سفير غانا في مصر لـ"الطاقة": لدينا الكثير من النفط لاكتشافه (فيديو)

بلادنا في طريقها لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية

أسماء السعداوي

2023-02-26

0 377

سفير غانا في مصر لـ"الطاقة": لدينا طموحات في مجال الطاقة النووية — سفير غانا في مصر عبيد بواما أكوا - أرشيفية

تواجه غانا، الغنية بالثروات الطبيعية، تحديات مالية وتنظيمية جمَّة لتطوير قطاع النفط في البلاد، وتلبية احتياجات المواطنين المتزايدة؛ لاعتمادها على الغرب ونقص الموارد وتقادم البنية الأساسية اللازمة، فضلًا عن تأثرها بأزمة الطاقة العالمية الأخيرة.

آخر تلك التحديات كان في العام الماضي (2022)؛ عندما شهدت العاصمة أكرا احتجاجات متصاعدة بسبب ارتفاع أسعار المعيشة وأزمة وقود طاحنة.

وفي هذا الصدد، أدلى سفير غانا في القاهرة عبيد بواما أكوا، بتصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، حول أزمة الوقود في البلاد، وإنتاج النفط، وتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى طموحات البلاد النووية.

أزمة الوقود في غانا

في البداية، تحدث السفير عبيد بواما أكوا عن أزمة شُح الوقود التي ضربت الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، قائلًا إن الحكومة -لحسن الحظ- انتهجت إستراتيجية "إيجابية" للتغلب على نقص المعروض من الوقود خلال العام الماضي (2022).

وأكد نجاح بلاده في تخطي الأزمة، والدليل على ذلك اختفاء طوابير ملء خزانات الوقود، كما أن الكهرباء تعمل حاليًا على مدار 24 ساعة دون انقطاع، وهو ما يدفع الصناعة قدمًا لتزيد الإنتاجية، رغم المعاناة الطبيعية من تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية حاليًا.

كما قال، في تصريحاته إلى منصة الطاقة: "ليست لدينا تحديات الآن".

كانت غانا قد شهدت احتجاجات متصاعدة بسبب ارتفاع أسعار المعيشة؛ ما دفع الحكومة لاتخاذ خطوات لمعالجة أزمة الوقود.

واستعرض وزير الطاقة الغاني ماثيو أوبوكو بريمبه، ونقابة مالكي الناقلات -في شهر يوليو/تموز 2022- مشروع إنشاء خط أنابيب للمنتجات النفطية؛ إذ وصفه الوزير بأنه بالغ الأهمية لحل أزمة الوقود في البلاد.

ويمتد هذا الخط من العاصمة أكرا إلى مدينة كوماسي، على بُعد نحو 200 كيلومتر شمال غرب العاصمة الغانية، وفقًا لما نشرته منصة "إنرجي فويس" (Energy Voice).

إنتاج النفط في غانا

تطرّق السفير عبيد بواما أكوا إلى مستقبل النفط في بلاده، مشيرًا إلى أن غانا دولة منتجة للنفط حاليًا.

وقال، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة: "جرى استكشاف النفط بعد سنوات طويلة من الحفر والتنقيب في عام 2007، كما تعاقدنا مع عدد كبير للشركات العالمية للتنقيب عن النفط، وما زال لدينا الكثير من النفط لاكتشافه".

وتوقّع السفير أن تصبح بلاده في غضون 4 أو 5 سنوات على قائمة الدول متوسطة الإنتاج النفطي، وهو ما سيكون له بالغ الأثر في تحسن الاقتصاد.

وتابع: "نخطو بحرص شديد في هذا الصدد؛ فنحن لا نستهدف عدم التركيز على النفط والغاز فحسب، ولكن نسعى للموازنة بين جميع القطاعات الاقتصادية".

تجدر الإشارة إلى أن غانا حققت إيرادات قدرها 731.94 مليون دولار أميركي من تجارة النفط خلال النصف الأول من العام المنصرم 2022، بزيادة 108.9% مقارنةً بإيرادات المدّة نفسها من عام 2021 البالغة 350.31 مليون دولار، وفق ما نقلته منصة "أول أفريكا" (All Africa).

مزيج الطاقة في غانا

فيما يتعلق بالبحث عن مصادر بديلة للوقود الأحفوري، أكد السفير عبيد بواما أكوا أن "كل دولة تواجه تحديات مختلفة، ويجب أن يكون لديها مزيج طاقة من مصادر مختلفة".

وقال: "لدينا مصادر جديدة قادمة مثل الطاقة النووية التي يعتمد عليها قطاع من الاقتصاد في البلاد؛ ففي عام 1960، بدأت غانا مسيرة توليد الطاقة النووية، غير أن جهودها تعطلت في هذا المسار".

وأضاف: "عاجلًا أم آجلًا سنتمكن من إنتاج الطاقة النووية، بالإضافة إلى الطاقة الكهرومائية من السدود، والطاقة الحرارية وطاقة الرياح وكل مصادر الطاقة المتجددة التي تذخر بها أرض غانا".

كان رئيس غانا، نانا أدو دانكوا أكوفو-أدو، قد أدرج تكنولوجيا الطاقة النووية رسميًا في مزيج توليد الكهرباء في البلاد، في سبتمبر/أيلول 2022، وذلك تماشيًا مع الالتزام العالمي بضمان قوة مستدامة لتعزيز التصنيع السريع ودفع النمو الاقتصادي.

الأزمة الروسية الأوكرانية

كانت الحكومة الغانية قد قررت ترشيد استهلاك الدولار الأميركي، في أعقاب ارتفاع أسعار الوقود عالميًا؛ نتيجةً للحرب الروسية الأوكرانية.

وبسؤال سفير غانا في القاهرة عن أثر الأزمة الروسية الأوكرانية في قطاع الطاقة والغاز في بلاده، قال: "بالطبع كان هناك تأثير؛ فالأزمة أثرت في كل دول العالم ونحن من بينها".

وحول استيراد غانا النفط والغاز من روسيا، الواقعة تحت عقوبات غربية بسبب حربها على أوكرانيا، قال إنه لم تصدر بيانات رسمية حول الأمر، مؤكدًا: "ليست لديّ معلومات بشأن ذلك".

وتأثّر كثير من البلدان جراء العقوبات الغربية على موسكو بعد غزو أوكرانيا؛ إذ أسفرت عن اضطراب شديد في سلاسل الإمداد العالمية، وأزمة بأمن الطاقة وتغير خريطة النفط فضلًا عن ارتفاع الأسعار.