صناعة الرياح البحرية العائمة تغزو الأسواق في 2035 (دراسة)
وتوقعات بهبوط تكاليفها 80% في 2050
محمد عبد السند
تبرز الرياح البحرية العائمة قطاعًا واعدًا في السنوات المقبلة؛ إذ يُعوّل عليها كثيرًا في توليد الكهرباء المتجددة التي تتصدر خطة الكثير من حكومات الدول التي تسيطر عليها رغبة قوية في تحول الطاقة.
ويتسابق الكثير من الدول في التخفيف من الاعتماد على الوقود الأحفوري، في إطار مساعيها الرامية لتحقيق الحياد الكربوني.
وفي ضوء تلك الأهداف، خلصت نتائج دراسة مسحية إلى أن صناعة الرياح البحرية العائمة ما تزال في مراحل التطوير الأولية، لكنها مهيأة للنمو السريع، مع بدء طرحها في الأسواق في غضون مدة تزيد قليلًا عن عقد، وفق ما أورده موقع "أو إي ديجيتال" OE Digital.
ومع ذلك تواجه الصناعة تحديات عدّة، من بينها انعدام البنية التحتية للمواني، والتكلفة المرتفعة، إضافة إلى تحديات أخرى عديدة.
وأوضحت الدراسة التي أجرتها مؤسسة "دي إن في"، التي استطلعت آراء 244 مطورًا، ومستثمرًا، وشركات تصنيع، ومستشارين، ومشغّلين حول العالم، أن 60% من المشاركين يعتقدون أن الرياح البحرية العائمة ستصل إلى مرحلة التسويق التجاري بصورة كاملة بحلول عام 2035.
يأتي هذا في حين اعتقد 25% ممن شملهم المسح أن صناعة الرياح البحرية العائمة ستصل إلى تلك النقطة أوائل نهاية العقد الجاري (2030).
وذكرت "دي إن في": "الوصول إلى تلك الأهداف شيء طموح، لكن ثمة مؤشرات أولية واعدة حقًا، مع توقّع 60% من الشركات التي تدرّ أعمالها في قطاع الرياح عائدات، تسارعًا في وتيرة الاستثمارات في صناعة الرياح البحرية العائمة في عام 2023."
ويوضح التصميم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- سعة طاقة الرياح المركبة بداية عام 2021:
هدف طموح
قال الرئيس التنفيذي لقسم أنظمة الطاقة في "دي إن في" ديتليف إنجيل: "تتوقع مؤسستنا أنه، بحلول عام 2050، ستأتي كل السعة المُركبة لطاقة الرياح البحرية من التوربينات العائمة، ومع ذلك يتعين مواجهة التحديات القائمة".
وترى مؤسسة "دي إن في" أن الوصول إلى مرحلة التسويق الكاملة سيعتمد، جزئيًا، على إمكانات الاستثمار في الأسواق الرئيسة.
وقال 21% من المشاركين في المسح، إن حجم السوق هو المعيار الأول في اختيار الوجهة التي يمكن ضخ استثمارات فيها، يليه أداء السلطات التنظيمية (16%)، والاستقرار السياسي (16%)، ثم ملاءمة شبكة الكهرباء (12%).
وأردفت "دي إن في" :"لتوسيع نطاق طاقة الرياح البحرية العائمة، من المهم أن تنخفض تكاليف الطاقة كثيرًا، وبأسرع وتيرة ممكنة، ويتوقع تقرير آفاق تحول الطاقة، الصادر عن (دي إن في)، أن تهبط تكاليف الرياح البحرية العائمة بنحو 80% بحلول عام 2050".
تحديات قائمة
علاوة على ذلك، قالت "دي إن في"، إن التحديات المرتبطة بسلسلة الإمدادات تبرز من بين العوامل التي تقوّض الكفاءة الوظيفية لصناعة الرياح البحرية العائمة، موضحة أن قطاع الرياح البحرية يصارع موجة الأسعار المرتفعة، وقيود السعة.
ولفتت "دي إن في" إلى أن أكبر المخاطر التي تؤرق المتخصصين في قطاع الرياح البحرية العائمة تتمثل في انعدام البنية التحتية الخاصة بالمواني.
وقالت، إن ثاني أكبر تحدٍّ يعرقل صناعة الرياح البحرية العائمة، يكمن في عدم توافر أعداد السفن اللازمة لتركيب التوربينات البحرية.
وفي هذا الصدد، قالت "دي إن في": "بينما لا تعوّل الرياح البحرية العائمة بوجه عام على السفن المتطورة، فإن العدد الهائل من السفن المُستعملة في التركيب، وكذلك القدرات المطلوبة، قد يكون تحديًا أمام تقدُّم الصناعة".
200 ألف توربين في 30 عامًا
من جهته، قال المسؤول في قطاع الرياح البحرية العائمة في "دي إن في" ماغنوس إيبسين، إن الجاذبية التسويقية لصناعة الرياح البحرية العائمة ستعتمد على خفض التكاليف والأسعار في الأسواق المختلفة، مشيرًا إلى أن خفض التكاليف لا يتأتى بالانتظار، ما يعظّم أهمية تركيب الجيل الأول من مزارع الرياح البحرية العائمة بحلول عام 2030، بهدف الحصول على أفضل النتائج المنشودة في هذا القطاع.
ووفقًا لـ "دي إن في"، ستُرَكَّب نحو 300 غيغاواط من الرياح البحرية العائمة عالميًا في السنوات الـ30 المقبلة؛ ما يتطلب تركيب قرابة 200 ألف توربين على قمة الهياكل العائمة التي تزن أكثر من 5 آلاف طن.
يُشار إلى أن تلك التوربينات تتلقى حماية كاملة عبر أعداد كبيرة من خطوط التثبيت.
موضوعات متعلقة..
- طائرات دون طيار لنقل احتياجات مزارع الرياح البحرية
- عملاقة توربينات الرياح سيمنس جاميسا تخسر 936 مليون دولار في 2022
- سيمنس جاميسا تستعد لإطلاق مشروع عالمي خاص بالرياح البحرية
اقرأ أيضًا..
- أكثر الدول دعمًا للوقود الأحفوري.. 4 بلدان عربية بقائمة الـ10 (إنفوغرافيك)
- تقنية مميزة لتوليد الكهرباء في الليل تعمل بكفاءة تصل لـ65%
- مستشار الحكومة العراقية يكشف للطاقة مصير تجارة النفط بعد اعتماد اليوان الصيني
- وزن السيارات الكهربائية يفاقم الوفيات الأميركية.. ومفاجأة من شركة أوروبية
كيفك