انبعاثات محطات الكهرباء الأميركية تتراجع في 2022.. بعد تحولها من الفحم إلى الغاز
نوار صبح
انخفضت انبعاثات محطات الكهرباء الأميركية في العام الماضي 2022، بسبب التحول من استعمال وقود الفحم -الذي يطلق كميات كبيرة من التلوث عند حرقه- إلى الغاز الطبيعي.
وأفادت وكالة حماية البيئة الأميركية، يوم الجمعة 24 فبراير/شباط، بأن انبعاثات مصادر التلوّث، التي تُلحق الضرر بصحة الإنسان وسلامة الكوكب، تراجعت العام الماضي نتيجة لاستمرار الصناعة في استبدال الغاز الطبيعي بالفحم، بحسب وكالة رويترز.
وانخفضت الانبعاثات، على الرغم من زيادة الطلب على إنتاج محطات الكهرباء الأميركية بنسبة 2% العام الماضي (2022) في جميع الولايات عدا ألاسكا وهاواي، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأشارت وكالة حماية البيئة إلى أن انبعاثات مكونات الضباب الدخاني (أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت) انخفضت بنسبة 4% و10% على التوالي، في العام الماضي، مقارنة بعام 2021.
في المقابل، سجلت انبعاثات الزئبق من محطات الكهرباء الأميركية -وهو سم عصبي يمكن أن يتراكم في البيئة ويجعل تناول بعض أنواع الأسماك بصفة متكررة غير آمن- انخفاضًا بنسبة 3%.
حماية المجتمعات من المخاطر البيئية
قال مدير وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة، مايكل ريغان: "إن المجتمعات التي تعيش بالقرب من محطات الكهرباء الأميركية تستحق الدرجة نفسها من الحماية من المخاطر البيئية والصحية شأنها شأن أي شخص آخر".
وأوضح المسؤول الأميركي أن "إنجاز المهمة يحتاج إلى وقت طويل، لكن البيانات تثبت أننا على الطريق الصحيح".
وأضافت وكالة حماية البيئة أن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من محطات الكهرباء الأميركية تراجعت 1% مقارنة بعام 2021، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ولم تذكر بيانات وكالة حماية البيئة انبعاثات غاز الميثان من غازات الاحتباس الحراري القوية من صناعة الغاز الطبيعي، وهو مصدر انبعاثات يقول علماء البيئة إنه من المهم تقليله، إذ تسير الولايات المتحدة على الطريق الصحيح لتصبح أكبر مصدر في العالم للغاز الطبيعي المسال.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أكدت وكالة حماية البيئة من جديد نتائج دراساتها القانونية والعلمية لعام 2012 وأهمية تنظيم انبعاثات سموم الهواء الخطرة والزئبق من محطات الكهرباء الأميركية، وهي خطوة مطلوبة لتعزيز اللوائح التنظيمية لنظافة الهواء.
ويتوقع المحللون أن تُصدر الوكالة ضوابط نهائية بشأن تلك الملوثات في الأشهر المقبلة، وهي واحدة من مجموعة لوائح تنظيمية لتنظيف قطاع الكهرباء وإجبار مشغلي محطات الكهرباء الأميركية على تشديد الضوابط أو إغلاق المحطات القديمة.
الاستغناء عن محطات الفحم
يستعد عدد لا بأس به من محطات الفحم الأميركية إلى التخارج وغلق أبوابها خلال السنوات القليلة المقبلة، في الوقت الذي تتطلب فيه خطط التحول التوسع بمنشآت الطاقة النظيفة.
يأتي ذلك لأن محطات توليد الكهرباء المعتمدة على الفحم استمرت في إطلاق أدخنة الانبعاثات لسنوات طويلة في سماء الولايات الأميركية، مسببةً اضطرابًا في جودة الهواء.
وقد عزّزت محطة الفحم في ولاية إلينوي من تأثير التغيرات المناخية، غير أنها بصدد الإغلاق نهاية العام الجاري (2022)، نظرًا إلى وجود خطط لتحويلها إلى مرفق لبطاريات تخزين الطاقة المتجددة في غضون 3 أعوام بحلول (2025).
وعلى مدار تلك المدة وحتى عام (2025)، تُخطط ولاية إلينوي وحدها لإغلاق 11 محطة، وإحلال المزارع الشمسية وبطاريات التخزين محلها، بحسب معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
من ناحيتها، تسعى ولاية لويزيانا، التي شهدت إغلاق إحدى محطات الفحم الأميركية العام الماضي (2021)، للاعتماد على مزرعة طاقة شمسية ضخمة لديها، توفر الكهرباء النظيفة لما يقرب من 45 ألف منزل.
ويرسم المخطط أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- ملامح الخطة الأميركية لتعزيز الطاقة المتجددة بحلول عام 2050، مع تحديد مستهدفات المدة بين عام 2021 ومنتصف القرن:
وقد أسهمت اعتبارات اقتصادية ومناخية في إغلاق تدريجي لعدد كبير من محطات الفحم الأميركية على مدار العقدين الماضيين.
موضوعات متعلقة..
- أزمة تواجه محطات الكهرباء الأميركية وسط استمرار انخفاض مخزونات الفحم
- محطات الفحم الأميركية قد تستفيد من الغاز الطبيعي لتقليل انبعاثات الكربون
- تأجيل إغلاق محطات الفحم الأميركية.. واللوم يقع على أزمة سلاسل التوريد (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- تدشين أكبر محطة طاقة شمسية في الأردن بقدرة 200 ميغاواط
- خلط البنزين بالإيثانول الحيوي في الهند يثير مخاوف بيئية وغذائية
- الكشف عن أول سيارة كهربائية في العالم تعمل ببطارية الصوديوم أيون