرها شركة كهرباء فرنسا "إي دي إف"، بسبب أعمال الصيانة المقررة.

نتيجةً لذلك، أصبحت فرنسا مستوردًا صافيًا للكهرباء للمرة الأولى منذ عام 1980، في الوقت الذي يكافح فيه جيرانها الأوروبيون للبحث عن بدائل للغاز الروسي، في أعقاب عقوبات غربية على روسيا بعد حربها على أوكرانيا.

تعافي إمدادات الكهرباء في فرنسا

من المتوقع أن يكون توافر الطاقة النووية هذا الربيع أعلى قليلًا فقط مما جرى تسجيله العام الماضي (2022)، إذ تتوقف المفاعلات عن الصيانة المخطط لها.

إلا أنه من المقرر أن تظهر التحسينات قبل نهاية الربع الثاني من العام الجاري، وخلال فصل الخريف، بحسب التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتقول المحللة في شركة ريفينيتيف، ناتالي غيرل، إن تعافي إمدادات الكهرباء في فرنسا سيعيد البلاد إلى صافي الصادرات بين شهري مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري (2023).

وأضافت أن فرنسا ستعود إلى متوسط صافي الواردات خلال الربع الرابع من 2023، لكنها ستظل مصدرًا صافيًا للكهرباء خلال العام ككل.

وقد ربطت شركة كهرباء فرنسا تقديرات إنتاجها النووي للعام بين 300 و330 تيراواط/ساعة، أقل من 370 تيراواط/ساعة الحالية في جدول الصيانة، بعد تعديلها للانقطاعات غير المخطط لها أو الممتدة.

الطاقة الكهرومائية في فرنسا

في المقابل، تتعرّض مخزونات الطاقة الكهرومائية في فرنسا -حاليًا- لثاني أكبر انخفاض في عامين، عند 5 تيراواط/ساعة أقل من المدّة نفسها في العام الماضي (2022).

ويدفع الشتاء الأكثر جفافٌا في فرنسا منذ 64 عامًا، البلاد إلى اتخاذ إجراءات غير مسبوقة، منها فرض قيود على استهلاك المياه في مناطق من البلاد بدءًا من مارس/آذار.

وفي حين أن مخزونات الطاقة المائية الحالية منخفضة، فإن كمية الثلوج في جبال الألب منخفضة أيضًا مقارنةً بعام 2022، الذي كان عامًا جافًا بصورة خاصة، بحسب التقرير، إذ يساعد ذوبان الثلوج من جبال الألب خلال فصلي الربيع والخريف إلى تجديد مستويات المخزون المائي، وقد يكون مؤشرًا على كيفية ظهور المخزونات في الأشهر الحارة.

وتحمل الحرارة العالية خلال فصل الصيف تأثيرًا في إمدادات الكهرباء في فرنسا، إذ تؤدي إلى تراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية، كما تسبب مشكلات محتملة تتعلق بمحدودية تبريد المياه اللازمة لتشغيل المحطات النووية والأخرى العاملة بالفحم.

تُجدر الإشارة إلى أن توقعات المخزون المائي تعتمد على حالة الطقس، وهو ما يجعل من العسير التنبؤ بدقة للتدفقات خلال مدد طويلة مقبلة.

توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة

في سياق متصل، شهد توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في فرنسا تطورات إيجابية مؤخرًا، إذ أعلنت شركة كهرباء فرنسا ارتفاع صافي طاقة الرياح والطاقة الشمسية المركبة بنسبة 10% إلى 13.2 غيغاواط خلال عام 2022.

وأكد الرئيس التنفيذي لـ"كهرباء فرنسا" لوك ريمون، أن عام 2022 أكد الزخم الجديد لمحطات الطاقة النووية في فرنسا، فضلًا عن التوسع في نشر مصادر الطاقة المتجددة المختلفة.

وأوضح أن شركة كهرباء فرنسا تستهدف إنتاجًا من 300 تيراواط/ساعة إلى 330 تيراواط/ساعة خلال 2023.

وسيصل حجم الإنتاج لعام 2030 إلى 318 تيراواط/ساعة، و340 تيراواط/ساعة في 2024، حسبما قال محللون في شركة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس.